استجابة دعائه (عليه السلام) في الاستسقاء
الطبرسي في الاحتجاج، عن ثابت البناني [1]، قال:كنت حاجا و جماعة عبّاد البصرة، مثل أيّوب السجستاني، و صالح المروي، و عتبة العلّام ، و حبيب الفارسي، و مالك بن دينار، فلمّا أن دخلنا مكّة رأينا الماء ضيّقا، و قد اشتدّ بالنّاس العطش لقلة الغيث، ففزع إلينا أهل مكة و الحجّاج يسألوننا أن نستسقي لهم، فأتينا الكعبة و طفنا بها، ثمّ سألنا اللّه خاضعين متضرعين بها، فمنعنا الإجابة فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل [و] قد أكربته أحزانه و أقلقته أشجانه فطاف بالكعبة أشواطا، ثمّ أقبل علينا فقال:
يا مالك بن دينار! و يا ثابت البناني! و يا أيّوب السجستاني! و يا صالح المروي! و يا عتبة العلّام و يا حبيب الفارسي! [و يا سعد!] و يا عمر! و يا صالح [الاعمى] ! و يا رابعة! و يا سعدانة! و يا جعفر بن سليمان! فقلنا لبّيك و سعديك يا فتى!.
فقال: أ ما فيكم أحد يحبّه الرحمن؟ فقلنا: يا فتى علينا الدعاء و عليه الإجابة.
فقال: أبعدوا عن الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمن لأجابه، ثمّ أتى الكعبة فخرّ ساجدا فسمعته يقول في سجوده: «سيّدي بحبّك لي إلّا سقيتهم الغيث».
قال: فما استتمّ الكلام حتّى أتاهم الغيث كأفواه القرب.
(فقلت: يا فتى! من أين علمت أنّه يحبّك؟
فقال: لو لم يحبّني لم يستزرني، فلمّا استزارني علمت أنّه يحبّني، فسألته بحبّه لي فأجابني ثمّ ولّى عنّا و أنشا) [1] يقول:
من عرف الرّب فلم تغنه * * * معرفة الرّب فذاك الشّقيّ
ما ضرّ في الطّاعة ما ناله * * * في طاعة اللّه و ما ذا لقي
ما يصنع العبد بغير التّقى * * * و العزّ كلّ العزّ للمتّقي
فقلت: يا أهل مكة من هذا الفتى؟
قالوا: (هذا) عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب- (عليهم السلام).
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر:ج 3 ص 84.
[1] هو من أصحاب بدر و من أصحاب أمير المؤمنين- (عليه السلام)- قتل بصفين على ما ذكره الشيخ في رجاله و العلّامة في القسم الاول من الخلاصة و عليه فالراوي غيره و لعلّه تصحيف الثمالي و هو ثابت بن دينار المكنى بأبي حمزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق