الصَّدَقَة تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ
وَعَنْ عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ ( عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ) ، أنّه نَظَرَ إلَى حَمَّامٍ مكّة ، قَال : « أَتَدْرُونَ مَا سَبَبُ كَوْنِ هَذَا الْحَمَامُ فِي الْحَرَمِ ؟ » قَالُوا : مَا هُوَ ياابن رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَال :« كَانَ فِي أوّل الزّمان ، رَجُلٌ لَهُ دَارٌ فِيهَا نَخْلَة قَد أَوَى إلَى خَرْقِ[1] فِي جَذَعَهَا حَمَّام .
فَإِذَا فرّخ صَعِد الرّجل فَأَخَذ فراخه فَذَبَحَهَا ، فَأَقَام بِذَلِك دهراً طويلاً لَا يَبْقَى لَهُ نَسْلٌ ، فَشَكَا ذَلِكَ الْحَمَّامُ إلَى اللَّهِ عزّ وجلّ ممّا نَالَهُ مِنْ الرّجل ، فَقِيلَ لَهُ :
أَن رَقَى إلَيْك بَعْدَ هَذَا فَأَخَذ لَك فرخاً ، صُرِعَ عَنْ النّخلة فَمَات ، فلمّا كَبِرَت فَرْخٌ الْحَمَّام رَقَى إلَيْهَا الرّجل .
وَوَقَف الْحَمَّام لِيَنْظُرَ إلَى مَا يَصْنَعُ ، فلمّا توسّط الْجِذْع وَقَف سَائِلٌ بِالْبَاب ، فَنَزَل فَأَعْطَاه شيئاً ثُمّ اِرْتَقَى فَأَخَذ الْفِرَاخ ، وَنَزَل بِهَا فَذَبَحَهَا وَلَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ ، فَقَال الْحَمَّام :
مَا هَذَا يَا ربّ ؟ فَقِيلَ لَهُ :
إنّ الرّجل تَلافَى نَفْسِه بالصّدقة فَدَفَع عَنْه ، وَأَنْت فَسَوْف يُكْثِرَ اللَّهُ فِي نَسْلُك وَيَجْعَلُك وإيّاهم بِمَوْضِعٍ لَا يهاج [2] مِنْهُمْ شَيْءٌ إلَى أَنْ تَقُومَ السّاعة .
وَأَتَى بِهِ إلَى الْحَرَمِ فَجَعَلَ فِيهِ » وَفِيه بِرِوَايَة [3] أُخْرَى :
« فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ عزّ وجلّ الْمَصِيرُ إلَى هَذَا الْحَرَمَ ، وَحَرُم صَيْدِه فَأَكْثَرُ مَا تَرَوْنَ مِنْ نَسْلِهِ ، وَهُو أوّل حَمَّام سَكَن الْحَرَم » .
مُسْتَدْرَكٌ الْوَسَائِل : ج 7 ص 173-174 ح 7959 .
[1] الخَرْق: الفُرجة
الخرق الشَّقُّ
[2] لَم يَهْجِه : أَيْ لَمْ يُزْعِجَه وَلَم ينفره . ( لِسَانِ الْعَرَبِ ـ هَيْجٌ ـ ج 2 ص 395 ) .[3] دَعَائِم الإِسلام ج 2 ص 336 ح 1267 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق