الأحد، 4 سبتمبر 2022

دخول آل الرسول صلى الله عليه وآله إلى‌ دمشق‌

 دُخولُ آلِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله إلى‌ دِمَشقَ‌

المصباح للكفعمي :
وفي أوَّلِهِ [أي أوَّلِ صَفَرٍ] اُدخِلَ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام إلى‌ دِمَشقَ ، وهُوَ عيدٌ عِندَ بَني اُمَيَّةَ .المصباح للكفعمي : ص 676 .

قرب الإسناد
1-  عن جعفر بن محمد عن أبيه [الباقر] عليهما السلام : لَمّا قُدِمَ عَلى‌ يَزيدَ بِذَرارِيِّ الحُسَينِ ، اُدخِلَ بِهِنَّ نَهاراً مَكشوفاتٍ وُجوهُهُنَّ ، فَقالَ أهلُ الشَّامِ الجُفاةُ : ما رَأَينا سَبياً أحسَنَ مِن هؤُلاءِ ، فَمَن أنتُم ؟ فَقالَت سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ : نَحنُ سَبايا آلِ مُحَمَّدٍ .قرب الإسناد : ص 26 ح 88.

مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي
- عن زيد عن أبيه [زين العابدين‌] عليه السلام : إنَّ سَهلَ بنَ سَعدٍ[1] قال : خَرَجتُ إلى‌ بَيتِ المَقدِسِ حَتّى‌ تَوَسَّطتُ الشّامَ ، فَإِذا أنَا بِمَدينَةٍ مُطَّرِدَةِ الأَنهارِ كَثيرَةِ الأَشجارِ ، قَد عَلَّقُوا السُّتورَ وَالحُجُبَ وَالدّيباجَ‌[2] ، وهُم فَرِحونَ مُستَبشِرونَ ، وعِندَهُم نِساءٌ يَلعَبنَ بِالدُّفوفِ وَالطُّبولِ ، فَقُلتُ في نَفسي : لَعَلِّ لِأَهلِ الشّامِ عيداً لا نَعرِفُهُ نَحنُ ، فَرَأَيتُ قَوماً يَتَحَدَّثونَ ، فَقُلتُ : يا هؤُلاءِ ! ألَكُم بِالشّامِ عيدٌ لا نَعرِفُهُ نَحنُ ؟ ! قالوا : يا شَيخُ! نَراكَ غَريباً . فَقُلتُ : أنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ ، قَد رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وحَمَلتُ حَديثَهُ . فَقالوا : يا سَهلُ! ما أعجَبَكَ السَّماءُ لا تَمطُرُ دَماً ! وَالأَرضُ لا تَخسِفُ بِأَهلِها ! قُلتُ : ولِمَ ذاكَ ؟ فَقالوا هذا رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام عِترَةِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، يُهدى‌ مِن أرضِ العِراقِ إلَى الشّامِ ، وسَيَأتِي الآنَ . قُلتُ : وا عَجَباه ! يُهدى‌ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام وَالنّاسُ يَفرَحونَ ؟ ! فَمِن أيِّ بابٍ يُدخَلُ ؟ فَأَشاروا إلى‌ بابٍ يُقالُ لَهُ : بابُ السّاعاتِ ، فَسِرتُ نَحوَ البابِ ، فَبَينَما أنَا هُنالِكَ ، إذ جاءَتِ الرّاياتُ يَتلو بَعضُها بَعضاً ، وإذا أنَا بِفارِسٍ بِيَدِهِ رُمحٌ مَنزوعُ السِّنانِ ، وعَلَيهِ رَأسُ مَن أشبَهُ النّاسِ وَجهاً بِرَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وإذا بِنِسوَةٍ مِن وَرائِهِ عَلى‌ جِمالٍ بِغَيرِ وِطاءٍ . فَدَنَوتُ مِن إحداهُنَّ فَقُلتُ لَها : يا جارِيَةُ مَن أنتِ ؟ فَقالَت : سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ . فَقُلتُ لَها : ألَكِ حاجَةٌ إلَيَّ ؟ فَأَنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ مِمَّن رَآى‌ جَدَّكِ وسَمِعَ حَديثَهُ . قالَت : يا سَهلُ ! قُل لِصاحِبِ الرَّأسِ أن يَتَقَدَّمَ بِالرَّأسِ أمامَنا ، حَتّى‌ يَشتَغِلَ النّاسُ بِالنَّظَرِ إلَيهِ فَلا يَنظُرونَ إلَينا ، فَنَحنُ حَرَمُ رَسولِ اللَّهِ . قالَ : فَدَنَوتُ مِن صاحِبِ الرَّأسِ وقُلتُ لَهُ : هَل لَكَ أن تَقضِيَ حاجَتي وتَأخُذَ مِنّي أربَعَمِئَةِ دينارٍ ؟ ! قالَ : وما هِيَ ؟ قُلتُ : تَقَدَّم بِالرَّأسِ أمامَ الحَرَمِ . فَفَعَلَ ذلِكَ وَدَفعتُ لَهُ ما وَعَدتُهُ .مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج 2 ص 60.

