الأربعاء، 9 أكتوبر 2024

العلل التي من أجلها صارالأذان

  كيفيّة الأَذان والإِقامة ، وعدد فصولهما ، وجملة من أحكامهما

14 - عن الفضل بن شاذان فيما ذكره من العلل  عن الرضا عليه‌السلام ، أنّه قال : إنّما اُمر الناس بالأَذان لعلل كثيرة ، منها أن يكون تذكيراً للناس [1] ، وتنبيهاً للغافل [2] ، وتعريفاً لمن جهل الوقت واشتغل عنه ، ويكون المؤذّن بذلك داعياً الى عبادة الخالق ، ومرغباً فيهما ، مقرّاً له بالتوحيد ، مجاهراً [3] بالإِيمان ، معلناً بالإِسلام ، مؤذناً لمن ينساها ، وإنما يقال له : مؤذّن لأنّه يؤذّن بالأَذان بالصلاة ، وإنّما بدأ فيه بالتكبير وختم بالتهليل لأنّ الله عزّ وجلّ أراد أن يكون الإِبتداء بذكره واسمه ، واسم الله في التكبير في أوّل الحرف ، وفي التهليل في آخره ، وإنّما جعل مثنى مثنى ليكون تكراراً في آذان المستمعين ، مؤكّداً عليهم ، إن سها أحد عن الأَوّل لم يسه عن الثاني ، ولأَنّ الصلاة ركعتان ركعتان ، فلذلك جعل الأَذان مثنى مثنى ، وجعل التكبير في أوّل الأَذان أربعاً ، لأَن أوّل الأذان إنما يبدو غفلة ، وليس قبله كلام ينبه المستمع له ، فجعل الأَوليان [4] تنبيهاً للمستمعين لما بعده في الأَذان ، وجعل بعد التكبيرالشهادتان ، لأَن أوّل الإِيمان هو التوحيد والإِقرار لله بالوحدانية ، والثاني [5] الإِقرار للرسول بالرسالة ، وأنّ طاعتهما ومعرفتهما مقرونتان ، ولأنّ أصل الإِيمان إنما هو الشهادتان ، فجعل شهادتين شهادتين ، كما جعل في سائر الحقوق شاهدان ، فاذا أقرّ العبد لله عزّ وجلّ بالوحدانيّة ، وأقرّ للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بالرسالة فقد أقرّ بجملة الإِيمان ، لأنّ أصل الإِيمان إنّما هو الإِقرار [6] بالله وبرسوله ، وإنّما جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى الصلاة لأنّ الأَذان إنّما وضع لموضع الصلاة ، وإنّما هو نداء الى الصلاة في وسط الأَذان ، ودعاء إلى الفلاح وإلى خير العمل ، وجعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه.  الفقيه 1 : 195 / 915. 
 [1] في علل الشرائع : للساهي ـ هامش المخطوط ـ. 
 [2] في المصدر : للغافلين.
 [3] في المصدر ، وفي نسخة في هامش المخطوط : مجاهداً. 
 [4] في المصدر : الأولتان.
[5] « الثاني » : في نسخة ـ هامش المخطوط ـ. 
 [6] « الاقرار » : في نسخة ـ هامش المخطوط ـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة لأبي جهل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة وفيها الكرامات والمعاجز

رسالة لأبي جهل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة رسالة لأبي جهل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدي...