الخميس، 1 أغسطس 2024

معاجز علي بن الحسين عليه السلام مع أبوخالد الكابلي

 معاجز علي بن الحسين عليه السلام مع  أبوخالد الكابلي

1 - رُوِيَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابِلِي قَال : دَعَانِي مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام وَرُجُوع عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام إلَى الْمَدِينَةِ وَكُنَّا بِمَكَّةَ فَقَالَ : صَرّ إِلَى عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام وَقُلْ لَهُ : إنِّي أَكْبَرِ وَلَدٍ أميرالمؤمنين بَعْد أَخَوَي الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، وَأَنَا أَحَقّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْك ، فَيَنْبَغِي أَنْ تَسَلَّمَهُ إلَيّ ، وَإِنْ شِئْت فَاخْتَر حُكْمًا نتحاكم إلَيْه ، فَصِرْت إلَيْه وَأَدَّيْت رِسَالَتِه ، فَقَال : أَرْجِعْ إِلَيْهِ وَقُلْ لَهُ : يَا عَمِّ اتَّقِ اللَّهَ ولاتدع مَا لَمْ يَجْعَلْهُ اللَّهُ لَك . فَإِنْ أَبَيْتَ فبيني وَبَيْنَك الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَمَن أَجَابَه الْحَجْرُ فَهُوَ الْإِمَامُ فَرَجَعَتْ إلَيْهِ بِهَذَا الْجَوَابِ ، فَقَالَ لَهُ : قَدْ أَجَبْتُك ، قَال أبوخالد :
فَدَخَلا جَمِيعًا وَأَنَا مَعَهُمَا حَتَّى وَافِيًا الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : تَقَدّمْ يَا عَمِّ فَإِنَّك أَسَنّ فَسَلْه الشَّهَادَة لَك ، فَتَقَدَّم مُحَمَّد فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ودَعَا بِدَعَوَاتٍ . ثُمَّ سَالَ الْحَجَر بِالشَّهَادَةِ أَنَّ كَانَتْ الْإِمَامَةُ لَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ بشئ ثُمَّ قَامَ عَلَيَّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا الْحَجَرُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ شَاهِدًا لَم يُوَافِي بَيْتِه الْحَرَامِ مِنْ وُفُودِ عِبَادِهِ أَنْ كُنْت تَعْلَمُ أَنِّي صَاحِبُ الأَمْرِ وَإِنِّي الْإِمَام المتفرض الطَّاعَةِ عَلَى جَمِيعِ عبادالله فَاشْهَدِي لِيَعْلَم عَمِّي أَنَّهُ لَاحِقٌ لَهُ فِي الْإِمَامَةِ ، فأنطق اللَّه الْحَجَر بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ، فَقَال : يَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ! سَلَّم الْأَمْرُ إلَى عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ فَإِنَّهُ الْإِمَام الْمُفْتَرِض الطَّاعَة عَلَيْك وَعَلَى جَمِيعِ عبادالله دُونَك وَدُون الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، فَقَبِل مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ رِجْلَه وَقَال : الأمْرُ لَكَ وَقِيلَ : أَنَّ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ إنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ إزَاحَة لشكوك النَّاسُ فِي ذَلِكَ .
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى :
إنَّ اللَّهَ أَنْطَق الْحَجَر يَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنْ عَلِيَّ بْنُ الْحُسَيْنِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَيْك وَعَلَى جَمِيعِ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَنْ فِي السَّمَاءِ مُفْتَرِضُ الطَّاعَةِ فَاسْمَع لَه وَأَطِع ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ : سَمْعًا وَطَاعَةً يَا حُجَّةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ  . الخرائج والجرائج 194 بِتَفَاوُت .

2 ـ  رُوِيَ عَنْ أَبِي الصَّبَّاح الْكِنَانِيِّ قَالَ : سَمِعْت الْبَاقِر عليه ‌السلام يَقُول : خَدَم أبوخالد الْكَابِلِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بُرْهَةً مِنْ الزَّمَانِ ، ثُمَّ شَكَّا شِدَّة شَوْقَه إلَى وَالِدَتَه وَسَأَلَه الْإِذْنِ فِي الْخُرُوجِ إلَيْهَا ، فَقَالَ لَهُ عَلَيَّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : يَا كنكر أَنَّهُ يُقَدَّمُ عَلَيْنَا غَدًا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لَهُ قَدْرُ وِجَاه وَمَال وَابْنُه لَهُ قَدْ أَصَابَهَا عَارِضٍ مِنْ الْجِنِّ وَهُوَ يَطْلُبُ معالجا يُعَالِجُهَا وَيَبْذُل فِي ذَلِكَ مَالِه ، فَإِذَا قَدِمَ فصر إلَيْهِ أَوَّلَ النَّاسِ وَقُلْ لَهُ : أَنَا أُعَالِج ابْنَتَك بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَإِنَّه يَطْمَئِنّ إِلَى قَوْلِكَ وَيَبْذُل فِي ذَلِكَ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ قَدِم الشَّامِيّ وَمَعَه ابْنَتَه وَطَلَب معالجا فَقَال أبوخالد : أَنَا اعالجها عَلَى أَنَّ تُعْطِيَنِي عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَإِنْ أَنْتُم وفيتم وَفَّيْت عَلَى أَنَّ لَا يَعُودُ إلَيْهَا أَبَدًا ، فَضَمِن أبوهاله ذَلِك ، فَقَالَ عَلِيٌّ بْنُ الْحُسَيْنِ : أَنَّه سيغدر بِك قَالَ : قَد أَلْزَمَتْه ، قَال : فَانْطَلَق فَخُذ بِأُذُنِ الْجَارِيَةِ الْيُسْرَى وَقُل : يَا خَبِيثُ يَقُولُ لَك عَلَيَّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَخْرَجَ مِنْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَلَا تَعُدْ إلَيْهَا ، فَفَعَل كَمَا أَمَرَهُ فَخَرَج عَنْهَا وأفاقت الْجَارِيَةُ مِنْ جُنُونِهَا ، فَطَالَبَه بِالْمَال فَدَافَعَه ، فَرَجَعَ إلَى عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليها‌السلام فَقَالَ لَهُ : يَا باخالد أَلَمْ أَقُلْ لَك أَنَّهُ يَغْدِر ، وَلَكِن سَيَعُود إلَيْهَا فَإِذَا أَتَاكَ فَقُل : إنَّمَا عَادَ إلَيْهَا لِأَنَّك لَمْ تَفِ بِمَا ضَمِنَتْ ، فَإِنْ وُضِعَتْ عَشَرَةَ آلَافِ عَلَى يَدِ عَلِيٌّ ابْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام فَإِنِّي اعالجها عَلَى أَنَّ لايعود أَبَدًا ، فَوَضَع الْمَالِ عَلَى يَد عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، وَذَهَب أبوخالد إِلَى الْجَارِيَةِ فَأَخَذ بِإِذْنِهَا الْيُسْرَى ثُمَّ قَالَ : يَا خَبِيثُ يَقُولُ لَك عَلَيَّ بْنُ الْحُسَيْنِ : أَخْرَجَ مِنْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَلَا تَتَعَرَّضُ لَهَا إلَّا بِسَبِيل خَيْرٌ ، فَإِنَّك إنْ عُدْتَ أحرقتك بِنَار اللَّه الموقدة الّتِي تَطْلُعُ عَلَى الْأَفْئِدَة ، فَخَرَج وأفاقت الْجَارِيَةُ وَلَمْ يُعِدْ إلَيْهَا ، فَأَخَذ أبوخالد الْمَال ، وَأَذِنَ لَهُ فِي الْخُرُوجِ إلَى وَالِدَتَه ، فَخَرَجَ بِالْمَالِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى وَالِدَتِهِ .اختيار الرجال ص 80 بتفاوت في ترجمة أبى خالد الكابلى.

3 ـ  فِي خَبَرِ طَوِيلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ أبوخالد الْكَابِلِي : أَتَيْت عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام عَلَى أَنَّ أَسْأَلَهُ هَلْ عِنْدَك سِلَاح رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَلَمَّا بصربي قَال : يَا أَبَا خَالِدٍ أَتُرِيدُ أَنْ أُرِيَكَ سِلَاح رَسُولُ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه ‌وآله ؟ قُلْت : وَاَللّهِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَتَيْتُ إلَّا لِأَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ ، وَلَقَد أَخَّرْتَنِي بِمَا فِي نَفْسِي قَالَ : نَعَم ، فَدَعَا بِحَقّ كَبِيرٌ وسفط ، فَأَخْرَج لِي خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثُمَّ أَخْرَجَ لِي دِرْعَه ، وَقَال : هَذَا دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه ‌وآله وَأَخْرَج إلَيّ سَيْفَه ، وَقَال : هَذَا وَاَللَّهُ ذوالفقار ، وَأَخْرَج عِمَامَتِه وَقَال : هَذِه السَّحَاب ، وَأَخْرَج رَأَيْته ، وَقَال : هَذِه الْعِقَاب ، وَأَخْرَج قضيبه ، وَقَال : هَذَا السَّكْب ، وَأَخْرَج نَعْلَيْه ، وَقَال : هَذَان نَعْلاَ رَسُولِ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وَأَخْرَج رِدَاءَه وَقَال : هَذَا كَانَ يَرْتَدي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌ وآله وَيَخْطُب أَصْحَابُهُ فِيهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَأَخْرَج لِي شَيْئًا كَثِيرًا ، قُلْت : حَسْبِي جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاك (1)  . روضة الواعظين.
(1) لم نجد هذا الحديث في مظانه من المصدر ، نعم ورد فيه قول الصادق عليه‌السلام ان عندى سيف رسول الله وان عندى لراية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الخ.

4 ـ  عَنْ أَبِي بِصَيْرٍ قَال : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌ السلام يَقُول : كَان أبوخالد الْكَابِلِي يخدم مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ دَهْرًا ، وَمَا كَانَ
يَشُكُّ فِي أَنَّهُ إمَامٌ حَتَّى أَتَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ لَهُ : جُعِلْت فِدَاك أَنَّ لِي حُرْمَةً وَمَوَدَّة وَانْقِطَاعًا فَأَسْأَلُك بِحُرْمَة رَسُولُ اللَّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأميرالمؤمنين عليه‌السلام إلَّا أَخْبَرَتْنِي أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَى خَلْقِهِ ؟ قَال : فَقَال : يَا أَبَا خَالِدٍ حَلَّفَتْنِي بِالْعَظِيم الْإِمَامِ عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام عَلَيَّ وَعَلَيْك وَعَلَى كُلٍّ مُسْلِمٍ ، فَأَقْبَل أبوخالد لِمَا أَنَّ سَمِعَ مَا قَالَهُ مُحَمَّدُ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَجَاءَ إلَى عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ أَخْبَرَ أَنَّ أَبَا خَالِدٍ بِالْبَاب ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ وَدَنَا مِنْه ، قَال : مَرْحَبًا يَا كنكر مَا كُنْت لَنَا بزائر مَا بدالك فِينَا ؟ فَخْر أبوخالد سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ تَعَالَى مِمَّا سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام فَقَال : الحمدلله الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى عَرَفَتْ أَمَامِي ، فَقَالَ لَهُ عَلَيَّ عليه‌السلام : وَكَيْف عَرَفْت أَمَامَك يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ قَال : إِنَّك دَعَوْتنِي بِاسْمِي الَّذِي سَمَّتْنِي بِهِ أُمِّيٌّ الَّتِي وَلَدَتْنِي ، وَقَدْ كُنْت فِي عَمْيَاء مِنْ أَمْرِي ، وَلَقَد خَدَمْت مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَمْرًا مِنْ عُمْرِي وَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ إمَامٌ ، حَتَّى إذَا كَانَ قَرِيبًا سَأَلْتُه بِحُرْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَحُرْمَةُ رَسُولِه صلى‌الله‌عليه‌ وآله وبحرمة أميرالمؤمنين عليه‌السلام فَأَرْشِدْنِي إلَيْك ، وَقَال : هُوَ الْإِمَامُ عَلِيٍّ وَعَلَيْك وَعَلَى جَمِيعِ خَلَقَ اللَّهُ كُلُّهُمْ ، ثُمّ أَذِنْت لِي فَجِئْت فَدَنَوْت مِنْك وسميتني بِاسْمِي الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي ، فَعَلِمْت إِنَّك الْإِمَامِ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَيَّ وَعَلَى كُلٍّ مُسْلِمٍ. معرفة اخبار الرجال ص 79.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تأكّد استحباب الأَذان والإِقامة لصلاة الجماعة

  تأكّد استحباب الأَذان والإِقامة لصلاة الجماعة  1 -  عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، قال : سألته : أيجزىء أذان واحد ؟ قال : إن ص...