[1] سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة الأنصاري الساعدي، أبو العبّاس الأنصاري المدنيّ، و قيل أبو يحيى‌ ، كان من أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأمير المومنين عليه السلام ، كان اسمه حزناً فغيّره النبيّ صلى اللَّه عليه وآله . وكان ممّن شهد لعليّ بحديث الغدير في سبعة عشر رجلاً. استشهده الحسين - في خطبته يوم عاشوراء - في جماعة على حديث النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة. عمّر سهل حتّى أدرك الحجّاج وامتحن به في سنة (74 ه) ، وكان ممّن ختمه الحجّاج في عنقه؛ ليذلّهم كيلا يسمع الناس من رأيهم. توفّي سنة ثمان وثمانين وهو ابن ستّ وتسعين أو إحدى وتسعين أو مئة سنة. يقال : إنّه آخر من توفّي من الصحابة في المدينة (راجع: رجال الطوسي: ص 40 وص‌66 .
[2] الديباجُ : الثياب المُتَّخَذة من الإبريسَم (النهاية : ج 2 ص 97 «دبج») .

الملهوف :
- سارَ القَومُ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ونِسائِهِ وَالأَسرى‌ مِن رِجالِهِ ، فَلَمّا قَرُبوا مِن دِمَشقَ دَنَت اُمُّ كُلثومٍ مِنَ الشِّمرِ - وكانَ مِن جُملَتِهِم - فَقالَت : لي إلَيكَ حاجَةٌ . فَقالَ : وما حاجَتُكِ ؟ قالَت : إذا دَخَلتَ بِنَا البَلَدَ فَاحمِلنا في دَربٍ قَليلِ النَّظّارَةِ ، وتَقَدَّم إلَيهِم أن يُخرِجوا هذِهِ  الرُّؤوسَ مِن بَينِ المَحامِلِ ويُنَحّونا عَنها ، فَقَد خُزينا مِن كَثرَةِ النَّظَرِ إلَينا ونَحنُ في هذِهِ الحالِ . فَأَمَرَ في جَوابِ سُؤالِها أن تُجعَلَ الرُّؤوسُ عَلَى الرِّماحِ في أوساطِ المَحامِلِ - بَغياً مِنهُ وكُفراً - وسَلَكَ بِهِم بَينَ النَّظّارَةِ عَلى‌ تِلكَ الصِّفَةِ ، حَتّى‌ أتى‌ بِهِم إلى‌ بابِ دِمَشقَ ، فَوَقَفوا عَلى‌ دَرَجِ بابِ المَسجِدِ الجامِعِ حَيثُ يُقامُ السَّبيُ .الملهوف : ص 210  .

الفتوح :
- واُتِيَ بِحَرَمِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله حَتّى‌ اُدخِلوا مَدينَةَ دِمَشقَ مِن بابٍ يُقالُ لَهُ : بابُ توماءَ ، ثُمَّ اُتِيَ بِهِم حَتّى‌ وَقَفوا عَلى‌ دَرَجِ بابِ المَسجدِ حَيثُ يُقامُ السَّبيُ .الفتوح : ج 5 ص 129.

بستان الواعظين :
5-  إنَّ الحُسَينَ عليه السلام استَسقى‌ ماءً حينَ قُتِلَ ؛ فَمُنِعَ مِنهُ ، وقُتِلَ وهُوَ عَطشانُ ، وأتَى اللَّهَ حَتّى‌ سَقاهُ من شَرابِ الجَنَّةِ ، وذُبِحَ ذَبحاً ، وسُبِيَت حَرَمُهُ وحُمِلنَ مُكَشَّفاتِ الرَّؤوسِ عَلَى الاُكُفِ بِغَيرِ وِطاءٍ، حَتّى‌ دَخَلنَ دِمَشقَ ورَأسُ الحُسَينِ بَينَهُنَّ عَلى‌ رُمحٍ ، إذا بَكَت إحداهُنَّ عِندَ رُؤيَتِهِ ضَرَبَها حارِسٌ بِسَوطِهِ ، ووَقَفَ أهلُ الذِّمَّةِ لَهُنَّ في سوقِ دِمَشقَ يَبصُقونَ في وُجوهِهِنَّ ، حَتّى‌ وَقَفنَ بِبابِ يَزيدَ ، فَأَمَرَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام فَنُصِبَ عَلَى البابِ وجَميعُ حَرَمِهِ حَولَهُ ، ووُكِّلَ بِهِ الحَرَسُ ، وقالَ : إذا بَكَت مِنهُنَّ باكِيَةٌ فَالِطموها . فَظَلَلنَ ورَأسُ الحُسَينِ عليه السلام بَينَهُنَّ مَصلوبٌ تِسعَ ساعاتٍ مِنَ النَّهارِ . وإنَّ اُمَّ كُلثومٍ رَفَعَت رَأسَها ، فَرَأَت رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام فَبَكَت ، وقالَت : يا جَدّاه - تُريدُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله - هذا رَأسُ حَبيبِكَ الحُسَينِ مَصلوبٌ ، وبَكَت ، فَرَفَعَ يَدَهُ بَعضُ الحَرَسِ ولَطَمَها لَطمَةً حَصَرَ وَجهَها ، وشَلَّت يَدُهُ مَكانَهُ . وفي هذا يَقولُ الأَزدِيُّ :

لَقَد ضَلَّ قَومٌ أصبَحوا في تَلَدُّدِ[1] سَباياهُم فِي الحَربِ آلُ مُحَمَّدِ

فَأَعقَبَهُم لَعناً بِدينِ التَّهَوُّدِ وموسى‌ وعيسى‌ بُشِّرا بِمُحَمَّدٍ

عَلَيهِ سَلامُ اللَّهِ مِن مُتَهَجِّدِ  هَدَى اللَّهُ مِنّا بِالنَّبِيِّ كُلَّ مُهتَدِ

بَنُو اللَّعنِ إذ عَنَوا لَهُم بِالتَّهَدُّدِ  ولا زَندُ وَدّي لِلحُسَينِ بِمُصلَدِ[2] .
بستان الواعظين : ص 263 ح 419 نقلاً عن كتاب التعازي والعزاء .

[1] التَّلَدُّدُ : التلفّت يميناً وشمالاً تحيّراً (النهاية : ج 4 ص 245 «لدد») .
[2] صَلَدَ الزَّنْدُ : إذا صوّت ولم يخرج ناراً (الصحاح : ج 2 ص 498 «صلد»). إشارة إلى عدم قطع الودّ والمحبّة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لحم البقر بالسلق ، ومرق لحم البقر

    لحم البقر بالسلق *  ومرق لحم البقر *  السلق : نبت له ورق طوال ، وورقه يؤكل ( لسان العرب ج 10 ص 162 ).  1 -  عن محمّد بن قيس ، عن أبي ج...