الثلاثاء، 21 مايو 2024

ما معنى ان تفوض امرك لله والتوكل عليه

  وجوب التّوكّل على الله والتّفويض اليه

1 ـ وعنه ( صلّى الله عليه وآله ) ، قال : « قضى الله على نفسه ، انّه من آمن به هداه ، ومن اتّقاه وقاه ، ومن توكّل عليه كفاه ، ومن أقرضه انماه ، ومن وثق به انجاه ، ومن التجأ إليه آواه ، ومن دعاه أجابه ولبّاه ، وتصديقها من كتاب الله ( وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) [1] ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) [2] ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) [3] ( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ ) [4] ( وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ ) [٥] ( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ ) [6] ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي ) [7]» الآية . لب اللباب : مخطوط .

[1] التغابن 64 : 11 . [2] الطلاق : 65 : 2. [3] الطلاق 65 : 3 . [4] البقرة 2 : 245 . [5] آل عمران 3 : 101 . [6] الزمر 39 : 54 . [7] البقرة 2 : 186 . 

2ـ وعن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : « انّ العزّ والغنى خرجا يجولان ، فلقيا التّوكّل فاستوطنا » . مستدرك الوسائل : ج 11 ص 218.

3 -  قال الصّادق ( عليه السلام ) : « التّوكّل كأس مختوم بختام الله عزّ وجلّ ، فلا يشرب بها ولا يفض ختامها الّا المتوكّل ، كما قال الله تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) [1] وقال عزّ وجل :( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) [2] جعل الله التّوكّل مفتاح الايمان ، والايمان قفل التّوكّل ، وحقيقة التّوكّل الايثار ، وأصل الايثار تقديم الشّيء بحقّه ، ولا ينفكّ المتوكّل في توكّله من اثبات أحد الايثارين : فإن اثر معلول التّوكّل وهو الكون حجب به ، وان اثر العلل علّه التّوكّل وهو البارىء سبحانه وتعالى بقي معه ، فإن أردت أن تكون متوكّلاً لا متعلّلاً ، فكبّر على روحك خمس تكبيرات ، وودّع أمانيك كلّها توديع الموت للحياة ، وأدنى حدّ التوكّل أن لا تسابق مقدورك بالهمة ، ولا تطالع مقسومك ، ولا تستشرف معدومك ، فينتقض بأحدها عقد ايمانك وأنت لا تشعر ، وان عزمت أن تقف على بعض شعار المتوكّلين من اثبات احد الايثارين حقّاً ، فاعتصم بمعرفة هذه الحكاية ، وهي انّه روي انّ بعض المتوكّلين قدم على بعض الأئمة ( عليهم السلام ) ، فقال له : اعطف عليّ بجواب مسألة في التوكّل ، والإِمام ( عليه السلام ) كان يعرف الرّجل بحسن التوكّل ونفيس الورع ، وأشرف على صدقه فيما سأل عنه من قبل ابدائه ايّاه ، فقال له : قف مكانك وانظرني ساعة ، فبينا هو مطرق لجوابه اذ اجتاز بهما فقير ، فادخل الامام ( عليه السلام ) يده في جيبه وأخرج شيئاً فناوله الفقير ، ثمّ اقبل على السّائل فقال له : هات وسل عمّا بدا لك ، فقال السّائل : أيّها الامام ، كنت اعرفك قادراً متمكّناً من جواب مسألتي قبل ان استنظرتني ، فما شأنك في ابطائك عنّي ؟ فقال الامام ( عليه السلام ) : لتعتبر المعنى قبل كلامي ، إذا لم أكن أراني ساهياً بسرّي وربّي مطّلع عليّ ، ان اتكلّم بعلم التّوكل وفي جيبي دانق ، ثم لم يحلّ ذلك إلّا بعد ايثاره فافهم ، فشهق السائل شهقة ، وحلف ان لا يأوي عمراناً ولا يأنس ببشر ما عاش » . مصباح الشريعة ص 413 ـ 418 . ( باختلاف يسير ) .
[1] ابراهيم 14: 12 .[2] المائدة 5 : 23 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به

   وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به    1 -  عن صفوان بن مهران قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما المؤمن الذي إذا غضب ل...