فَضْل دُعَاءٌ الْمِعْرَاج:
مَرْوِيٌّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ و هُوَ هَذَا الدُّعَاءَ رُفَيْع الشَّأْن عَظِيمُ الْمَنْزِلَهْرَوَاه أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا مُلَخَّصُهُ :
لَمَّا أُسْرِيَ بِي إلَى السَّمَاءِ لَمْ أَزَلْ أَقْطَع حِجَابًا بَعْد حِجَابٌ حَتَّى قَطَعْت سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ مَا بَيْنَ كُلِّ حجابين كَمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِب سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى حِجَابٌ الْقُدْرَة فَرَأَيْت هَذَا الدُّعَاءَ مَكْتُوبًا ً عَلَيْهِ بِالنُّورِ وَقِيل لِي يَا مُحَمَّدُ لَا تَعْلَمُهُ إلَّا لِلْمُؤْمِنِين مِنْ أُمَّتِكَ فَمَن دَعَا بِهِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَنَظَر اللَّهُ إلَيْهِ بِالرَّحْمَة
وَفَرْج هَمُّه وَغَمِّه وَكَشَف كُرْبَة وَقَضَى دَيْنَهُ وَغَفَر ذَنْبِه وَأَعْطَاه مِثْلَ مَا يُعْطِي النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَبَنَى لَهُ فِي الجنــة أَلْف قَصْرٍ مِنْ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ
وَيَنْظُر اللَّهُ تَعَالَى إلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَظْرَةً ويناديه مَلِكٍ مِنْ السَّمَاءِ اسْتَأْنِفْ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ وَلِوَالِدَيْك ولجيرانك وَبَدَل سَيِّئَاتِك حَسَنَات وَأَعْطَاك ثَوَاب عِبَادَةِ سَبْعِينَ أَلْفَ عَامٍ وَجَمَع لَك خَيْرٌ الدَّارَيْن
وَمَن كَتَبَه بِمِسْكٍ وَزَعْفَرَانٍ وَسَقَاه الْعَلِيل شُفِي وَمَن كَتَبَه وَحَمَلَه أَمِنَ مِنْ السُّلْطَانِ وَالشَّيْطَان وَاللُّصُوص وَلَم يَعِي مِنْ الْمَشْيِ
وَقَضَيْت حَوَائِجِه
وَمَن عَلَّقَهُ عَلَى وَلَدِ صَغِيرٌ أَمِنَ مِنْ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ وَجَمِيع الْأَسْوَاء وَمَن كَتَبَه وَشُرْبُه أَمِنَ مِنْ جَمِيعِ الْأَوْجَاع وَلَم ينسَ شَيْئًا
وَمَنْ دَعَا بِهِ وَهُوَ يُرِيدُ أَمْرًا ً سَهْلَة اللَّهُ تَعَالَى وَمِنْ جَعَلَهُ فِي مَنْزِلِهِ وَسَّعَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ الرِّزْقُ وَآمَن مَنْزِلَةٍ مِنْ كُلِّ سُوءٍ
وَاَلَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ لَوْ اجْتَمَعَ الثَّقَلَان وَالْمَلَائِكَة وَمِثْلُهُم أَلْف ضَعْفٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيَا إلَى يَوْمِ الْبَعْثِ مَا أَحْصُوا ثَوَابُهُ وَهُوَ أَحَبُّ الْأَدْعِيَة إلَى اللَّهِ تَعَالَى
فَاجْعَلْه وَسِيلَةٌ إلَى اللَّهِ تَعَالَى عَزَّ وَجَلَّ فِي أُمُورَك وَعِلْمِه خِيَار أُمَّتَك فَإِنَّه كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ وَمَنْ كَرَامَتِك عَلَى اللَّهِ تَعَالَى خَصَّك لَتَدْعُو بِه أُمَّتَك فَيُسْتَجَاب لَهُمْ بِهِ وَيَغْفِرُ ذُنُوبِهِم
وَمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى قِرَاءَتِهِ فَلْيَتْرُكْه بَيْنَ يَدَيْهِ وَيَقُول :
" اللَّهُمّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءَ وَبِحَقّ مَنْ أَنْزَلَهُ وَبِحَقّ مَنْ نَزَلَ بِهِ وَبِحَقّ مَنْ نَزَلَ عَلَيْهِ إلَّا صَلَّيْت عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَقَضَيْت حَاجَتِي "
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّمَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مِنْ عَلِيٍّ بِهَذَا الدُّعَاءِ ، وَالدُّعَاء هُو :
دُعَاءُ الْمِعْرَاجِ
وَ هُوَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنْ أَقَرَّ لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ كُلُّ مَعْبُودٍ يَا مَنْ يُحَمِّدَهُ كُلُّ مَحْمُودٍ يَا مَنْ يُطْلَبُ عِنْدَهُ كُلُّ مَفْقُودٍ [مَقْصُودٍ] يَا مَنْ يَفْزَعُ إِلَيْهِ كُلُّ مَجْهُودٍ يَا مَنْ سَائِلُهُ غَيْرُ مَرْدُودٍ يَا مَنْ بَابُهُ عَنْ سُؤَالِهِ غَيْرُ مَسْدُودٍ يَا مَنْ هُوَ غَيْرُ مَوْصُوفٍ وَ لَا مَحْدُودٍ يَا مَنْ عَطَاؤُهُ غَيْرُ مَمْنُوعٍ وَ لَا مَنْكُودٍ يَا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعَاهُ لَيْسَ بِبَعِيدٍ وَ هُوَ نِعْمَ الْمَقْصُودُ يَا مَنْ رَجَاءُ عِبَادِهِ بِحَبْلِهِ مَشْدُودٌ يَا مَنْ لَيْسَ بِوَالِدٍ وَ لَا مَوْلُودٍ يَا مَنْ شِبْهُهُ وَ مِثْلُهُ غَيْرُ مَوْجُودٍ يَا مَنْ كَرَمُهُ وَ فَضْلُهُ لَيْسَ بِمَعْدُودٍ [غَيْرُ مَعْدُودٍ] يَا مَنْ حَوْضُ بِرِّهِ لِلْأَنَامِ مَوْرُودٌ يَا مَنْ لَا يُوصَفُ بِقِيَامٍ وَ لَا قُعُودٍ يَا مَنْ لَا تَجْرِي عَلَيْهِ حَرَكَةٌ وَ لَا جُمُودٌ يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَحِيمُ يَا وَدُودُ يَا رَاحِمَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ يَعْقُوبَ يَا غَافِرَ ذَنْبِ دَاوُدَ يَا مَنْ لَا يُخْلِفُ الْوَعْدَ وَ يَعْفُو عَنِ الْمَوْعُودِ يَا مَنْ رِزْقُهُ وَ سَتْرُهُ لِلْعَاصِينَ مَمْدُودٌ يَا مَنْ هُوَ مَلْجَأُ كُلِّ مُقْصًي[مُقْصًى] مَطْرُودٍ يَا مَنْ دَانَ لَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ بِالسُّجُودِ يَا مَنْ لَيْسَ عَنْ سبيل وُجُودِهِ أَحَدٌ مَصْدُودٌ يَا مَنْ لَا يَحِيفُ فِي حُكْمِهِ وَ يَحْلُمُ عَنِ الظَّالِمِ الْعَنُودِ ارْحَمْ عُبَيْداً خَاطِئاً لَمْ يُوفِ بِالْعُهُودِ إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ يَا بَارُّ يَا وَدُودُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ مَبْعُوثٍ دَعَا إِلَى خَيْرِ مَعْبُودٍ وَ عَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَهْلِ الْكَرَمِ وَ الْجُودِ وَ افْعَلْ بِنَا مَا أَنْتَ أَهْلُهُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ سَلْ حَاجَتَكَ تُقْضَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
المصدر: جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية ص 272-273.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق