تَحْرِيمِ تُهْمَة الْمُؤْمِن وَسُوءُ الظَّنِّ بِهِ
الْإِمَامُ أَبُو محمّد الْعَسْكَرِيّ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) فِي تَفْسِيرِهِ ، والطبرسي فِي الِاحْتِجَاجِ :
بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ، قَال : « قَالَ رَجُلٌ مِنْ خَوَاصِّ الشِّيعَة لِمُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) ، وَهُو يَرْتَعِد بَعْدَ مَا خَلَا بِهِ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا أخوفني أَنْ يَكُونَ فُلَانٌ بْنِ فُلَانٍ ينافقك فِي إظْهَارِهِ [1] اعْتِقَادِه وصيّتك وإمامتك ، فَقَالَ مُوسَى ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ قَال لأنّي حَضَرَت مَعَه الْيَوْمَ فِي مَجْلِسِ فُلَان [2] ـ رَجُلٌ مِنْ كِبَارِ أَهْل بَغْدَادَ ـ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِس : أَنْت تَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) إمَام ، دُونَ هَذَا الْخَلِيفَةُ الْقَاعِدِ عَلَى سَرِيرِهِ ، قَالَ لَهُ صَاحِبِك هَذَا : مَا أَقُولُ هَذَا : بَل أَزْعُم أَنَّ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) غَيْرَ إمَامٍ ، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ اعْتَقَد أنّه غَيْرَ إمَامٍ ، فعليّ وَعَلَى مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ ذَلِكَ ، لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، قَالَ لَهُ صَاحِبُ الْمَجْلِس : جَزَاك اللَّهُ خيراً وَلَعَنَ مَنْ وَشَى بِك . فَقَالَ لَهُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) : لَيْسَ كَمَا ظَنَنْت ، وَلَكِن صَاحِبِك أَفْقَهُ مِنْك ، إنّما قَال : مُوسَى غَيْرَ إمَامٍ ، أَي أنّ الَّذِي هُوَ غَيْرُ إمَامٍ فموسى غَيْرِه ، فَهُو إذاً إمَام ، فإنّما أَثْبَت بِقَوْلِهِ هَذَا إِمَامَتِي ، وَنَفَى إمَامِه غَيْرِي ، يَا عَبْدَ اللَّهِ مَتَى يَزُول عَنْكَ هَذَا الَّذِي ظَنَنْته [3] بِأَخِيك ؟ هَذَا مِنْ النِّفَاقِ ، تبّ إلَى اللَّهِ ، فَفَهِم الرَّجُلِ مَا قَالَهُ واغتم ، قَال : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَالِي مَال فأرضيه بِه ، وَلَكِنْ قَدْ وَهَبْتُ لَهُ شَطْر عَمَلِي كلّه وتعبّدي ، مِن صَلَوَاتِي علكيم أَهْلَ الْبَيْتِ وَمَنْ لعنتي لأعدائكم ، قَالَ مُوسَى ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) : الْآن خَرَجَتْ مِنْ النَّارِ » . تَفْسِير الْإِمَام الْعَسْكَرِيّ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) ص 144 .
[1] كَانَتْ هُنَا ( و ) فِي المخطوط وَلَيْسَتْ فِي المصدرين .
[2] فِي الِاحْتِجَاجِ زِيَادَة : وَكَانَ مَعَهُ .
[3] كَذَا فِي المصدرين ، وَفِي المخطوط : ظَنَنْت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق