السبت، 24 أغسطس 2024

أول من زار قبر الحسين من الناس في الأربعين بأرض كربلاء

 أوَّلُ مَن زارَ قَبرَ الحُسَينِ عليه السلام مِنَ النّاسِ‌

مصباح الزائر:
1-  عن عطا : كُنتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ يَومَ العِشرينَ مِن صَفَرٍ ، فَلَمّا وَصَلنَا الغاضِرِيَّةَ اغتَسَلَ في شَريعَتِها ، ولَبِسَ قَميصاً كانَ مَعَهُ طاهِراً . ثُمَّ قالَ لي : أمَعَكَ شَي‌ءٌ مِنَ الطّيبِ يا عَطا ؟ قُلتُ : مَعي سُعدٌ[1] ، فَجَعَلَ مِنهُ عَلى‌ رَأسِهِ وسائِرِ جَسَدِهِ . ثُمَّ مَشى‌ حافِياً حَتّى‌ وَقَفَ عِندَ رَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ، وكَبَّرَ ثَلاثاً ثُمَّ خَرَّ مَغشِيّاً عَلَيهِ ، فَلَمّا أفاقَ سَمِعتُهُ يَقولُ : السَّلامُ عَلَيكُم يا آلَ اللَّهِ... . :
 مصباح الزائر : ص 286 .
[1] السُّعْدُ : من الطِيب (الصحاح : ج 2 ص 488 «سعد») .

بشارة المصطفى :
2- عن عطيّة العوفي‌ خَرَجتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِيِّ زائِرَينِ قَبرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَلَمّا وَرَدنا كَربَلاءَ دَنا جابِرٌ مِن شاطِئِ الفُراتِ فَاغتَسَلَ ، ثُمَّ اتَّزَرَ بِإِزارٍ وَارتَدى‌ بِآخَرَ ، ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فيها سُعدٌ فَنَثَرَها عَلى‌ بَدَنِهِ ، ثُمَّ لَم يَخطُ خُطوَةً إلّا ذَكَرَ اللَّهَ تَعالى‌ . حَتّى‌ إذا دَنا مِنَ القَبرِ قالَ : ألمِسنيهِ ، فَأَلمَستُهُ ، فَخَرَّ عَلَى القَبرِ مَغشِيّاً عَلَيهِ ، فَرَشَشتُ عَلَيهِ شَيئاً مِنَ الماءِ ، فَلَمّا أفاقَ قالَ : يا حُسَينُ ، ثَلاثاً ، ثُمَّ قالَ : حَبيبٌ لا يُجيبُ حَبيبَهُ . ثُمَّ قالَ :
 وأنّى‌ لَكَ بِالجَوابِ وقَد شُحِطَت أوداجُكَ‌[1] عَلى‌ أثباجِكَ‌[2] ، وفُرِّقَ بَينَ بَدَنِكَ ورَأسِكَ ، فَأَشهَدُ أنَّكَ ابنُ خاتَمِ النَّبِيّينَ ، وَابنُ سَيِّدِ المُؤمِنينَ ، وَابنُ حَليفِ التَّقوى‌ وسَليلِ الهُدى‌ وخامِسُ أصحابِ الكِساءِ ، وَابنُ سَيِّدِ النُّقَباءِ ، وَابنُ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ ، وما لَكَ لا تَكونُ هكَذا وقَد غَذَّتكَ كَفُّ سَيِّدِ المُرسَلينَ ، ورُبّيتَ في حِجرِ المُتَّقينَ ، ورُضِعتَ مِن ثَديِ الإِيمانِ وفُطِمتَ بِالإِسلامِ ، فَطِبتَ حَيّاً وطِبتَ مَيِّتاً ، غَيرَ أنَّ قُلوبَ المُؤمِنينَ غَيرُ طَيِّبَةٍ لِفِراقِكَ ، ولا شاكَّةٍ فِي الخِيَرَةِ لَكَ ، فَعَلَيكَ سَلامُ اللَّهِ ورِضوانُهُ ، وأشهَدُ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى‌ ما مَضى‌ عَلَيهِ أخوكَ يَحيَى بنُ زَكَرِيّا .
ثُمَّ جالَ بِبَصَرِهِ حَولَ القَبرِ وقالَ :
 السَّلامُ عَلَيكُم أيَّتُهَا الأَرواحُ الَّتي حَلَّت بِفِناءِ الحُسَينِ وأناخَت بِرَحلِهِ ، وأشهَدُ أنَّكُم أقَمتُمُ الصَّلاةَ وآتَيتُمُ الزَّكاةَ ، وأمَرتُم بِالمَعروفِ ونَهَيتُم عَنِ المُنكَرِ ، وجاهَدتُمُ المُلحِدينَ ، وعَبَدتُمُ اللَّهَ حَتّى‌ أتاكُمُ اليَقينُ . وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِيّاً لَقَد شارَكنا كُم فيما دَخَلتُم فيهِ . قالَ عَطِيَّةُ :
 فَقُلتُ لَهُ : يا جابِرُ ! كَيفَ ولَم نَهبِط وادِياً ولَم نَعلُ جَبَلاً ولَم نَضرِب بِسَيفٍ ، وَالقَومُ قَد فُرِّقَ بَينَ رُؤوسِهِم وأبدانِهِم ، واُوتِمَت أولادُهُم ، وأرمَلَت أزواجُهُم ؟! فَقالَ : يا عَطِيَّةُ ! سَمِعتُ حَبيبي رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : مَن أحَبَّ قَوماً حُشِرَ مَعَهُم ، ومَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ اُشرِكَ في عَمَلِهِم ، وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ نَبِيّاً ، إنَّ نِيَّتي ونِيَّةَ أصحابي عَلى‌ ما مَضى‌ عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام وأصحابُهُ ، خُذوا بي نَحوَ أبياتِ كوفانَ .[3] فَلَمّا صِرنا في بَعضِ الطَّريقِ قالَ :
يا عَطِيَّةُ ! هَل اُوصيكَ وما أظُنُّ أنَّني بَعدَ هذِهِ السَّفَرَةِ مُلاقيكَ ؟ أحبِب مُحِبَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلى اللَّه عليه وآله ما أحَبَّهُم ، وأبغِض مُبغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ ما أبغَضَهُم وإن كانَ صَوّاماً قَوّاماً ، وَارفُق بِمُحِبِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِنَّهُ إن تَزِلَّ لَهُ قَدَمٌ بِكَثرَةِ ذُنوبِهِ ثَبَتَت لَهُ اُخرى‌ بِمَحَبَّتِهِم ، فَإِنَّ مُحِبَّهُم يَعودُ إلَى الجَنَّةِ ، ومُبغِضَهُم يَعودُ إلَى النّارِ .بشارة المصطفى : ص 74.

[1] الأوداجُ : هي ما أحاط بالعنق من العروق (النهاية : ج 5 ص 165 «ودج») .
[2] الثَّبَجُ : ما بين الكاهل إلى الظهر (الصحاح : ج 1 ص 301 «ثبج») .
[3] في المصدر : «خذني نحو إلى أبيات كوفان» ، والتصويب من بحار الأنوار .

مَسارُّ الشيعة :
3-  فِي اليَومِ العِشرينَ مِنهُ [أي مِن شَهرِ صَفَرٍ] كانَ رَجوعُ حَرَمِ سَيِّدِنا ومَولانا أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام مِنَ الشّامِ إلى‌ مَدينَةِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه وآله ، وهُوَ اليَومُ الَّذي وَرَدَ فيهِ جابِرُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ حِزامٍ الأَنصارِيُّ - صاحِبُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ورَضِيَ اللَّهُ تَعالى‌ عَنهُ - مِنَ المَدينَةِ إلى‌ كَربَلاءَ لِزِيارَةِ قَبرِ أبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام . فَكانَ أوَّلَ مَن زارَهُ مِنَ النّاسِ .مسارّ الشيعة : ص 46.

المصباح للكفعمي :
4-  سُمِّيَت بِزِيارَةِ الأَربَعينَ لِأَنَّ وَقتَها يَومُ العِشرينَ مِن شَهرِ صَفَرٍ ، وذلِكَ لِأَربَعينَ يَوماً مِن مَقتَلِ الحُسَينِ عليه السلام ، وهُوَ اليَومُ الَّذي وَرَدَ فيهِ جابِرُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الأَنصارِيُّ صاحِبُ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله مِنَ المَدينَةِ إلى‌ كَربَلاءَ لِزِيارَةِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكانَ أوَّلَ مَن زارَهُ مِنَ النّاسِ ... وفي هذَا اليَومِ كانَ رُجوعُ حَرَمِ الحُسَينِ عليه السلام مِنَ الشّامِ إلَى المَدينَةِ . المصباح للكفعمي : ص 648 «الهامش» .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة الإمام الجواد إلى السالكين لطريق الحق

  مواعظ أبى جعفر محمد بن على الجواد صلوات الله عليه عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ،عن عمه حمزة بن بزيع قال : كتب  أبوجعفر عليه‌السلام  إلي  سعد...