زيارة الحسين عليه السلام يوم العشرين من صفر برواية جابر
قَالَ السَّيِّدُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُرْوَى عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ : عَلَامَات الْمُؤْمِن خَمْس : صَلَاة إحْدَى وَخَمْسِينَ ، وَزِيَارَة الْأَرْبَعِين ، وَالتَّخَتُّم بِالْيَمِين ، وَتَعْفِير الْجَبِين ، وَالْجَهْر بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مصباح الزائر ص 151 .وَقَال عَطا : كُنْتُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْعِشْرِينَ مِنْ صُفْرٍ فَلَمَّا وَصَّلْنَا الغاضرية اغْتَسَلَ فِي شريعتها وَلَبِس قَمِيصًا " كَانَ مَعَهُ طَاهِرًا " ، ثُمَّ قَالَ لِي : أَمَعَك شَيّ مِنْ الطِّيبِ يَا عَطا ؟ قُلْت : مَعِي سَعْد ، فَجَعَلَ مِنْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَسَائِرِ جَسَدِهِ ، ثُمَّ مَشَى حافِياً " حَتَّى وَقَفَ عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَكَبَّرَ ثَلَاثًا " ثُمَّ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا آلَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا صَفْوَةِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا خَ=ك يَا ابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا شَهِيدٌ بْنِ الشَّهِيدِ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا قَتِيل بْن الْقَتِيل ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا وَلَيَّ اللَّهِ وَابْنُ وَلِيُّه ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا حُجَّةُ اللَّهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ عَلَى خَلْقِهِ . أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْت الصَّلَاة ، وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ ، وَأُمِرْت بِالْمَعْرُوف ، وَنَهَيْت عَنْ الْمُنْكَرِ ، وَبَرَرْت وَالِدَيْك ، وَجَاهَدْت عَدُوِّك ، أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ الْكَلَام وَتُرَدّ الْجَوَاب ، وَإِنَّك حَبِيبِ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ ونجيبه وَصَفِيَّة وَابْن صَفِيَّة ، زرتك مُشْتَاقًا فَكُن لِي شَفِيعًا إلَى اللَّهِ ، يَا سَيِّدِي اِسْتَشْفَع إلَى اللَّهِ بجدك سَيِّد النَّبِيِّين ، وبأبيك سَيِّد الْوَصِيَّيْن ، وبأمك سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، لَعَنَ اللَّهُ قاتليك وظالميك و شانئيك ومبغضيك مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ .
ثُمّ انْحَنَى عَلَى الْقَبْرِ ومرغ خَدَّيْه عَلَيْهِ وَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ.
ثُمَّ جَاءَ إلَى قَبْرٍ عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ :
السَّلَامُ عَلَيْك يَا مَوْلَايَ وَابْن مَوْلَاي ، لَعَنَ اللَّهُ قَاتَلَك لَعَنَ اللَّهُ ظالمك أَتَقَرَّب إلَى اللَّهِ بمحبتكم ، وَأَبْرَأ إلَى اللَّهِ مِنْ عَدُوِّكُمْ .
ثُمَّ قَبَّلَهُ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ .
وَالْتَفَتُّ إِلَى قُبُورِ الشُّهَدَاءِ فَقَال :
السَّلَامُ عَلَى الْأَرْوَاح المنيخة بِقَبْر أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا شَيَّعَه اللَّهِ وَ شَيَّعَه رَسُولِه وَشِيعَة أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا طَاهِرُون ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مَهْدِيُّون ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا إبْرَار ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَعَلَى مَلَائِكَةِ اللَّه الحافين بقبوركم ، جَمَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ تَحْت عَرْشِه .
ثُمَّ جَاءَ إلَى قَبْرٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَقَالَ :
السَّلَامُ عَلَيْك يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا عَبَّاسُ بْنُ عَلِيٍّ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا ابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَالَغْت فِي النَّصِيحَةِ وَأَدَّيْتَ الْأَمَانَةَ ، وَجَاهَدْت عَدُوِّك وَعَدُوِّ أَخِيك ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى رُوحَك الطَّيِّبَة ، وَجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ أَخٍ خَيْرًا " .
ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَدَعَا إلَى اللَّهِ وَمَضَى . مصباح الزائر ص 151 - 152.
بَيَان : هَذَا الْخَبَرِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ جَابِرًا " رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يُسْتَحْسَن الطَّيِّب لِزِيَارَتِه عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَقَدْ مَرَّ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ الْمَنْعُ عَنْهُ ، وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يُحْمَلَ إخْبَارٌ الْمَنْعِ عَلَى مَا إذَا كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْهُ التَّلَذُّذ لَا حُرْمَةَ الرَّوْضَة الْمُقَدَّسَة وَإِكْرَامُهَا وَتَطْيِيبِهَا .
وقال الفيروزآبادي (1) شيعة الرجل بالكسر أتباعه وأنصاره.
(1) القاموس ج 3 ص 47.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق