(مواعظ الرضا عليه السلام)
1 - وسأله رجل عن قول الله: " ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) [1] "؟ فقال عليه السلام: للتوكل درجات: منها أن تثق به في أمرك كله فيما فعل بك، فما فعل بك كنت راضيا وتعلم أنه لم يألك خيرا ونظرا [2]. وتعلم أن الحكم في ذلك له، فتتوكل عليه بتفويض ذلك إليه. ومن ذلك الايمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها فوكلت علمها إليه وإلى امنائه عليها ووثقت به فيها وفي غيرها. التحف ص 442.[1] الطلاق: 3.
[2] ألا في الامر: قصر وأبطأ وترك الجهد ومنه يقال: " لم يأل جهدا ".
2 - وسأله أحمد بن نجم [1] عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال عليه السلام:
للعجب درجات: منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا. ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله [2] ولله المنة عليه فيه.
[1] رواه الكليني - رحمه الله - في الكافي ج 2 ص313 والصدوق - رضوان الله عليه - في معاني الأخبار باسناده عن علي بن سويد المديني عن أبي الحسن موسى عليه السلام.
[2] وفى بعض النسخ " فيمتن ".
[1]ويونس بن عبد الرحمن هو أبو محمد مولى آل يقطين ثقة من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام، كان وجها في أصحابنا متقدما عظيم المنزلة قال ابن النديم: " يونس بن عبد الرحمن من أصحاب موسى بن جعفر عليهما السلام من موالي آل يقطين علامة زمانه كثير التصنيف والتأليف على مذاهب الشيعة " ثم عد كتبه. انتهى. وكان يونس من أصحاب الاجماع ولد في أيام هشام بن عبد الملك ورأي جعفر بن محمد عليهما السلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه وروى عن الكاظم والرضا عليهما السلام وكان الرضا عليه السلام يشير إليه في العلم والفتيا وكان ممن بذل على الوقف مالا جزيلا مات - رحمه الله - سنة 208.
4 - وقال صفوان بن يحيى [1] سألت الرضا عليه السلام عن المعرفة هل للعبادفيها صنع؟ قال عليه السلام: لا. قلت: لهم فيها أجر؟ قال عليه السلام: نعم طول عليهم بالمعرفة، وتطول عليهم بالصواب [2].
[1] هو أبو محمد صفوان بن يحيى البجلي الكوفي، بياع السابري من أصحاب الإمام السابع والثامن والتاسع عليهم السلام وأقروا له بالفقه والعلم، ثقة من أصحاب الاجماع وكان وكيل الرضا عليه السلام وصنف كتبا كثيرة وكان من الورع والعبادة ما لم يكن أحد في طبقته. وكان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم، كان يصلى كل يوم خمسين ومائة ركعة ويصوم في السنة ثلاثة أشهر، ويخرج زكاة ماله كل سنة ثلاث مرات وذاك أنه اشترك هو وعبد الله بن جندب وعلي بن النعمان في بيت الله الحرام فتعاقدوا جميعا ان مات واحد منهم يصلى من بقي بعده صلاته ويصوم عنه ويحج عنه ويزكى عنه ما دام حيا فمات صاحباه وبقى صفوان بعدهما وكان يفي لهما بذلك وكان يصلى عنهما ويزكى عنهما ويصوم عنهما ويحج عنهما وكل شئ من البر والصلاح يفعل لنفسه كذلك يفعله عن صاحبيه. كما في فهرست النجاشي وصه. وروى عن أربعين رجلا من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام. وله كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد وله مسائل عن أبي الحسن موسى عليه السلام وروايات. مات - رحمه الله - بالمدينة وبعث إليه أبو جعفر بحنوطه وكفنه وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.
[2] كذا. وتطول عليه: أمتن عليه.
5 - وقال الفضيل بن يسار [1] سألت الرضا عليه السلام عن أفاعيل العباد مخلوقة هي أم غير مخلوقة؟ قال عليه السلام: هي والله مخلوقة - أراد خلق تقدير لا خلق تكوين -.
ثم قال عليه السلام: إن الايمان أفضل من الاسلام بدرجة، والتقوى أفضل من الايمان بدرجة، واليقين أفضل من الايمان بدرجة، ولم يعط بنو آدم أفضل من اليقين. التحف ص 442.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق