الأحد، 31 يوليو 2022

خروج الامام الحسين (عليه السلام) من مكة إلى العراق وخطبته

 إرادة الخروج وخطبته (عليه السلام)

 ابن نما:
ولما أراد الخروج من مكة، طاف وسعى وأحل من إحرامه وجعل حجه عمرة؛ لأنه لم يتمكن من إتمام الحج مخافة أن يقبض عليه.  مثير الأحزان:38.

وروي أنه (عليه السلام) لما عزم على الخروج إلى العراق، قام خطيبا فقال: الحمد لله وما شاء الله، ولا قوة إلا بالله، [وصلى الله على رسوله]، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء، فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا، لا محيص عن يوم، خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحمته، وهي مجموعة له في حظيرة القدس، تقر بهم عينه، وينجز بهم وعده، من كان باذلا فينا مهجته، وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء الله [تعالى]. اللهوف: 26.

السيد ابن طاووس:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سار محمد بن الحنفية إلى الحسين (عليه السلام) في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة فقال: يا أخي! إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنك أعز من في الحرم وأمنعه.
فقال (عليه السلام): يا أخي! قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت.
فقال له ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فسر إلى اليمن، أو بعض نواحي البر، فإنك أمنع الناس به ولا يقدر عليك أحد.
فقال (عليه السلام): أنظر فيما قلت. فلما كان السحر ارتحل الحسين (عليه السلام)، فبلغ ذلك ابن الحنفية، فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها فقال له: يا أخي! ألم تعدني النظر فيما سألتك، قال (عليه السلام): بلى.
قال: فما حداك على الخروج عاجلا.
فقال (عليه السلام): أتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ما فارقتك، فقال: يا حسين (عليه السلام)! اخرج فإن الله، قد شاء أن يراك قتيلا.
فقال له ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون! فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال؟!
فقال له: قد قال لي: إن الله قد شاء أن يريهن سبايا وسلم عليه ومضى. اللهوف: 27.

وفي رواية أخرى قال (عليه السلام): يا أخي! لو كنت في بطن صخرة لاستخرجوني منها فيقتلوني! ثم قال له الحسين: يا أخي! سأنظر فيما قلت.ينابيع المودة: 404.

وقد روي بأسانيد أنه لما منعه (عليه السلام) محمد بن الحنفية عن الخروج إلى الكوفة قال: والله، يا أخي! لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض، لاستخرجوني منه حتى يقتلوني. المنتخب للطريحي: 424.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به

   وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به    1 -  عن صفوان بن مهران قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما المؤمن الذي إذا غضب ل...