الأربعاء، 21 أغسطس 2024

أسئلة و اجابات الرضا عليه السلام في التوكل والعجب والمعرفة والايمان

 (مواعظ الرضا عليه السلام)

- وسأله رجل عن قول الله: " وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) [1] "؟ فقال عليه السلام: للتوكل درجات: منها أن تثق به في أمرك كله فيما فعل بك، فما فعل بك كنت راضيا وتعلم أنه لم يألك خيرا ونظرا [2]. وتعلم أن الحكم في ذلك له، فتتوكل عليه بتفويض ذلك إليه. ومن ذلك الايمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها فوكلت علمها إليه وإلى امنائه عليها ووثقت به فيها وفي غيرها. التحف ص 442.
[1] الطلاق: 3.
[2] ألا في الامر: قصر وأبطأ وترك الجهد ومنه يقال: " لم يأل جهدا ".

2 - وسأله أحمد بن نجم [1] عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال عليه السلام: للعجب درجات: منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا. ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله [2] ولله المنة عليه فيه. 

[1] رواه الكليني - رحمه الله - في الكافي ج 2 ص313 والصدوق - رضوان الله عليه - في معاني الأخبار باسناده عن علي بن سويد المديني عن أبي الحسن موسى عليه السلام.  
[2] وفى بعض النسخ " فيمتن ".

3 - قال الفضل  قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: يونس بن عبد الرحمن[1]  يزعم أن المعرفة إنما هي اكتساب. قال عليه السلام: لاما أصاب، إن الله يعطي الايمان من يشاء فمنهم من يجعله مستقرا فيه ومنهم من يجعله مستودعا عنده، فأما المستقر فالذي لا يسلبه الله ذلك أبدا، وأما المستودع فالذي يعطاه الرجل ثم يسلبه إياه. بحار الانوار : ج 75 ص 337.

[1]ويونس بن عبد الرحمن هو أبو محمد مولى آل يقطين ثقة من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام، كان وجها في أصحابنا متقدما عظيم المنزلة قال ابن النديم: " يونس بن عبد الرحمن من أصحاب موسى بن جعفر عليهما السلام من موالي آل يقطين علامة زمانه كثير التصنيف والتأليف على مذاهب الشيعة " ثم عد كتبه. انتهى. وكان يونس من أصحاب الاجماع ولد في أيام هشام بن عبد الملك ورأي جعفر بن محمد عليهما السلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه وروى عن الكاظم والرضا عليهما السلام وكان الرضا عليه السلام يشير إليه في العلم والفتيا وكان ممن بذل على الوقف مالا جزيلا مات - رحمه الله - سنة 208.

4 - وقال صفوان بن يحيى [1] سألت الرضا عليه السلام عن المعرفة هل للعبادفيها صنع؟ قال عليه السلام: لا. قلت: لهم فيها أجر؟ قال عليه السلام: نعم طول عليهم بالمعرفة، وتطول عليهم بالصواب [2].

[1] هو أبو محمد صفوان بن يحيى البجلي الكوفي، بياع السابري من أصحاب الإمام السابع والثامن والتاسع عليهم السلام وأقروا له بالفقه والعلم، ثقة من أصحاب الاجماع وكان وكيل الرضا عليه السلام وصنف كتبا كثيرة وكان من الورع والعبادة ما لم يكن أحد في طبقته. وكان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم، كان يصلى كل يوم خمسين ومائة ركعة ويصوم في السنة ثلاثة أشهر، ويخرج زكاة ماله كل سنة ثلاث مرات وذاك أنه اشترك هو وعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان في بيت الله الحرام فتعاقدوا جميعا ان مات واحد منهم يصلى من بقي بعده صلاته ويصوم عنه ويحج عنه ويزكى عنه ما دام حيا فمات صاحباه وبقى صفوان بعدهما وكان يفي لهما بذلك وكان يصلى عنهما ويزكى عنهما ويصوم عنهما ويحج عنهما وكل شئ من البر والصلاح يفعل لنفسه كذلك يفعله عن صاحبيه. كما في فهرست النجاشي وصه. وروى عن أربعين رجلا من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام. وله كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد وله مسائل عن أبي الحسن موسى عليه السلام وروايات. مات - رحمه الله - بالمدينة وبعث إليه أبو جعفر بحنوطه وكفنه وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.

[2] كذا. وتطول عليه: أمتن عليه. 

5 - وقال الفضيل بن يسار [1] سألت الرضا عليه السلام عن أفاعيل العباد مخلوقة هي أم غير مخلوقة؟ قال عليه السلام: هي والله مخلوقة - أراد خلق تقدير لا خلق تكوين -. ثم قال عليه السلام: إن الايمان أفضل من الاسلام بدرجة، والتقوى أفضل من الايمان بدرجة، واليقين أفضل من الايمان بدرجة، ولم يعط بنو آدم أفضل من اليقين. التحف ص 442.

[1] الفضيل بن يسار من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ومات في أيامه، ولعله كان قاسم بن الفضيل أو محمد بن الفضيل لأنهما من أصحاب الرضا عليه السلام.

6 - وحضر عليه السلام: يوما مجلس المأمون وذو الرياستين حاضر، فتذاكروا الليل والنهار وأيهما خلق قبل صاحبه. فسأل ذو الرياستين الرضا عليه السلام عن ذلك؟ فقال عليه السلام له: تحب أن أعطيك الجواب من كتاب الله أم حسابك؟ فقال: أريده أولا من الحساب، فقال عليه السلام: أليس تقولون: إن طالع الدنيا السرطان، وإن الكواكب كانت في أشرافها؟ قال: نعم. قال: فزحل في الميزان، والمشتري في السرطان، والمريخ في الجدي، والزهرة في الحوت، والقمر في الثور، والشمس في وسط السماء في الحمل، وهذا لا يكون إلا نهارا. قال: نعم. قال: فمن كتاب الله؟ قال عليه السلام: قوله: " لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ " أي أن النهار سبقه .بحار الانوار : ج 75 ص340.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التقوى وأثرها في تحقيق السعادة والاستقلالية

وجوب تقوى الله  1 ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن ع...