الجمعة، 10 يناير 2025

اغتياب المؤمن: جريمة محرمة حتى وإن كان الكلام صادقاً

  تحريم اغتياب المؤمن صدقا 

1 ـ الإمام أبو محمّد العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : « اعلموا أنّ غيبتكم لأخيكم المؤمن من شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) أعظم في التحريم من الميتة ، قال الله عزّ وجلّ : (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ) [1] ». تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص 245. [1] الحجرات 49 : 12. 

2 ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « من كفّ لسانه عن أعراض المسلمين في مغيبهم وفي مشهدهم ، أقاله الله عثرته يوم القيامة ». 
 وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « الغيبة تفطّر الصائم ».كتاب الأخلاق : مخطوط. 

3 ـ وقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : « إيّاكم والغيبة ، فإنّها إدام من يأكل لحوم الناس ». كتاب الأخلاق : مخطوط. 

4 ـ وعن أبي عبد الله جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، أنّه قال :« من قال في أخيه المؤمن شيئاً يعلمه منه ، يريد به انتقاصة في نفسه ومروته ، فهو من الذين قال الله : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ) [1] ». كتاب الأخلاق : مخطوط. 
[1] النور 24 : 19.

5 ـ وقال علي ( عليه السلام ) : « من قال في أخيه المؤمن مما فيه ، مما قد استتر به عن الناس ، فقد اغتابه ». كتاب الأخلاق : مخطوط. 

6 ـ وقال ( عليه السلام ) : « من اغتاب مؤمناً حبسه في طينة خبال ثلاثين خريفاً ، قيل : وما طينة خبال؟ قال : ما يصير طيناً من صديد فروج الزواني ». كتاب الأخلاق : مخطوط. 

7ـ الصدوق في كتاب الإخوان : عن أسباط بن محمّد ، رفعه إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله ) [ قال ] [1] : « أخبركم بالذي هو أشدّ [2] من الزنا ، وقع الرجل في عرض أخيه ». مصادقة الإخوان ص 76 ح 1. [1] أثبتناه من المصدر. [2] في المصدر : شرّ. 

8 ـ الشيخ المفيد في الإختصاص : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الغيبة أشد من الزنا ، فقيل : ولم ذلك يا رسول الله؟ قال : صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه ، حتّى يكون صاحبه الذي يحلّله ».  الإختصاص ص 226. 

 9 ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنّه نظر إلى رجل يغتاب رجلاً ، عند الحسن ( عليه السلام ) ابنه ، فقال : « يا بني ، نزه سمعك عن مثل هذا ، فإنّه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك ». الإختصاص ص 225. 

10 ـ وعن هشام بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول لحمران بن أعين : « يا حمران ، انظر إلى من هو دونك ـ إلى أن قال ـ واعلم أنّه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله عز وجل ، والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم » الخبر.  الإختصاص ص 227. 

11 ـ وعن الباقر ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « وجدنا في كتاب علي ( عليه السلام ) : أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال على المنبر : والله الذي لا إله إلّا هو ، ما أعطي مؤمن قطّ خير الدنيا والآخرة ، إلّا بحسن ظنّه بالله عزّ وجلّ ، والكفّ عن اغتياب المؤمن والله الذي لا إله إلّا ، هو لا يعذب الله عزّ وجلّ مؤمناً بعذاب بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنّه [ بالله عزّ وجلّ ] [1] واغتيابه للمؤمنين ». 
 الإختصاص ص 227. 
[1] أثبتناه من المصدر.

12 ـ وقال الصادق ( عليه السلام ) : « من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه ، فهو من الذين قال الله عزّ وجلّ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ) [1] الآية ».  الإختصاص ص 227. 
[1] النور 24 : 19.

 13 ـ وعن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « الغيبة أسرع في جسد المؤمن ، من الآكلة في لحمه ». الإختصاص ص 228. 

14- عن سيف بن عميرة ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : « إنّ لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جُنّة ، متى [1] أذنب ذنب كبيراً رفع عنه جُنّة ، فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه ، انكشفت تلك الجُنن عنه ، ويبقى مهتوك [2] الستر ، فيفتضح في السماء على السنة الملائكة ، وفي الأرض على السنة الناس ، ولا يرتكب ذنباً إلّا ذكروه ، وتقول الملائكة الموكّلون به : يا ربنا قد بقي عبدك مهتوك [3] الستر ، وقد أمرتنا بحفظه ، فيقول عزّ وجلّ : ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيراً ما فضحته ، فارفعوا أجنحتكم عنه » الخبر. الاختصاص ص 220. 
 [1] في المصدر : فمتى. 
(2 ، 3) في المخطوط « مهتك » وما أثبتناه من المصدر.

15 ـ ابنا بسطام في طبّ الأئمة ( عليهم السلام ) : عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) : أنّ رجلاً قال له : يا ابن رسول الله ، أنّ قوماً من علماء العامة يروون : أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) قال : « إنّ الله يبغض اللحامين ، ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كلّ يوم اللحم ». فقال ( عليه السلام ) : غلطوا غلطاً بيّناً ، إنّما قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : إنّ الله يبغض أهل بيت يأكلون في بيوتهم لحم [1] الناس ، أي يغتابونهم ، ما لهم لا يرحمهم الله! عمدوا إلى الكلام [2] فحرّفوه بكثرة روايتهم. طبّ الأئمة ص 138. 
[1] في المصدر : لحوم. 
[2] وفيه : الحلال.

16 ـ القطب الراوندي في دعواته : عن النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « ترك الغيبة ، أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من عشرة آلاف ركعة تطوعاً ».دعوات الراوندي.

17 ـ وقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « ستّ خصال ما من مسلم يموت في واحدة منهنّ ، إلّا كان ضامناً على الله أن يدخله الجنّة : رجل نيّته أن لا يغتاب مسلماً ، فإن مات على ذلك كان ضامناً على الله » الخبر. دعوات الراوندي 104.

18 ـ وعن ابن عباس ، أنّه قال : عذاب القبر ثلاثة أثلاث : ثلث للغيبة. الخبر.دعوات الراوندي 129.

19 ـ مصباح الشريعة : قال الصادق ( عليه السلام ) : الغيبة حرام على كلّ مسلم ، مأثوم صاحبها في كلّ حال ، وصفة الغيبة أن تذكر أحداً بما ليس عند الله عيب ، أو تذمّ مما تحمده أهل العلم فيه ، وأمّا الخوض في ذكر الغائب بما هو عند الله مذموم ، وصاحبه فيه ملوم ، فليس بغيبة ، وإن كره صاحبه إذا سمع [ به ] [1] ، وكنت أنت معافى عنه وخالية منه ، وتكون في ذلك مبيّنا للحقّ من الباطل ببيان الله ورسوله ، ولكن بشرط أن لا يكون للقائل بذلك مراد غير بيان الحقّ والباطل في دين الله عزّ وجلّ ، وأمّا إذا أراد به نقص المذكور بغير ذلك المعنى ، فهو مأخوذ بفساد مراده ، وإن كان صواباً ، فإن اغتبت فبلغ المغتاب فاستحلّ منه ، فإن لم تبلغه ولم تلحقه فاستغفر الله له ، والغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران ، على نبيّنا وآله وعليه السلام : المغتاب هو آخر من يدخل الجنّة إن تاب ، وإن لم يتب فهو أوّل من يدخل النار ، قال الله تعالى : ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ) [2] ووجوه الغيبة تقع بذكر عيب في الخلق والخُلق ، والعقل والفعل ، والمعاملة والمذهب ، والجهل وأشباهه ، واصل الغيبة يتنوّع بعشرة أنواع : شفاء غيظ ، ومساعدة قوم ، وتهمة ، وتصديق خبر بلا كشفه ، وسوء ظن ، وحسد ، وسخريّة ، وتعجب ، وتبرّم ، وتزيّن ، فإن أردت السلامة فاذكر الخالق لا المخلوق ، فيصير لك مكان الغيبة عبرة ، ومكان الإثم ثواباً.  مصباح الشريعة ص 274 ، باختلاف في الألفاظ. [1] أثبتناه من المصدر.
[2] الحجرات 49 : 12. 

20 ـ الشيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخاطر : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا يغتب بعضكم بعضا ، وكونوا عباد الله إخواناً ».  مجموعة ورام ص 115. 

21 ـ وعن جابر وأبي سعيد ، قالا : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « إيّاكم والغيبة ، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا ، إنّ الرجل يزني [ ويتوب ] [1] فيتوب الله [ عليه ] [2] ، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه ». مجموعة ورام ص 115. 
(1 ، 2) أثبتناه من المصدر.

22 - قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : « مررت ليلة أُسري بي ، على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم ، فقلت : يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ، ويقعون [1] في أعراضهم ». مجموعة ورام ص 115. 
[1] في المخطوط « يقولون » وما أثبتناه من المصدر.

23 ـ  وعن سليم بن جابر ، قال : أتيت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقلت : علّمني خيراً ينفعني الله به ، قال : « لا تحقرنّ [ من المعروف ] [1] شيئاً ولو أن تصبّ دلوك في إناء المستقى 2] ، وان تلقى أخاك ببشر حسن ، وإذا أدبر فلا تغتابه ». مجموعة ورّام ص 115. 
[1] أثبتناه من المصدر. 
[2] في المصدر : المستسقي. 

24 -   وعن البراء : خطبنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، حتى أسمع العواتق في بيوتها ، فقال : « يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تغتابوا المسلمين » الخبر. مجموعة ورام ص 115. 

25 ـ وعن أنس ، قال : خطبنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فذكر الربا ، وعظّم شأنه ـ إلى أن قال ـ « وأربى الربا عرض الرجل المسلم ».مجموعة ورّام ص 116.  

26 ـ وعن جابر ، قال : كنّا مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في مسير ، فأتى على قبرين يعذب صاحبهما ، فقال : « إنّهما لا يعذبان في كبيرة ، أما أحدهما فكان يغتاب الناس » الخبر. مجموعة ورّام ص 116.  

27 ـ ولمّا رجم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، الرجل في الزنا ، قال رجل لصاحبه : هذا قعص كما يقعص [1] الكلب ، فمرّ النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، معهما بجيفة ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : « إنهشا منها » قالا : يا رسول الله ، ننهش جيفة! قال : « ما أصبتما من أخيكما أنتن من هذه ».  مجموعة ورّام ص 116.  
[1] كان في المخطوط « عقص كما يعقص » وهو تصحيف ولعل صحته قعص كما يقعص ، القعص والقعص : القتل المعجل .. الموت الوحي. يقال مات فلان قعصاً إذا أصابته ضربة أو رمية فمات مكانه. ( لسان العرب ج 7 ص 78 ) و ( النهاية ج 4 ص 88 ). 

 ورواه الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن ابن عمّ أبي هريرة بأبسط من هذا ، وذكر أنّ المرجوم هو ماعز الذي جاء إليه ( صلّى الله عليه وآله ) وقال : زنيت يا رسول الله فطهرني ، وذكر في آخره : أنه ( صلّى الله عليه وآله ) قال لهما : « وقد أكلتم لحم ماعز وهو أنتن من هذه ، أما علمتما أنّه يسبح في أنهار الجنّة ». تفسير أبي الفتوح الرازي ج 5 ص 125.

28 ـ وروي أن الناس على عهد النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) ، كانوا لا يرون العبادة التامة لا في الصوم ولا في الصلاة ، ولكن في الكفّ عن أعراض الناس. مستدرك الوسائل : ج 9 ص 120ح 10416.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جواز القراءة سرّاً وجهراً ، واختيار السر

  جواز القراءة سرّاً وجهراً ، واختيار السر 1 -  عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  ) يجهر ...