اِحتِجاجُ أبي بَرزَةَ عَلى يَزيدَ
تاريخ الطبري1- عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام : أوفَدَهُ [أي أوفَدَ عُبَيدُ اللَّهِ ، رَجُلاً مِن مَذحِجَ] إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ومَعَهُ الرَّأسُ ، فَوَضَعَ رأسَهُ بَينَ يَدَيهِ وعِندَهُ أبو بَرزَةَ الأَسلَمِيُّ ، فَجَعَلَ يَنكُتُ بِالقَضيبِ عَلى فيهِ ويَقولُ :
يُفَلِّقنَ هاماً مِن رِجالٍ أعِزَّةٍ
عَلَينا وهُم كانوا أعَقَّ وأظلَما
فَقالَ لَهُ أبو بَرزَةَ : اِرفَع قَضيبَكَ ، فَوَاللَّهِ لَرُبَّما رَأَيتُ فا رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله عَلى فيهِ يَلثِمُهُ .تاريخ الطبري : ج 5 ص 390.
تاريخ الطبري
2- عن القاسم بن بخيت : أذِنَ [يَزيدُ] لِلنّاسِ فَدَخَلوا وَالرَّأسُ بَينَ يَدَيهِ ، ومَعَ يَزيدَ قَضيبٌ فَهُوَ يَنكُتُ بِهِ في ثَغرِهِ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ هذا وإيّانا كَما قالَ الحُصَينُ بنُ الحُمامِ المُرِّيُّ :
يُفَلِّقنَ هاماً مِن رِجالٍ أحِبَّةٍ
إلَينا وهُم كانوا أعَقَّ وأظلَما
قالَ : فَقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يُقالُ لَهُ أبو بَرزَةَ الأَسلَمِيُّ : أتَنكُتُ بِقَضيبِكَ في ثَغرِ الحُسَينِ ؟ أما لَقَد أخَذَ قَضيبُكَ مِن ثَغرِهِ مَأخذاً ، لَرُبَّما رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَرشُفُهُ ، أما إنَّكَ - يا يَزيدُ - تَجيءُ يَومَ القِيامَةِ وَابنُ زِيادٍ شَفيعُكَ ، ويَجيءُ هذا يَومَ القِيامَةِ ومُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله شَفيعُهُ ، ثُمَّ قامَ فَوَلّى . تاريخ الطبري : ج 5 ص 465 .
الملهوف :
3- دَعا [يَزيدُ] بِقَضيبٍ خَيزُرانٍ فَجَعَلَ يَنكُتُ بِهِ ثَنايَا الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ يَقولُ : لَقَد كانَ أبو عَبدِ اللَّهِ حَسَنَ المَنطِقِ ! فَأَقبَلَ إلَيهِ أبو بَرزَةَ الأَسلَمِيُّ أو غَيرُهُ : فَقالَ لَهُ : يا يَزيدُ وَيحَكَ! أتَنكُتُ بِقَضيبِكَ ثَنايَا الحُسَينِ عليه السلام وثَغرَهُ ؟ أشهَدُ لَقَد رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَرشُفُ ثَناياهُ وثَنايا أخيهِ ويَقولُ : «أنتُما سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، فَقَتَلَ اللَّهُ قاتِلَكُما ولَعَنَهُ وأعَدَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ وساءَت مَصيراً» أما إنَّكَ يا يَزيدُ لَتَجيءُ يَومَ القِيامَةِ وعُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ شَفيعُكَ ، ويَجيءُ هذا ومُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله شَفيعُهُ . قالَ : فَغَضِبَ يَزيدُ وأمَرَ بِإِخراجِهِ ، فَاُخرِجَ سَحباً .الملهوف : ص 214.
المناقب لابن شهرآشوب :
4 - قالَ الطَّبَرِيُّ وَالبَلاذُرِيُّ وَالكوفِيُّ : لَمّا وُضِعَتِ الرُّؤوسُ بَينَ يَدَي يَزيدَ ، جَعَلَ يَضرِبُ بِقَضيبِهِ عَلى ثَنِيَّتِهِ ، ثُمَّ قالَ : يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ ... . قالَ أبو بَرزَةَ : اِرفَع قَضيبَكَ يا فاسِقُ ، فَوَاللَّهِ رَأَيتُ شَفَتَي رَسولِ اللَّهِ مَكانَ قَضيبِكَ يُقَبِّلُهُ ! فَرَفَعَ وهُوَ يَتَدَمَّرُ مُغضَباً عَلَى الرَّجُلِ .المناقب لابن شهرآشوب : ج 4 ص 114.
قضيّة احتجاج أبي برزة
وقد ذكرت بعض المصادر قضيّة احتجاج أبي برزة على أنّها وقعت بينه وبين عبيداللَّه بن زياد في الكوفة ، حيث أورد الشجري في أماليه (ج 1 ص 193) عن أبي العالية البراء : «لمّا قُتل الحُسَينُ بن عليّ عليه السلام اُتي عبيداللَّه بن زياد برأسه ، فأرسل إلى أبي برزة ، وكان في أبي برزة بعض العظم - كذا قال السيّد وأظنّه بعض القصر - قال له عبيداللَّه : أيّ محمّديكم هذا الدحداح ؟ قال أبو برزة : إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون ، ما كنت أحسب أن أعيش حتّى يعيّرني إنسان بصحبة محمّد صلى اللَّه عليه وآله . قال عبيداللَّه : كيف ترى شأني وشأن الحسين يوم القيامة ؟ قال : اللَّه أعلم ، وما علمي بذلك ؟ قال : إنّما سألتك عن رأيك ؟ قال : إن سألتني عن رأيي ، فإنّ حسيناً يشفع له يوم القيامة أبوه ويشفع لك زياد . قال : اُخرج فلولا ما جعلت لك لضربت عنقك ، حتّى إذا بلغ باب الدار قال : ردّوه ، فقال : لئن لم تغدو عليَّ وتروح لأضربنّ عنقك» (راجع : الحدائق الورديّة : ج 1 ص 123 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق