حكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام حرف الألف بألف الإستفتاح.
1 ألا منتبه من رقدته قبل حين منيّته.
2 ألا مستيقظ من غفلته قبل نفاد مدّته.
3 ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه.
4 ألا مستعدّ للقاء ربّه قبل زهوق نفسه.
5 ألا متزوّد لآخرته قبل أزوف رحلته.
6 ألا تائب من خطيئته قبل حضور منيّته.
7 ألا إنّ أبصر الأبصار من نفذ فى الخير طرفه.
8 ألا إنّ أسمع الأسماع من وعى التّذكير و قبله.
9 ألا إنّ إعطاء هذا المال فى غير حقّه تبذير و إسراف.
10 ألا و إنّ القناعة و غلبة الشّهوة من أكبرالعفاف.
11 ألا و إنّى لم أر كالجنّة نام طالبها و لا كالنّار نام هاربها.
12 ألا و إنّ الدّنيا دار لا يسلم منها إلّا بالزّهد فيها و لا ينجى منها بشىء كان لها.
13 ألا حرّ يدع هذه اللّمّاظة لأهلها.
14 ألا إنّه ليس لأنفسكم ثمن إلّا الجنّة فلا تبيعوها إلّا بها.
15 ألا و إنّ الدّنيا قد تصرّمت و آذنت بانقضاء و تنكّر معروفها و صار جديدها رثّا و سمينها غثّا ألا و إنّ الدّنيا قد ولّت حذّاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء إصطبّها صابّها ألا و إنّ الآخرة قد أقبلت و لكلّ منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدّنيا فإنّ كل ولد سيلحق بأمّه يوم القيامة و إنّ اليوم عمل و لا حساب و غدا حساب و لا عمل.
16 ألا و إنّ أخوف ما أخاف عليكم إتّباع الهوى و طول الأمل.
17 ألا و إنّ من لا ينفعه الحقّ يضرّه الباطل و من لا يستقم به الهدى يجرّ به الضّلال إلى الرّدى.
18 ألا و ما يصنع بالدّنيا من خلق للأخرة و ما يصنع بالمال من عمّا قليل يسلبه و يبقى عليه حسابه و تبعته.
19 ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها و أعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة.
20 ألا و إنّ الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها و خلعت لجمها فأوردتهم النّار.
21 ألا و إنّ اليوم المضمار و غدا السّباق و السّبقة الجنّة و الغاية النّار.
22 ألا و انّكم فى أيّام أمل من ورائه أجل فمن عمل فى أيّام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله و لم يضرره أجله.
23 ألا و إنّ اللّسان بضعة من الإنسان فلا يسعده القول إذا امتنع و لا يمهله النّطق إذا اتّسع و إنّا لأمراء الكلام و فينا تشبّثت فروعه و علينا تهدّلت أغصانه.
24 ألا و إنّ من البلاء ألفاقة و أشدّ من الفاقة مرض البدن و أشدّ من مرض البدن مرض القلب.
25 ألا و إنّ من النّعم سعة المال و أفضل من سعة المال صحّة البدن و أفضل من صحّة البدن تقوى القلب.
26 ألا و إنّ من تورّط فى الأمور من غير نظر في العواقب فقد تعرّض لمفدحات النّوائب.
27 ألا و إنّ اللّبيب من استقبل وجوه الآراء بفكر صائب و نظر في العواقب.
28 ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالّذي لايزيده إن أمسكه و لا ينقصه إن أنفقه.
29 ألا و إنّ اللّسان الصّادق يجعله اللّه للمرء في النّاس خير من المال يورثه من لا يحمده.
30 ألا و انّه قد أدبر من الدّنيا ما كان مقبلا و أقبل منها ما كان مدبرا و ازمع الترحال عباد اللّه الأخيار و باعوا قليلا من الدّنيا لا يبقى بكثير من الأخرة لا يفنى.
31 ألا و قد أمرتم بالظّعن و دللتم على الزّاد فتزوّدوا من الدّنيا ما تحرزون به أنفسكم غدا.
32 ألا و إنّ الجهاد ثمن الجنّة فمن جاهد نفسه ملكها و هي اكرم ثواب اللّه لمن عرفها.
33 ألا و إنّ شرايع الدّين واحدة و سبله قاصدة فمن أخذ بها لحق و غنم و من وقف عنها ضلّ و ندم.
34 ألا و إنّ أهل البيت أبواب الحلم و أنوار الظّلم و ضياء الأمم.
35 ألا لا يستحينّ من لا يعلم أن يتعلّم فإنّ قيمة كلّ امرىء ما يعلم.
36 ألا لا يستقبحنّ من سئل عمّا لا يعلم أن يقول لا أعلم.
37 ألا فاعملوا و الألسن مطلقة و الأبدان صحيحة و الأعضاء لدنة و المنقلب فسيح و المجال عريض قبل ازهاق الفوت و حلول الموت فحقّقوا عليكم حلوله و لا تنتظروا قدومه.
38 ألا و قد أمرني اللّه بقتال أهل النّكث و البغي و الفساد في الأرض فأمّا النّاكثون فقد قاتلت و أمّا القاسطون فقد جاهدت و أمّا المارقة فقد دوّخت و أمّا شّيطان الرّدهة فإنّي كفيته بصعقة سمعت لها وجيب قلبه و رجّة صدره.
39 ألا و إنّ الظّلم ثلاثة فظلم لا يغفر و ظلم لا يترك و ظلم مغفور لا يطلب فأمّا الظّلم الذّى لا يغفر فالشّرك باللّه لقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ* و أمّا الظّلم الّذى يغفر فظلم المرء نفسه عند بعض الهنات و أمّا الظّلم الّذى لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا العقاب هنالك شديد ليس جرحا بالمدى و لا ضربا بالسّياط و لكنّه ما يستصغر ذلك معه.
40 ألا فاعملوا عباد اللّه و الخناق مهمل و الرّوح مرسل في فينة الإرشاد و راحة الأجساد و مهل البقيّة و أنف المشيّة و انظار التّوبة و إنفساح الجنّة قبل الضّنك و المضيق و الرّدع و الزّهوق قبل قدوم الغائب المنتظر و أخذة العزيز المقتدر.
غرر الحكم و درر الكلم: ج 1 ص 176-180 الفصل السادس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق