السبت، 6 أغسطس 2022

زحف ابن سعد نحو الحسين (عليه السلام) وأصحابه

 زحف ابن سعد

المفيد:
أن عمر بن سعد نادى بعد صلاة العصر: يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري!
فركب الناس، ثم زحف نحو الحسين (عليه السلام) وأصحابه.
وكان الحسين (عليه السلام) جالسا أمام بيته محتبيا بسيفه، إذ خفق برأسه على ركبته.
وسمعت أخته [زينب] الصيحة فدنت من أخيها فقالت: يا أخي! أما تسمع الأصوات قد اقتربت!
فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال: إني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الساعة في المنام فقال لي: إنك تروح إلينا! فلطمت أخته وجهها، ونادت بالويل، فقال لها الحسين (عليه السلام): ليس لك الويل يا أخيه أسكتي رحمك الله.  الإرشاد: 230.

 وفي رواية أنه (عليه السلام) قال:
يا أختاه إني رأيت جدي في المنام، وأبي عليا (عليه السلام)، وأمي فاطمة (عليها السلام)، وأخي الحسن (عليه السلام)، فقالوا: يا حسين! إنك رائح إلينا عن قريب! وقد والله يا أختاه! دنا الأمر في ذلك، لا شك!
فلطمت زينب وجهها وصاحت: وا خيبتاه! فقال الحسين (عليه السلام): مهلا اسكتي ولا تصيحي، فتشمت بنا الأعداء.  اللهوف: 39.

وقال العباس بن علي (عليه السلام):
يا أخي! أتاك القوم، فنهض الحسين (عليه السلام)، ثم قال:
يا عباس! اركب بنفسي أنت - يا أخي! - حتى تلقاهم فتقول لهم: ما لكم؟ وما بدا لكم؟ وتسألهم عما جاء بهم؟
فأتاهم العباس فاستقبلهم في نحو من عشرين فارسا فيهم زهير بن القين، وحبيب بن مظاهر، فقال لهم العباس (عليه السلام): ما بدا لكم؟ وما تريدون؟
قالوا: جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم.
قال: فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله  
(عليه السلام) فأعرض عليه ما ذكرتم.
فوقفوا ثم قالوا: ألقه فأعلمه ذلك، ثم القنا بما يقول.
فانصرف العباس (عليه السلام) راجعا يركض إلى الحسين (عليه السلام) يخبره بالخبر، ووقف أصحابه يخاطبون القوم...
وحين أتى العباس بن علي حسينا (عليهما السلام) بما عرض عليه عمر بن سعد، قال له الحسين (عليه السلام): (1) ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غدوة وتدفعهم عنا العشية، لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار. الإرشاد: 230.

 وأقبل العباس بن علي (عليه السلام) يركض فرسه حتى انتهى إليهم، فقال: يا هؤلاء! إن أبا عبد الله
(عليه السلام)  يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في هذا الأمر، فإن هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق، فإذا أصبحنا التقينا إن شاء الله، فإما رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه، أو كرهنا فرددناه.

وإنما أراد بذلك أن يردهم عنه تلك العشية حتى يأمر بأمره ويوصي أهله، فلما أتاهم العباس بن علي بذلك قال عمر بن سعد: يا شمر! ما ترى؟
قال: ما ترى أنت، أنت الأمير والرأي رأيك.
قال: أردت أن لا أكون! ثم أقبل على الناس فقال: ماذا ترون؟
فقال عمرو بن الحجاج بن سلمة الزبيدي: سبحان الله! والله! لو كانوا من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها!
وقال قيس بن الأشعث: أجبهم إلى ما سألوك، فلعمري ليصبحنك بالقتال غدوة!
فقال: والله! لو أعلم أن يفعلوا ما أخرتهم العشية....
قال علي بن الحسين (عليهما السلام): فأتانا رسول من قبل عمر بن سعد، فقام حيث يسمع الصوت فقال: إنا قد أجلناكم إلى غد، فإن استسلمتم سرحنا بكم إلى أميرنا عبيد الله ابن زياد، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم.
وقعة الطف: 195.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجوب أمر الاهلين بالمعروف ونهيهم عن المنكر

   وجوب أمر الاهلين بالمعروف ونهيهم عن المنكر 1 -  عن عبد الاعلى مولى آل سام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما نزلت هذة الاية : (  ...