السبت، 6 أغسطس 2022

شهادة القاسم بن الحسن عليه ‌السلام

 القاسم هو نجل الإمام المجتبى الحَسَنِ‌ بن علي بن ابي طالب عليه السلام

إنّ كيفيّة استئذان هذا الفتى من الإمام الحسين عليه السلام تدلّ على قوّة معرفته وكمال درايته وشهامته وإيمانه ، ولعلّه بسبب صغر سنّه لم يأذن له الإمام بالذهاب لساحة القتال في بادئ الأمر، إلّا أنّ القاسم قبّل يدي ورجلي الإمام عليه السلام وأصرّ كثيراً عليه حتّى أذن له . وفي حين كانت قطرات الدموع تسيل على خدّيه، حمل على صفوف العدوّ وهو يرتجز :
  إن تُنكِروني فَأَنَا فَرعُ الحَسَنْ‌ سِبطُ النَّبِيِّ المُصطَفى‌ وَالمُؤتَمَنْ‌
هذا حُسَينٌ كَالأَسيرِ المُرتَهَنْ‌ بَينَ اُناسٍ لا سُقوا صَوبَ المُزَنْ‌.

وبعد أن أهلك عدداً من عسكر ابن سعد ، التحق بركب الشهداء.
وقد ورد اسمه في الزيارة الرجبية ، وجاء في زيارة الناحية المقدّسة أيضاً :
 السَّلامُ عَلَى القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، المَضروبِ عَلى‌ هامَتِهِ ، المَسلوبِ لامَتُهُ ، حينَ نادَى الحُسَينَ عَمَّهُ ، فَجَلا عَلَيهِ عَمُّهُ كَالصَّقرِ ، وهُوَ يَفحَصُ‌ بِرِجلَيهِ التُّرابَ ، وَالحُسَينُ يَقولُ : «بُعداً لِقَومٍ قَتَلوكَ ! ومَن خَصمُهُم يَومَ القِيامَةِ جَدُّكَ وأبوكَ» . ثُمَّ قالَ : «عَزَّ وَاللَّهِ عَلى‌ عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ ، أو أن يُجيبَكَ وأنتَ قَتيلٌ جَديلٌ فَلا يَنفَعَكَ ، هذا وَاللَّهِ يَومٌ كَثُرَ واتِرُهُ وقَلَّ ناصِرُهُ» ، جَعَلَنِيَ اللَّهُ مَعَكُما يَومَ جَمعِكُما ، وبَوَّأَني مُبَوَّأَكُما ، ولَعَنَ اللَّهُ قاتِلَكَ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ عُروَةَ بنِ نُفَيلٍ الأَزدِيَّ ، وأصلاهُ جَحيماً وأعَدَّ لَهُ عَذاباً أليماً .

تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم: 
خَرَجَ إلَينا غُلامٌ كَأَنَّ وَجهَهُ شِقَّةُ قَمَرٍ، في يَدِهِ السَّيفُ، عَلَيهِ قَميصٌ وإزارٌ ونَعلانِ قَدِ انقَطَعَ شِسعُ‌ أحَدِهِما - ما أنسى‌ أنَّهَا اليُسرى‌ - فَقالَ لي عَمرُو بنُ سَعدِ بنِ نُفَيلٍ الأَزدِيُّ: وَاللَّهِ لَأَشُدَّنَّ عَلَيهِ! فَقُلتُ لَهُ: سُبحانَ اللَّهِ! وما تُريدُ إلى‌ ذلِكَ؟! يَكفيكَ قَتلُ هؤُلاءِ الَّذينَ تَراهُم قَدِ احتَوَلوهُم. قالَ: فَقالَ: وَاللَّهِ لَأَشُدَّنَّ عَلَيهِ؛ فَشَدَّ عَلَيهِ ، فَما وَلّى‌ حَتّى‌ ضَرَبَ رَأسَهُ بِالسَّيفِ، فَوَقَعَ الغُلامُ لِوَجهِهِ، فَقالَ: يا عَمّاه! قالَ: فَجَلَّى الحُسَينُ عليه السلام كَما يُجَلِّي الصَّقرُ، ثُمَّ شَدَّ شِدَّةَ لَيثٍ غُضُبٍّ، فَضَرَبَ عَمراً بِالسَّيفِ، فَاتَّقاهُ بِالسّاعِدِ، فَأَطَنَّها مِن لَدُنِ المِرفَقِ، فَصاحَ، ثُمَّ تَنَحّى‌ عَنهُ وحَمَلَت خَيلٌ لِأَهلِ الكوفَةِ لِيَستَنقِذوا عَمراً مِن حُسَينٍ عليه السلام، فَاستَقبَلَت عَمراً بِصُدورِها، فَحَرَّكَت حَوافِرَها وجالَتِ الخَيلُ بِفُرسانِها عَلَيهِ فَوَطِئَتهُ حَتّى‌ ماتَ. وَانجَلَتِ الغَبرَةُ، فَإِذا أنَا بِالحُسَينِ عليه السلام قائِمٌ عَلى‌ رَأسِ الغُلامِ، وَالغُلامُ يَفحَصُ بِرِجلَيهِ؛ وحُسَينٌ عليه السلام يَقولُ: بُعداً لِقَومٍ قَتَلوكَ، ومَن خَصمُهُم يَومَ القِيامَةِ فيكَ جَدُّكَ! ثُمَّ قالَ: عَزَّ وَاللَّهِ عَلى‌ عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ ، أو يُجيبَكَ ثُمَّ لا يَنفَعَكَ! صَوتٌ وَاللَّهِ كَثُرَ واتِرُهُ وقَلَّ ناصِرُهُ.الصّحيح من مقتل سيّد الشّهداء و أصحابه عليهم السّلام  : ج : 1 ص : 858.

تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم:
ثُمَّ احتَمَلَهُ، فَكَأَنّي أنظُرُ إلى‌ رِجلَيِ الغُلامِ يَخُطّانِ فِي الأَرضِ، وقَد وَضَعَ حُسَينٌ صَدرَهُ عَلى‌ صَدرِهِ، قالَ: فَقُلتُ في نَفسي: ما يَصنَعُ بِهِ؟ فَجاءَ بِهِ حَتّى‌ ألقاهُ مَعَ ابنِهِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ وقَتلى‌ قَد قُتِلَت حَولَهُ مِن أهلِ بَيتِهِ، فَسَأَلتُ عَنِ الغُلامِ، فَقيلَ: هُوَ القاسِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ .
(دكسن)
جَابَه ومدّده مَا بَيْنَ إخْوَتِه
بچه عَدُّهُم يويلي وَهُم مَوْتِه

بِس مَا سَمِعْن النِّسْوَان صَوْتَه
أَجَّت رَمْلَة تَصِيح اللَّهِ وَأَكْبَرَ

(نصاري)
يَبْنِي امهنّه ابطيب نَوْمُك
عُرْيَانٌ وامسلبه اهدومك

حرّ الشَّمْس غَيْر ارسومك
لَوْن تنشره ابروحي لسومك

وين الَّذِي يَأْخُذُ اعلومك
لبوك الْحَسَن وَهَلَكَ أَوْ گومك

اويلاه يالغسلك ادمومك
اويلاه يَبْنِي يَوْم يَوْمِك

(ابوذية)
أَنَّه ردتك مَا رُدَّت دُنْيَا وَلَا مَالَ
تحضرني لَو وگع حَمْلِي وَلَا مَالَ

يجاسم خَابَت اظنوني والآمال
مَحَلّ الضيج يَبْنِي اگطعت بية

(بحراني)
شيبت رَأْسِي بِالْحُزْن يَبْنِي سِجَام
شيبت رَأْسِي بِالْحُزْن يَبْنِي يجسام

لِمَا رَأَيْتُك عَلَى الثَّرَى يَبْنِي رميّه
حلحلت جِسْمِي وهيّجت حُزْنِي عليّه

عگبك يروحي مَا دَرَيْت اشصار بيّة
وَيَا هُو اليركّبني عگب عَيْنَك يجسام

* * *
خَلَفَت وَالِدِه ولهى محيّرةً
تَرْعَى نُجُومَ الدُّجَى فِي اللَّيْلِ بِالسَّهَر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب الأَذان والإِقامة لكلّ صلاة فريضة

  استحباب الأَذان والإِقامة لكلّ صلاة فريضة  1 - عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أذّنت في أرض فلاة وأقمت صلّى خلفك صفّان من الملائ...