صَيرورَةُ التُّربَةِ دَماً
1- إنَّ الحسين عليه السلام لَمّا أرادَ العِراقَ قالَت لَهُ اُمُّ سَلَمَةَ : لا تَخرُج إلَى العِراقِ ، فَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يَقولُ : «يُقتَلُ ابنِيَ الحُسَينُ بِأَرضِ العِراقِ» ، وعِندي تُربَةٌ دَفَعَها إلَيَّ في قارورَةٍ . فَقالَ : وَاللَّهِ ، إنّي مَقتولٌ كَذلِكَ ، وإن لَم أخرُج إلَى العِراقِ يَقتُلونَني أيضاً ، وإن أحبَبتِ أن اُرِيَكِ مَضجَعي ومَصرَعَ أصحابي ، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلى وَجهِها ، فَفَسَحَ اللَّهُ في بَصَرِها حَتّى أراها ذلِكَ كُلَّهُ ، وأخَذَ تُربَةً ، فَأَعطاها مِن تِلكَ التُّربَةِ أيضاً في قارورَةٍ اُخرى ، وقالَ عليه السلام : فَإِذا فاضَتا دَماً فَاعلَمي أنّي قَد قُتِلتُ . فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمّا كانَ يَومُ عاشوراءَ نَظَرتُ إلَى القارورَتَينِ بَعدَ الظُّهرِ ، فَإِذا هُما قَد فاضَتا دَماً ، فَصاحَت . الخرائج والجرائح : ج 1 ص 253 ح 7.
2- الإرشاد عن اُمّ سلمة : خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِن عِندِنا ذاتَ لَيلَةٍ ، فَغابَ عَنّا طَويلاً ، ثُمَّ جاءَنا وهُوَ أشعَثُ أغبَرُ ، ويَدُهُ مَضمومَةٌ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ! ما لي أراكَ شَعِثاً مُغبَرّاً ؟ فَقالَ : «اُسرِيَ بي في هذَا الوَقتِ إلى مَوضِعٍ مِنَ العِراقِ يُقالُ لَهُ كَربَلاءُ ، فَاُريتُ فيهِ مَصرَعَ الحُسَينِ ابني وجَماعَةٍ مِن وُلدي وأهلِ بَيتي ، فَلَم أزَل ألقُطُ دِماءَهُم ، فَها هِيَ في يَدي» ، وبَسَطَها إلَيَّ ، فَقالَ : «خُذيها وَاحتَفِظي بِها» ، فَأَخَذتُها ، فَإِذا هِيَ شِبهُ تُرابٍ أحمَرَ ، فَوَضَعتُهُ في قارورَةٍ ، وسَدَدتُ رَأسَها ، وَاحتَفَظتُ بِهِ . فَلَمّا خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن مَكَّةَ مُتَوَجِّهاً نَحوَ العِراقِ ، كُنتُ اُخرِجُ تِلكَ القارورَةَ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ، فَأَشُمُّها ، وأنظُرُ إلَيها ، ثُمَّ أبكي لِمُصابِهِ ، فَلَمّا كانَ فِي اليَومِ العاشِرِ مِنَ المُحَرَّمِ - وهُوَ اليَومُ الَّذي قُتِلَ فيهِ عليه السلام - أخرَجتُها في أوَّلِ النَّهارِ ، وهِيَ بِحالِها ، ثُمَّ عُدتُ إلَيها آخِرَ النَّهارِ ، فَإِذا هِيَ دَمٌ عَبيطٌ ، فَصِحتُ في بَيتي وبَكَيتُ ، وكَظَمتُ غَيظي ؛ مَخافَةَ أن يَسمَعَ أعداؤُهُم بِالمَدينَةِ ،فَيُسرِعوا بِالشَّماتَةِ ، فَلَم أزَل حافِظَةً لِلوَقتِ حَتّى جاءَ النّاعي يَنعاهُ ، فَحُقِّقَ ما رَأَيتُ .الإرشاد : ج 2 ص 130.
3- مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن اُمّ سلمة : جاءَ جَبرَئيلُ إلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله فَقالَ : إنَّ اُمَّتَكَ تَقتُلُهُ - يَعنِي الحُسَينَ - بَعدَكَ ، ثُمَّ قالَ لَهُ : ألا اُريكَ مِن تُربَةِ مَقتَلِهِ ؟ قالَ : نَعَم ، فَجاءَ بِحَصَياتٍ ، فَجَعَلَهُنَّ رَسولُ اللَّهِ في قارورَةٍ ، فَلَمّا كانَت لَيلَةُ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام ، قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : سَمِعتُ قائِلاً يَقولُ :2- الإرشاد عن اُمّ سلمة : خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مِن عِندِنا ذاتَ لَيلَةٍ ، فَغابَ عَنّا طَويلاً ، ثُمَّ جاءَنا وهُوَ أشعَثُ أغبَرُ ، ويَدُهُ مَضمومَةٌ ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللَّهِ ! ما لي أراكَ شَعِثاً مُغبَرّاً ؟ فَقالَ : «اُسرِيَ بي في هذَا الوَقتِ إلى مَوضِعٍ مِنَ العِراقِ يُقالُ لَهُ كَربَلاءُ ، فَاُريتُ فيهِ مَصرَعَ الحُسَينِ ابني وجَماعَةٍ مِن وُلدي وأهلِ بَيتي ، فَلَم أزَل ألقُطُ دِماءَهُم ، فَها هِيَ في يَدي» ، وبَسَطَها إلَيَّ ، فَقالَ : «خُذيها وَاحتَفِظي بِها» ، فَأَخَذتُها ، فَإِذا هِيَ شِبهُ تُرابٍ أحمَرَ ، فَوَضَعتُهُ في قارورَةٍ ، وسَدَدتُ رَأسَها ، وَاحتَفَظتُ بِهِ . فَلَمّا خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن مَكَّةَ مُتَوَجِّهاً نَحوَ العِراقِ ، كُنتُ اُخرِجُ تِلكَ القارورَةَ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ، فَأَشُمُّها ، وأنظُرُ إلَيها ، ثُمَّ أبكي لِمُصابِهِ ، فَلَمّا كانَ فِي اليَومِ العاشِرِ مِنَ المُحَرَّمِ - وهُوَ اليَومُ الَّذي قُتِلَ فيهِ عليه السلام - أخرَجتُها في أوَّلِ النَّهارِ ، وهِيَ بِحالِها ، ثُمَّ عُدتُ إلَيها آخِرَ النَّهارِ ، فَإِذا هِيَ دَمٌ عَبيطٌ ، فَصِحتُ في بَيتي وبَكَيتُ ، وكَظَمتُ غَيظي ؛ مَخافَةَ أن يَسمَعَ أعداؤُهُم بِالمَدينَةِ ،فَيُسرِعوا بِالشَّماتَةِ ، فَلَم أزَل حافِظَةً لِلوَقتِ حَتّى جاءَ النّاعي يَنعاهُ ، فَحُقِّقَ ما رَأَيتُ .الإرشاد : ج 2 ص 130.
أيُّهَا القاتِلونَ جَهلاً حُسَيناً
قَد لُعِنتُم عَلى لِسانِ ابنِ داوودَ
قالَت : فَبَكَيتُ ، فَفَتَحتُ القارورَةَ ، فَإِذا قَد حَدَثَ فيها دَمٌ .مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج 2 ص 95.
4- الأمالي للطوسي عن عبد اللَّه بن عبّاس : بَينا أنَا راقِدٌ في مَنزِلي إذ سَمِعتُ صُراخاً عَظيماً عالِياً مِن بَيتِ اُمِّ سَلَمَةَ زَوجِ النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَخَرَجتُ يَتَوَجَّهُ بي قائِدي إلى مَنزِلِها ، وأقبَلَ أهلُ المَدينَةِ إلَيهَا الرِّجالُ وَالنِّساءُ ، فَلَمَّا انتَهَيتُ إلَيها قُلتُ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، ما بالُكِ تَصرُخينَ وتَغوثينَ ؟ فَلَم تُجِبني ، وأقبَلَت عَلَى النِّسوَةِ الهاشِمِيّاتِ ، وقالَت : يا بَناتِ عَبدِ المُطَّلِبِ ، أسعِدنَني[3] وَابكينَ مَعي ، فَقَد - وَاللَّهِ - قُتِلَ سَيِّدُكُنَّ وسَيِّدُ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ، قَد - وَاللَّهِ - قُتِلَ سِبطُ رَسولِ اللَّهِ ورَيحانَتُهُ الحُسَينُ عليه السلام . فَقيلَ : يا اُمَّ المُؤمِنينَ ، ومِن أينَ عَلِمتِ ذلِكِ ؟ قالَت : رَأَيتُ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله فِي المَنامِ السّاعَةَ شَعِثاً مَذعوراً ، فَسَأَلتُهُ عَن شَأنِهِ ذلِكَ ، فَقالَ : «قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ وأهلُ بَيتِهِ اليَومَ ، فَدَفَنتُهُم ، وَالسّاعَةَ فَرَغتُ مِن دَفنِهِم» . قالَت : فَقُمتُ حَتّى دَخَلتُ البَيتَ وأنَا لا أكادُ أن أعقِلَ ، فَنَظَرتُ فَإِذا بِتُربَةِ الحُسَينِ عليه السلام الَّتي أتى بِها جَبرَئيلُ مِن كَربَلاءَ ، فَقالَ : إذا صارَت هذِهِ التُّربَةُ دَماً فَقَد قُتِلَ ابنُكِ ، وأعطانيهَا النَّبِيُّ صلى اللَّه عليه وآله ، فَقالَ : «اِجعَلي هذِهِ التُّربَةَ في زُجاجَةٍ - أو قالَ : في قارورَةٍ - وَلتَكُن عِندَكِ ، فَإِذا صارَت دَماً عَبيطاً فَقَد قُتِلَ الحُسَينُ» ، فَرَأَيتُ القارورَةَ الآنَ وقَد صارَت دَماً عَبيطاً تَفورُ . قالَ : وأخَذَت اُمُّ سَلَمَةَ مِن ذلِكَ الدَّمِ ، فَلَطَّخَت بِهِ وَجهَها ، وجَعَلَت ذلِكَ اليَومَ مَأتَماً ومَناحَةً عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَجاءَتِ الرُّكبانِ بِخَبَرِهِ ، وأنَّهُ قَد قُتِلَ في ذلِكَ اليَومِ . الأمالي للطوسي : ص 315 ح 640 .
[1] إسعاد النساء في المناحات : تقوم المرأة ، فتقوم معها اُخرى من جاراتها ، فتساعدها على النياحة (النهاية : ج 2 ص 366 «سعد») .
5- مثير الأحزان عن عائشة : دَخَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه وآله وهُوَ غُلامٌ يَدرُجُ[1] . فَقالَ : أي عائِشَةُ ! ألا اُعَجِّبُكِ ؟ لَقَد دَخَلَ عَلَيَّ آنِفاً مَلَكٌ ما دَخَلَ عَلَيَّ قَطُّ ، فَقالَ : «إنَّ ابنَكَ هذا مَقتولٌ ، وإن شِئتَ أرَيتُكَ مِن تُربَتِهِ الَّتي يُقتَلُ بِها» ، فَتَناوَلَ تُراباً أحمَرَ ، فَأَخَذَتهُ اُمُّ سَلَمَةَ ، فَخَزَنَتهُ في قارورَةٍ ، فَأَخرَجَتهُ يَومَ قُتِلَ وهُوَ دَمٌ . مثير الأحزان : ص 17 .
[1] دَرَجَ الصَّبيُّ : مشى قليلاً في أوّل ما يمشي (مجمع البحرين : ج 1 ص 585 «درج») .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق