ما جمع من جوامع كلم أمير المؤمنين صلى الله عليه وعلى ذريته
1-قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من كنوز الجنة البر وإخفاء العمل والصبر على الرزايا وكتمان المصائب.
2- ـ وقال عليهالسلام : حسن الخلق خير قرين ، وعنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه.
3 ـ وقال عليهالسلام : الزاهد في الدنيا من لم يغلب الحرام صبره ، ولم يشغل الحلال شكره.
4 ـ وكتب عليهالسلام : إلى عبدالله بن عباس : أما بعد فإن المرء يسره درك مالم يكن ليفوته ، ويسوؤه فوت مالم يكن ليدركه ، فليكن سرورك بمانلته من آخرتك ، وليكن أسفك على مافاتك منها. ومانلته من الدنيا فلا تكثرن به فرحا ، ومافاتك منها فلا تأسفن عليه حزنا ، وليكن همك فيما بعد الموت.
5 ـ وقال عليهالسلام : في ذم الدنيا : أولها عناء وآخرها فناء ، في حلالها حساب وفي حرامها عقاب. من صح فيها أمن ، ومن مرض فيها ندم ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ، من ساعاها فاتته ومن قعد عنها أتته ، ومن نظر إليها أعمته ، ومن نظر بها بصرته.
6 ـ وقال عليهالسلام : احبب حبيبك هوناما عسى أن يعصيك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
7 ـ وقال عليهالسلام : لاغنى مثل العقل ، ولا فقر أشد من الجهل.
8 ـ وقال عليهالسلام : قيمة كل امرء ما يحسن.
9 ـ وقال عليهالسلام : قرنت الهيبة بالخيبة . والحياء بالحرمان. والحكمة ضالة المؤمن فليطلبها ولو في أيدي أهل الشر.
10 ـ وقال عليهالسلام : لو أن حملة العلم حملوه بحقه لاحبهم الله وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا ، فمقتهم الله وهانوا على الناس.
11 ـ وقال عليهالسلام : أفضل العبادة الصبر ، والصمت ، وانتظار الفرج.
12 ـ وقال عليهالسلام : إن للنكبات غايات لابد أن تنتهي إليها ، فإذا حكم على أحدكم بها فليطأ طألها ويصبر حتى تجوز (٢) فإن إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها.
13 ـ وقال عليهالسلام للاشتر : يا مالك احفظ عني هذا الكلام وعه. يا مالك بخس مروته من ضعف يقينه. وأزرى بنفسه من استشعر الطمع ورضي [ ب ] الذل من كشف [ عن ] ضره. وهانت عليه نفسه من اطلع على سره. وأهلكها من أمر عليه لسانه. الشره جزار الخطر ، من أهوى إلى متفاوت خذلته الرغبة البخل عار ، والجبن منقصة ، والورع جنة ، والشكر ثروة ، والصبر شجاعة والمقل غريب في بلده ، والفقر يخرس الفطن عن حجته ، ونعم القرين الرضى ، الادب حلل جدد ، ومرتبة الرجل عقله ، وصدره خزانة سره والتثبت حزم ، والفكر مرآه صافية ، والحلم سجية فاضلة ، والصدقة دواء منجح ، وأعمال القوم في عاجلهم نصب أعينهم في آجلهم ، والاعتبار تدبر صلح ، والبشاشة فخ المودة.
14 ـ وقال عليهالسلام : الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد ، فمن لا صبر له لا إيمان له.
15 ـ وقال عليهالسلام : أنتم في مهل ، من ورائه أجل ، ومعكم أمل يعترض دون العمل ، فاغتنموا المهل ، وبادروا الاجل ، وكذبوا الامل ، وتزودوا من العمل ، هل من خلاص؟ أو مناص؟ أو فرار؟ أو مجاز؟ أو معاذ؟ أو ملاذ؟ أولا؟ فأنى تؤفكون.
16 ـ وقال عليهالسلام : اوصيكم بتقوى الله فإنها غبطة للطالب الراجي ، وثقة للهارب اللاجي ، استشعروا التقوى شعارا باطنا ، واذكروا الله ذكرا خالصا تحيوا به أفضل الحياة ، وتسلكوا به طرق النجاة ، وانظروا إلى الدنيا نظر الزاهد المفارق ، فإنها تزيل الثاوي الساكن . وتفجع المترف الامن ، لا يرجى منها ماولى فأدبر ، ولا يدرى ما هو آت منها فيستنظر وصل الرخاء منها بالبلاء ، والبقاء منها إلى الفناء ، سرورها مشوب بالحزن ، والبقاء منها إلى الضعف والوهن.
17 ـ وقال عليهالسلام : إن الخيلاء من التجبر ، والتجبر من النخوة ، والنخوة من التكبر ، وإن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل ، إن المسلم أخ المسلم
فلا تخاذلوا ولا تنابزوا فإن شرايع الدين واحدة ، وسبله قاصدة ، فمن أخذ بها لحق ، ومن فارقها محق ، ومن تركها مرق . ليس المسلم بالكذوب إذا نطق ولا بالمخلف إذا وعد ، ولا بالخائن إذا ائتمن.
18 ـ وقال عليهالسلام : العقل خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والرفق والده ، واللين أخوه. ولا بد للعاقل من ثلاث : أن ينظر في شأنه ، ويحفظ لسانه ، ويعرف زمانه ، ألا وإن من البلاء الفاقة ، وأشد من الفافة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب ، ألا وإن من النعم سعة المال ، وأفضل من سعة المال صحة البدن ، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب.
19 ـ وقال عليهالسلام : إن للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يناجي فيها ربه ، و ساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل. و ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث : مرمة لمعاشه وخطوة لمعاده أو لذة في غير محرم.
20 ـ وقال عليهالسلام : كم مستدرج بالاحسان إليه وكم من مغرور بالستر عليه ، وكم من مفتون بحسن القول فيه ، وما ابتلى الله عبدا بمثل الاملاء له .
قال الله عزوجل : « إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا» (1).
(1) سورة آل عمران : ١٧٨.
21 ـ وقال عليهالسلام : ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم يكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء عزك.
22 ـ وقال عليهالسلام : لا تغضبوا ، ولا تعضبوا افشوا السلام ، وأطيبوا الكلام.
23 ـ وقال عليهالسلام : الكريم يلين إذا استعطف واللئيم يقسوا إذا ألطف.
24ـ وقال عليهالسلام ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يرخص الناس في معاصي الله ، ولم يقنطهم من رحمة الله ، ولم يؤمنهم من مكرالله ، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى ماسواه ، ولا خير في عبادة ليس فيها نفقه ، ولا خير في علم ليس فيه تفكر ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر.
25 ـ وقال عليهالسلام : إن الله إذا جمع الناس نادى فيهم مناد أيها الناس إن أقربكم اليوم من الله أشدكم منه خوفا ، وإن أحبكم إلى الله أحسنكم له عملا وإن أفضلكم عنده منصبا أعملكم فيما عنده رغبة ، وإن أكركم عليه أتقاكم.
26 ـ وقال عليهالسلام : عجبت لاقوام يحتمون الطعام مخافة الاذى كيف لا يحتمون الذنوب مخافة النار؟ وعجبت ممن يشتري المماليك بماله كيف لا يشتري الاحرار بمعروفه فيملكهم؟ ثم قال : إن الخير والشر لا يعرفان إلا بالناس ، فاذا أردت أن تعرف الخير فاعمل الخير تعرف أهله ، وإذا أردت أن تعرف الشر فاعمل الشر تعرف أهله.
27 ـ وقال عليهالسلام : إنما أخشى عليكم اثنين : طول الامل ، واتباع الهوى أما طول الامل فينسي الاخرة ، وأما اتباع الهوى ، فانه يصد عن الحق.
28 ـ وسأله رجل بالبصرة عن الاخوان فقال : الاخوان صنفان : إخوان الثقة وإخوان المكاشرة ، فأما إخوان الثقة فهم الكهف والجناح والاهل والمال ، فإن كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك ويدك وصاف من صافاه وعاد من عاداه ، واكتم سره وعيبه ، وأظهر منه الحسن ، إعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريب الاحمر ، وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك فلا تقطعن منهم لذتك ، ولا تطلبن ماوراء ذلك من ضميرهم ، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان.
29 ـ وقال عليهالسلام : لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعدي صديقك.
30 ـ وقال عليهالسلام : لا تصرم أخاك على ارتياب ولا تقطعه دون استعتاب .
31ـ وقال عليهالسلام : ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة ثلاثة : الفاجر والاحمق ، والكذاب. فأما الفاجر فيزين لك فعله ، ويحب أنك مثله ، ولا يعينك على أمر دينك ومعادك ، فمقارنته جفاء وقسوة ، ومدخله عار عليك . وأما ألاحمق فإنه لا يشير عليك بخير ، ولا يرجه لصرف السوء عنك ولو جهد نفسه وربما أراد نفعك فضرك ، فموته خير من حياته ، وسكوته خير من نطقه ، و بعده خير من قربه. وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش ، ينقل حديثك و ينقل إليك الحديث ، كلما أقنى أحدوثة مطاها باخرى مثلها
حتى أنه يحدث بالصدق فلا يصدق ، يغري بين الناس بالعداوة فيثبت الشحناء في الصدور. فاتقوا الله وانظروا لانفسكم.
32 ـ وقال عليهالسلام : لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تجمد كرمه ولكن انتفع بعقله واحترس من سيئ أخلاقه ، ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ، ولكن انتفع بكرمه بعقلك ، وافرر الفرار كله من اللئيم الاحمق.
33 ـ وقال عليهالسلام : الصبر ثلاثة : الصبر على المصيبة ، والصبر على الطاعة والصبر عن المعصية.
34 ـ وقال عليهالسلام : من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا ، قيل : وما هن؟ قال : العجلة ، واللجاجة ، والعجب والتواني.
35ـ وقال عليهالسلام : الاعمال ثلاثة : فرائض وفضائل ومعاصي ، فأما الفرائض فبأمر الله ومشيئته وبرضاه وبعلمه وقدره ، يعملها العبد فينجو من الله بها. وأما الفضائل فليس بأمر الله لكن بمشيئته وبرضاه وبعلمه وبقدره ، يعملها العبد فيثاب عليها. وأما المعاصي فليس بأمر الله ولا بمشيئته ولا برضاه ، لكن بعلمه وبقدره يقدرها لوقتها فيفعلها العبد باختياره فيعاقبه الله عليها ، لانه قدنهاه عنها فلم ينته.
36ـ وقال عليهالسلام : يا أيها الناس إن لله في كل نعمة حقا ، فمن أداه زاده ومن قصر عنه خاطر بزوال النعمة وتعجل العقوبة ، فليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم من الذنوب فرقين (1).(1) «وجلين» أى خائفين. «فرفين» أى فزعين.
37 ـ وقال عليهالسلام : من ضيق عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك حسن نظر
37 ـ وقال عليهالسلام : من ضيق عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك حسن نظر من الله [ له ] فقد ضيع مأمولا. ومن وسع عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك استدراج من الله فقد أمن مخوفا .
38 ـ وقال عليهالسلام : يا أيها الناس سلوا الله اليقين وارغبوا إليه في العافية فإن أجل النعم العافية ، وخير مادام في القلب اليقين ، والمغبون من غبن دينة والمغبوط من حسن يقينه.
39 ـ وقال عليهالسلام : لا يجد رجل طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
40 ـ وقال عليهالسلام : ما ابتلي المؤمن بشئ هو أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها ، قيل : وماهن؟ قال : المواساة في ذات يده ، والانصاف من نفسه ، وذكر الله كثيرا ، أما إني لا أقول لكم : سبحان الله والحمد لله ، ولكن ذكر الله عند ما أحل له ، وذكرالله عند ما حرم عليه.
41 ـ وقال عليهالسلام : من رضي من الدنيا بما يجزيه كان أيسر مافيه يكفيه ، و من لم يرض من الدنيا بما يجزيه لم يكن فيها شئ يكفيه.
42 ـ وقال عليهالسلام : المنية لا الدنية ، والتجلد لا التبلد والدهر يومان : فيوم لك ويوم عليك ، فإذا كان لك فلا تبطر ، وإذا كان عليك فلا تحزن ، فبكليهما ستختبر.
43 ـ وقال عليهالسلام : أفضل على من شئت يكن أسيرك.
44 ـ وقال عليهالسلام : ليس من أخلاق المؤمن الملق ولا الحسد إلا في طلب العلم.
45ـ وقال عليهالسلام : أركان الكفر أربعة : الرغبة والرهبة والسخط والغضب.
46ـ وقال عليهالسلام : الصبر مفتاح الدرك. والنجح عقبى من صبر ولكل طالب حاجة وقت يحركه القدر.
47 ـ وقال عليهالسلام : اللسان معيار ، أطاشة الجهل وأرجحه العقل.
48 ـ وقال عليهالسلام : من طلب شفاغيظ بغير حق أذاقه الله هوانا بحق. إن الله عدوا ماكره.
49 ـ من قال عليهالسلام : ماحار من استخار ، ولا ندم من استشار .
50 ـ وقال عليهالسلام : عمرت البلدان بحب الاوطان.
51 ـ وقال عليهالسلام : ثلاث من حافظ عليها سعد : إذا ظهرت عليك نعمة فأحمد الله ، وإذا أبطأعنك الرزق فاستغفر الله ، وإذا أصابتك شدة فأكثر من قول : «لا حول ولا قوة إلا بالله».
52ـ وقال عليهالسلام : العلم ثلاثة : الفقه للاديان ، والطب لابدان ، والنحو للسان.
53 ـ وقال عليهالسلام : حق الله في العسر الرضى والصبر ، وحقه في اليسر الحمد والشكر.
54- وقال عليهالسلام : ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة. وكم من شهوة ساعة قد أورثت حزنا طويلا. والموت فضح الدنيا ، فلم يترك لذي لب فيها فرحا ، ولا لعاقل لذة.
55 ـ وقال عليهالسلام : العلم قائد ، والعمل سائق ، والنفس حرون .
56 ـ وقال عليهالسلام : كن لما لاترجو أرجى منك لما ترجوا ، فإن موسى عليهالسلام
56 ـ وقال عليهالسلام : كن لما لاترجو أرجى منك لما ترجوا ، فإن موسى عليهالسلام خرج يقتبس لاهله نارا فكلمه الله ورجع نبيا. وخرت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان عليهالسلام. وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا مؤمنين.
57 ـ وقال عليهالسلام : الناس بامرائهم أشبه منهم بآبائهم.
58ـ وقال عليهالسلام : أيها الناس اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ، ولا بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه. الناس أبناء ما يحسنون ، وقدر كل امرء ما يحسن ، فتكلموا في العلم تبين أقداركم.
59 ـ وقال عليهالسلام : رحم الله امرء راغب ربه وتوكف ذنبه ، وكابر هواه ، وكذب مناه ، زم نفسه من التقوى بزمام ، وألجمها من خشية ربها بلجام ، فقادها إلى الطاعة بزمامها ، وقدعها عن المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد طرفه ، متوقعا في كل أوان حتفه ، دائم الفكر ، طويل السهر ، عزوفا عن الدنيا ، كدوحا لاخرته ، جعل الصبر مطية نجاته ، والتقوى عدة وفاته ، ودواء [ داء ] جواه ، فاعتبر وقاس ، فوتر الدنيا والناس ، يتعلم للتفقه والسداد ، قد وقر قلبه ذكر المعاد ، فطوى مهاده وهجر وساده ، قد عظمت فيما عندالله رغبته ، واشتدت منه رهبته ، يظهر دون مايكتم ، ويكتفي بأقل مما يعلم ، أولئك ودائع الله في بلاده المدفوع بهم عن عباده ، لو أقسم أحدهم على الله لابره ، آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
60ـ وقال عليهالسلام : وكل الرزق بالحمق ، ووكل الحرمان بالعقل ، ووكل البلاء بالصبر.
المصدر التحف : ص 88
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق