الأحد، 2 فبراير 2025

دردائيل: الملك الصفوح وعلاقته بمولد الحسين بن علي

 نزول ألف قبيل، و القبيل ألف ألف من الملائكة و الصّفح عن الملك دردائيل يوم مولده‌ 

 ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمّة الاثني عشر- (عليهم السلام)-: قال ابن عباس: سمعت رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و آله)- يقول: إن للّه تبارك و تعالى ملكا يقال [له‌]  دردائيل كان له ستة عشر الف جناح ما بين الجناح إلى‌ الجناح هواء و الهواء كما بين السماء إلى‌  الارض. 
 فجعل يوما يقول في نفسه: أ فوق ربّنا جلّ جلاله شي‌ء؟! فعلم اللّه تبارك و تعالى ما قاله‌  فزاده أجنحة مثلها، فصار له اثنان و ثلاثون الف جناح، ثم أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: أن طر، فطار مقدار خمسين عاما  فلم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش.

 فلمّا علم اللّه- عزّ و جلّ- إتعابه، أوحى إليه: أيّها الملك عد إلى مكانك‌ فأنا عظيم فوق كل عظيم، و ليس فوقي شي‌ء و لا اوصف بمكان فسلبه [اللّه‌]  أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة. 

 فلمّا ولد الحسين بن علي- (عليهما السلام)- و كان مولده عشية الخميس، ليلة الجمعة، اوحى اللّه جل جلاله إلى مالك خازن النيران‌ : أن اخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد- (صلى اللّه عليه و آله)-، و أوحى إلى رضوان خازن الجنان ان زخرف الجنان و طيبها لكرامة  مولود ولد لمحمد- (صلى اللّه عليه و آله)- في دار الدنيا. و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى الحور العين أن تزيّنّ و تزاورن‌  لكرامة مولود ولد لمحمد- (صلى اللّه عليه و آله)- في دار الدنيا، و أوحى اللّه عزّ و جلّ إلى الملائكة ان قوموا صفوفا بالتسبيح و التحميد و التمجيد و التكبير لكرامة مولود ولد لمحمد- (صلى اللّه عليه و آله)- [في دار الدنيا] . 

 و أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى جبرائيل- (عليه السلام)- أن اهبط إلى نبيي: محمد- (صلى اللّه عليه و آله)- في ألف قبيل، و القبيل ألف ألف من الملائكة على خيول بلق مسرّجة ملجمة، عليها قباب الدرّ و الياقوت و معهم ملائكة يقال لهم: الروحانيون بأيديهم أطباق‌  من نور أن هنّئوا محمدا بمولود، و أخبره يا جبرائيل باني‌  قد سمّيته الحسين و هنّئه و عزّه و قل‌ له: يا محمد يقتله شرار  أمّتك على شرار الدوابّ، فويل للقاتل، و ويل للسائق، و ويل للقائد، قاتل الحسين أنا منه بري‌ء، و هو منّي‌ بري‌ء لانه لا ياتي احد يوم القيامة الا و قاتل الحسين- (عليه السلام)- اعظم جرما منه، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أنّ مع اللّه الها آخر، و النار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع [اللّه‌]  إلى الجنة. 

 قال: فبينما جبرائيل- (عليه السلام)- ينزل من السماء إلى الدنيا  اذ مرّ بدردائيل فقال له دردائيل: يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على أهل الدنيا؟ قال: لا و لكن ولد لمحمد- (صلى اللّه عليه و آله)- مولود في دار الدنيا و قد بعثني اللّه عزّ و جلّ إليه لأهنئه به. 
 فقال الملك: يا جبرائيل بالذي خلقني و خلقك إذا  هبطت إلى محمد فاقرئه منّي السلام، و قل له بحق هذا المولود عليك إلّا ما سألت ربّك عزّ و جلّ ان يرضى عنّي، و يردّ عليّ اجنحتي، و مقامي من صفوف الملائكة. 

 فهبط جبرائيل- (عليه السلام)- على النبي- (صلى اللّه عليه و آله)- فهنّأه كما أمره اللّه عزّ و جلّ و عزّاه، فقال له النبي- (صلى اللّه عليه و آله)-: [تقتله أمّتي؟ فقال له: نعم يا محمد. فقال النبي- (صلى اللّه عليه و آله)-:]  ما هؤلاء بامتي، أنا منهم بري‌ء و اللّه عزّ و جلّ بري‌ء منهم. قال جبرائيل: و انا بري‌ء منهم يا محمد. 

 فدخل النبي- (صلى اللّه عليه و آله)- على فاطمة- (عليها السلام)- فهنأها و عزّاها، فبكت فاطمة- (عليها السلام)- و  قالت: يا ليتني لم ألده، قاتل الحسين في النار. 
 فقال النبي- (صلى اللّه عليه و آله)-: و انا اشهد بذلك يا فاطمة و لكنه لا يقتل حتى يكون منه امام يكون منه الائمة الهادية بعده.
 [ثمّ‌]  قال- (صلى اللّه عليه و آله)-: (الائمة بعدي الهادي و المهتدي و الناصر و المنصور و الشفاع و النفاع و الامين و المؤتمن و الامام و الفعال و العلام و من يصلي خلفه عيسى بن مريم) ، فسكتت‌  فاطمة- (عليها السلام)- من البكاء.
 ثم أخبر جبرائيل النبي- (صلى اللّه عليه و آله)- بقضية  الملك و ما اصيب به. 
 قال ابن عباس: فاخذ النبي- (صلى اللّه عليه و آله)- الحسين- (عليه السلام)- و هو ملفوف في خرقة  من صوف فاشار به إلى السماء ثم قال: 
اللهمّ بحق هذا المولود [عليك‌] لا [بل‌]  بحقك عليه و على جدّه محمّد و ابراهيم و اسماعيل و اسحاق و يعقوب، ان كان للحسين بن علي- (عليهما السلام)- بن فاطمة عندك قدر، فارض عن دردائيل و ردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة، فاستجاب اللّه دعاءه و غفر للملك [ورد عليه أجنحته و رده إلى صفوف الملائكة]  [و الملك‌] لا يعرف في الجنة الا بأن يقال هذا مولى الحسين بن علي [وا]  بن فاطمة بنت رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و آله)-. 
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشرج : 2 ص : 88-90.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلة التي من أجلها سمي البيت العتيق

العلة التي من أجلها سمي البيت العتيق 1 - عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ لِمَ سُمِّيَ الْبَ...