الجمعة، 19 يوليو 2019

قصة - احترام الكعبة وتعظيمها ، وتحريم هدمها

 وجوب احترام الكعبة وتعظيمها ، وتحريم هدمها

عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) ، قال : لمّا قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت ، تسرعت الحبشة فأغاروا عليها فأخذوا سرحاً [1] لعبد المطلب بن هاشم ، فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه ، فأذن له وهو في قبّة ديباج على سرير له فسلم عليه فرد أبرهة السلام ـ إلى أن قال ـ ثم قال لعبد المطلب : فيم جئت؟ فقد بلغني سخاؤك وكرمك وفضلك ، ورأيت من هيبتك وجمالك وجلالك ما يقتضي أن أنظر في حاجتك ، فسلني ما شئت ، وهو يرى أنّه يسأله في الرجوع عن مكّة.

فقال له عبد المطلب : إنّ أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به فمرهم برده علي.

قال : فتغيظ الحبشي من ذلك ، وقال لعبد المطلب : لقد سقطت من عيني ، جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك ، وشرف قومك ، ومكرمتكم التي تتميّزون بها من كلّ جيل ، وهو البيت الذي يحجّ إليه من كلّ صقع في الأرض ، فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك؟

فقال له عبد المطلب : لست بربّ البيت الذي قصدت لهدمه وأنا ربّ سرحي الذي أخذه أصحابك ، فجئت أسألك فيما أنا ربّه ، وللبيت ربّ هو أمنع [ له ] [2] من الخلق كلّهم ، وأولى به منهم.

فقال الملك : ردّوا عليه سرحه [ وازحفوا إلى البيت فانقضوه حجراً حجرا ، فأخذ عبد المطلب سرحه ] [3] وانصرف إلى مكّة ، واتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت ، فكانوا إذا حملوا على دخول الحرم أناخ ، وإذا تركوه رجع مهرولاً ، فقال عبد المطلب لغلمانه ادعوا لي ابني فجيئ بالعباس ، فقال : ليس هذا أريد ، ادعوا لي ابني ، فجيئ بأبي طالب ، فقال : ليس هذا أريد ، ادعوا لي ابني ، فجيئ بعبد الله أبي النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) فلمّا أقبل إليه ، قال : اذهب يا بني حتّى تصعد أبا قبيس ، ثم اضرب ببصرك ناحية البحر فانظر أيّ شيء يجيئ من هناك ، وخبّرني به.

قال : فصعد عبد الله أبا قبيس ، فما لبث أن جاء طير أبابيل مثل السيل والليل ، فسقط على أبي قبيس ، ثم صار إلى البيت فطاف [ به ] [4] سبعاً ، ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعاً ، فجاء عبد الله إلى أبيه فأخبره الخبر ، فقال : انظر يا بني ما يكون من أمرها بعد فأخبرني به.

فنظرها فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة ، فأخبر عبد المطلب بذلك ، فخرج عبد الطلب وهو يقول : يا أهل مكّة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم ، قال : فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة ، وليس من الطير إلّا ما [5] معه ثلاثة أحجار في منقاره ويديه ، يقتل بكلّ حصاة منها واحدا من القوم ، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير ، ولم ير قبل ذلك ولا بعده ، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلّق بأستاره وقال :

يا حابس الفيل بذي المغمس  --  حبسته كأنّه مكوّس [6]
في مجلس تزهق فيه الأنفس
أمالي المفيد ص 312 ح 5.

[1] السرح : الإبل السائمة التي ترعى بنفسها ( مجمع البحرين ج 2 ص 371 ).
(2 و 3) أثبتناه من المصدر.
[4] أثبتناه من المصدر.
[5] في المصدر : و.
[6] كوّسته على رأسه : إذا قلبته وجعلت رأسه أسفله ( مجمع البحرين ج 4 ص 100 ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به

   وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به    1 -  عن صفوان بن مهران قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما المؤمن الذي إذا غضب ل...