أنّ اللّه جلّ جلاله خلق من نور الحسين- (عليه السلام)- الجنان و الحور العين
948/ 1- السيّد الرضيّ في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: قال: عن زيد بن عبد اللّه بن مسعود، عن أبيه، قال: دخلت يوما على رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و آله)-، فقلت:
يا رسول اللّه أرني الحقّ حتى أتّبعه.
فقال- (صلى اللّه عليه و آله)-: يا ابن مسعود لجّ إلى المخدع. فولجت، فرأيت أمير المؤمنين- (عليه السلام)- راكعا و ساجدا و هو يقول عقيب صلاته: اللهمّ بحرمة محمّد عبدك و رسولك، اغفر للخاطئين من شيعتي.
قال ابن مسعود: فخرجت لاخبر رسول اللّه بذلك، فوجدته راكعا و ساجدا و هو يقول: اللهمّ بحرمة عبدك عليّ اغفر للعاصين من أمّتي.
قال ابن مسعود: فأخذني الهلع حتّى غشي عليّ. فرفع النبيّ رأسه، و قال: يا ابن مسعود أ كفرا بعد ايمان؟
فقلت: معاذ اللّه، و لكنّي رأيت عليّا يسأل اللّه تعالى بك، و أنت تسأل اللّه تعالى به.
فقال: يا ابن مسعود إنّ اللّه تعالى خلقني و عليّا، (و الحسن) و الحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام، حين لا تسبيح و لا تقديس، و فتق نوري، فخلق منه السماوات و الأرض، و أنا أفضل من السماوات و الأرض.
و فتق نور عليّ، فخلق منه العرش و الكرسيّ، و عليّ أفضل من العرش و الكرسيّ.
و فتق نور الحسن، فخلق منه اللوح و القلم، و الحسن أجلّ من اللوح و القلم.
و فتق نور الحسين، فخلق منه الجنان و الحور العين، و الحسين أفضل منها، فأظلمت المشارق و المغارب، فشكت الملائكة إلى اللّه عزّ و جلّ الظلمة، و قالت:
اللهمّ بحقّ هؤلاء الأشباح الذين خلقت، إلّا ما فرّجت عنّا من هذه الظلمة.فخلق اللّه روحا و قرنها باخرى، فخلق منهما نورا، ثمّ أضاف النور إلى الروح، فخلق منهما الزهراء- (عليها السلام)-، فمن ذلك سمّيت الزهراء، فأضاء منها المشرق و المغرب.
يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة، يقول اللّه عزّ و جلّ لي و لعليّ:
أدخلا الجنّة من شئتما، و أدخلا النّار من شئتما، و ذلك قوله تعالى:
أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ [1] فالكفّار من جحد نبوّتي، و العنيد من عاند عليّا و أهل بيته و شيعته.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر ج : 2 ص : 83-84.
[1] ق: 24.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق