كيفيّة الأَذان والإِقامة ، وعدد فصولهما ، وجملة من أحكامهما
14 - عن الفضل بن شاذان فيما ذكره من العلل عن الرضا عليهالسلام ، أنّه قال : إنّما اُمر الناس بالأَذان لعلل كثيرة ، منها أن يكون تذكيراً للناس [1] ، وتنبيهاً للغافل [2] ، وتعريفاً لمن جهل الوقت واشتغل عنه ، ويكون المؤذّن بذلك داعياً الى عبادة الخالق ، ومرغباً فيهما ، مقرّاً له بالتوحيد ، مجاهراً [3] بالإِيمان ، معلناً بالإِسلام ، مؤذناً لمن ينساها ، وإنما يقال له : مؤذّن لأنّه يؤذّن بالأَذان بالصلاة ، وإنّما بدأ فيه بالتكبير وختم بالتهليل لأنّ الله عزّ وجلّ أراد أن يكون الإِبتداء بذكره واسمه ، واسم الله في التكبير في أوّل الحرف ، وفي التهليل في آخره ، وإنّما جعل مثنى مثنى ليكون تكراراً في آذان المستمعين ، مؤكّداً عليهم ، إن سها أحد عن الأَوّل لم يسه عن الثاني ، ولأَنّ الصلاة ركعتان ركعتان ، فلذلك جعل الأَذان مثنى مثنى ، وجعل التكبير في أوّل الأَذان أربعاً ، لأَن أوّل الأذان إنما يبدو غفلة ، وليس قبله كلام ينبه المستمع له ، فجعل الأَوليان [4] تنبيهاً للمستمعين لما بعده في الأَذان ، وجعل بعد التكبيرالشهادتان ، لأَن أوّل الإِيمان هو التوحيد والإِقرار لله بالوحدانية ، والثاني [5] الإِقرار للرسول بالرسالة ، وأنّ طاعتهما ومعرفتهما مقرونتان ، ولأنّ أصل الإِيمان إنما هو الشهادتان ، فجعل شهادتين شهادتين ، كما جعل في سائر الحقوق شاهدان ، فاذا أقرّ العبد لله عزّ وجلّ بالوحدانيّة ، وأقرّ للرسول صلىاللهعليهوآله بالرسالة فقد أقرّ بجملة الإِيمان ، لأنّ أصل الإِيمان إنّما هو الإِقرار [6] بالله وبرسوله ، وإنّما جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى الصلاة لأنّ الأَذان إنّما وضع لموضع الصلاة ، وإنّما هو نداء الى الصلاة في وسط الأَذان ، ودعاء إلى الفلاح وإلى خير العمل ، وجعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه. الفقيه 1 : 195 / 915. [1] في علل الشرائع : للساهي ـ هامش المخطوط ـ.
[2] في المصدر : للغافلين.
[3] في المصدر ، وفي نسخة في هامش المخطوط : مجاهداً.
[4] في المصدر : الأولتان.
[5] « الثاني » : في نسخة ـ هامش المخطوط ـ.
[6] « الاقرار » : في نسخة ـ هامش المخطوط ـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق