صفة وضوء أمير المؤمنين عليه السلام
قال الصادق عليه السلام : بينا أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم جالس مع محمد بن الحنفية إذ قال [ له ] : يا محمد ائتني بإناء من ماء أتوضأ للصلاة فأتاه محمد بالماء فأكفا [1] بيده اليمنى على يده اليسرى [2] ثم قال :« بسم الله وبالله والحمد لله [3] الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا »
قال : ثم استنجى ، فقال :
« اللهم حصن فرجي واعفه ، واستر عورتي وحرمني على النار » [4].
قال : ثم تمضمض فقال :
« اللهم لقني حجتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكرك وشكرك » [5].
ثم استنشق فقال :
« اللهم لا تحرم علي ريح الجنة ، واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها » [6].
قال : ثم غسل وجهه فقال :
« اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه » [7].
ثم غسل يده اليمنى فقال :
« اللهم أعطني كتابي بيميني ، والخلد في الجنان بيساري [8] وحاسبني حسابا يسيرا ».
ثم غسل يده اليسرى فقال :
« اللهم لا تعطني كتابي بيساري ، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي ، وأعوذ بك [ ربي ] من مقطعات النيران ». [9]
ثم مسح رأسه فقال :
« اللهم غشني برحمتك وبركاتك وعفوك » [10]
ثم مسح رجليه فقال :
« اللهم ثبتني على الصراط يوم تزل فيه الاقدام ، واجعل سعيي فيما يرضيك عني [ يا ذا الجلال والاكرام ] [11].
ثم رفع رأسه فنظر إلى محمد فقال : يا محمد من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولي خلق الله تبارك وتعالى من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره ، فيكتب الله عز وجل ثواب ذلك له إلى يوم القيامة » [12].
المصدر من لا يحضره الفقيه :ج1 ص 41-42.
[1] في بعض النسخ « فأكفاه » كما في التهذيب.
[2] كذا في الكافي ولكن في التهذيب « بيده اليسرى على يده اليمنى ».
[3] في التهذيب « بسم الله والحمد لله » وفى الكافي ابتدأ بالحمد دون ذكر البسملة.
[4] المراد بتحصين الفرج ستره وصونه عن الحرام ، وعطف الاعفاف عليه تفسيري ، وعطف ستر العورة عليه من قبيل عطف العام على الخاص فان العورة في اللغة كلما يستحيي منه. ( شرح الأربعين للشيخ البهائي )
[5] قدم في الكافي الاستنشاق عليه المضمضة وقال في دعائه « اللهم أنطق لساني بذكرك واجعلني ممن ترضى عنه » وفى بعض نسخ الكتاب « لساني بذكراك ».
[6] في الكافي « ريحها وطيبها وريحانها ».
[7] بياض الوجه وسواده اما على حقيقتهما أو كنايتان عن بهجة السرور كآبة الحزن. و إضافة « ال » بالوجوه الظاهر كونها سهوا من الراوي ولا يلائم الآية « يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ».
[8] يعنى براة الخلد في الجنان فحذف المضاف والباء للظرفية. وقيل فيه وجوها اخر راجع شرح الأربعين للبهائي رحمهالله ذيل الحديث الخامس.
[9] المقطعات أثواب قطعت كالقميص دون مثل الردا ، ولما كان الأول أشمل للبدن كان العذاب به أكثر ، وهو مأخوذ من قوله تعالى : « قطعت لهم ثياب من نار ». ( مراد ) والمحكى عن بعض اللغويين المقطعات جمع لا واحد له من لفظه وواحدها ثوب.
[10] « غشني » بالمعجمات وتشديد الشين أي أعطني بها واجعلها شاملة لي.
[11] ما بين القوسين ليس في بعض النسخ ولا في الكافي والتهذيب.
[12] قوله « إلى يوم القيامة » ليس في الكافي ، ويمكن أن يكون متعلقا بيكتب أو بخلق أو بهما وبالأفعال الخمسة على سبيل التنازع وهو الأظهر. (م ت)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق