اشادة الكتاب العزيز بفضل الإمام الحسن بن علي (عليه السلام)
واشاد كتاب الله العزيز بفضل اهل البيت واحتفى بهم رسول الله (صلى الله عليه واله ) فقرنهم بمحكم الكتاب ، وفرض على الأمة مودتهم وحبهم ، ولا بد لنا أن نشير إلى بعض ما ورد في الكتاب ، والسنة في حق أهل البيت (عليهم السلام) فان ذلك يرتبط ارتباطا وثيقا بما نحن فيه ويكشف لنا عن مدى خطورة الامام الحسن (عليه السلام) وعظم شأنه ، وسمو منزلته ، وإلى القراء ذلك :
الكتاب العزيز :
ونطق كتاب الله العظيم ـ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ـ بفضل أهل البيت ، وبسمو مكانتهم عند الله ، وحسبنا أن نشير إلى بعض آياته :
1 ـ آية المودة :
وفرض الله على المسلمين مودة أهل البيت (عليهم السلام) وقد نطق القرآن بذلك قال تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) [1].[1] سورة الشورى : آية 23.
وروى ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية قال بعض المسلمين : يا رسول الله من قرابتك الذين أوجبت علينا طاعتهم؟
فقال (صلى الله عليه واله) : علي وفاطمة وابناهما [2].[2] تفسير الفخر الرازي 7 / 406.
وروى أبو نعيم بسنده عن جابر ، قال جاء اعرابي إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال : يا محمد أعرض عليّ الاسلام ، فقال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله ، قال : تسألني عليه أجرا؟ قال : ـ لا ـ إلا المودة في القربى ، قال : قرباي أو قرباك؟ قال : قرباي ، قال هات أبايعك ، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله ، قال (صلى الله عليه واله) آمين [3].[3] حلية الأولياء 3 / 201.
وصرح الامام الحسن (عليه السلام) أنه من المعنيين بهذه الآية فى بعض خطبه قال (عليه السلام) : « وأنا من أهل البيت الذين أفترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ، وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت. » [4] [4] مستدرك الحاكم 3 / 172.
وإلى مضمون الآية الكريمة يشير الامام الشافعي فى قوله : يا آهل بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
كفاكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ[5].[5] الصواعق المحرقة : ص 88.
وأفاد الفخر الرازي ما نصه : « وإذا ثبت هذا ـ يعنى أنها نزلت في علي وفاطمة وابناهما ـ وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم ، وتدل عليه وجوه.
« الاول » قوله تعالى : ( إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى )
ووجه الاستدلال به ما سبق ، وهو ما ذكره من قبل من أن آل محمد (صلى الله عليه واله)هم الذين يئول أمرهم إليه ، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك ان فاطمة وعليا والحسن والحسين (عليهم السلام) كان التعلق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه واله) أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل .
« الثانى » لا شك ان النبي (صلى الله عليه واله) كان يحب فاطمة (عليها السلام) قال (صلى الله عليه واله) : « فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها » وثبت بالنقل المتواتر عن محمد (صلى الله عليه واله) أنه كان يحب عليا والحسن والحسين عليهمالسلام ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله ، لقوله تعالى : ( وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) .الاعراف:158:7.
ولقوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ).النور:63:24.
. ولقوله : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ).العمران:31:3.
ولقوله سبحانه : و ( لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ).الأحزاب:21:33.
« الثالث » إن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله : اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحم محمدا وآل محمد »
وهذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل ، فكل ذلك يدل على أن حب آل محمد واجب » [6].[6] تفسير الفخر الرازي في ذيل تفسير آية المودة فى سورة الشورى.
إن مودة أهل البيت (عليهم السلام) من أهم الواجبات الاسلامية ، ومن أقدس الفروض الدينية لأن فيها أداء لأجر الرسالة ، وصلة للرسول (صلى الله عليه واله) ، وشكرا له على ما لاقاه من عظيم العناء في سبيل انقاذ المسلمين من الشرك وعبادة الأوثان ، فحقه على الأمة أن توالي عترته ، وتكن لها المودة والاحترام.حياة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 69.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق