الخميس، 1 أغسطس 2024

نوادر أخبار الإمام علي بن الحسين عليهما السلام

 في قضاء الدين

عن العباس بن عيسى قال: ضاق على علي بن الحسين (عليهما السلام) ضيقة فأتى مولى له فقال له: أقرضني عشرة آلاف درهم إلى ميسرة، فقال: لا لأنه ليس عندي ولكن أريد وثيقة، قال: فشق له من ردائه هدبة [1] فقال له: هذه الوثيقة قال: فكان مولاه كره ذلك فغضب وقال: أنا أولى بالوفاء أم حاجب بن زرارة [2] فقال: أنت أولى بذلك منه، فقال: فكيف صار حاجب يرهن قوسا وإنما هي خشبة على مائة حمالة [3] وهو كافر فيقي وأنا لا أقي بهدبة ردائي؟! قال: فأخذها الرجل منه وأعطاه الدراهم وجعل الهدبة في حق [4] فسهل الله عز وجل له المال فحمله إلى الرجل ثم قال له: قد أحضرت مالك فهات وثيقتي فقال له: جعلت فداك ضيعتها، فقال: إذن لا تأخذ مالك مني ليس مثلي من يستخف بذمته قال: فأخرج الرجل الحق فإذا فيه الهدبة فأعطاه علي بن الحسين (عليهما السلام) الدراهم وأخذ الهدبة فرمى بها وانصرف.فروع الكافي : ج 5 ص 90-91.

[1]الهدبة - بالضم وبضمتين -: خمل الثوب.
[2] قال الفيروزآبادي في (القوس) من القاموس: حاجب بن زرارة. أتى كسرى في جدب أصابهم
بدعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) يستأذنه لقومه أن يصيروا في ناحية من بلاده حتى يحيوا فقال إنكم معاشر
العرب غدر حرص فان أذنت لكم أفسدتم البلاد وأغرتم على العباد قال حاجب: إني ضامن للملك ان
لا يفعلوا قال: فمن لي بان تفي؟ قال: أرهنك قوسي فضحك من حوله فقال كسرى: ما كان ليسلمها ابدا
فقبلها منه واذن لهم ثم أحيى الناس بدعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد مات حاجب فارتحل
عطارد ابنه - رضي الله عنه - إلى كسرى يطلب قوس أبيه فردها عليه وكساه حلة فلما رجع أهداها
للنبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يقبلها فباعها من يهودي بأربعة آلاف درهم.

[3] الحمالة - بالفتح -: ما يتحمله عن القوم من الغرامة وبالكسر: علاقة السيف كالمحمل
والجمع حمائل.
[4] الحقة : وعاء من خشب والجمع حق وحقوق وحقق وأحقاق وحقاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تأكّد استحباب الأَذان والإِقامة للمغرب والصبح

     تأكّد استحباب الأَذان والإِقامة للمغرب والصبح   1  - عن  أبي جعفر عليه‌السلام  ، أنّه قال : أدنى ما يجزي من الأَذان أن تفتتح الليل بأذا...