الأحد، 25 أغسطس 2024

كيفية التعزية لإهل الميت واستحباب الدعاء لأهل المصيبة بالخلف والتسلية

كيفية التعزية واستحباب الدعاء لأهل المصيبة
بالخلف والتسلية .

1- عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مر على امرأة وهي تبكي على ولدها ، فقال : « اصبري ايتها المرأة » فقالت : اذهب الى عملك ، فمضى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فقيل لها : هذا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فاتبعته فقالت : يا رسول الله انّي لم اعرفك فهل لي من اجر في مصيبتي ؟ فقال لها : « الاجر مع الصدمة الاولى ».
الجعفريات ص 207.

2 ـ القطب الراوندي في دعواته قال : جاء رجل من موالي أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فنظر اليه فقال ( عليه السلام ) : « ما لي اراك حزيناً » ؟ فقال : كان لي ابن قرة عين فمات ، فتمثل ( عليه السلام ) :
« عطيته اذا اعطى سرور
وان اخذ الذي اعطى اثابا

فأي النعمتين أعم شكرا
وأجزل في عواقبها ايابا

أنعمته التي أبدت سرورا
أو الأخرى التي ادخرت ثوابا »
وقال ( عليه السلام ) : « اذا اصابك من هذا شئ فافض من دموعك فإنها تسكن ». دعوات القطب الراوندي.

3-عن علي ( عليه السلام ) قال : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، اذا عزى قال : آجركم الله : « ورحمكم ، وإذا هنّأ قال : بارك الله لكم وبارك عليكم ». مسكن الفؤاد ص 117.

وروي انه توفّي لمعاذ ولد ، فاشتد وجده عليه ، فبلغ ذلك النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، فكتب اليه : « بسم الله الرحمن الرّحيم ، من محمد رسول الله ، الى معاذ : سلام عليك ، فاني احمد اليك  الله الذي لا اله إلا هو.
[ أمّا بعد ]  : اعظم  الله جل اسمه لك الاجر والهمك الصبر ، ورزقنا وإياك الشكر ، ان انفسنا وأهالينا وأموالنا  وأولادنا من مواهب الله الهنيئة وعواريها المستودعة  يمتع  بها إلى اجل معلوم  ويقبضها لوقت معدود  ، ثم افترض  علينا الشكر اذا اعطانا  ، والصبر اذا إبتلى  وقد  كان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة ، متعك الله به في غبطة وسرور ، وقبضه منك بأجر كثير : الصلاة والرحمة والهدى ـ ان صبرت واحتسبت ـ فلا تجمعن عليك مصيبتين ، فيحبط الله  أجرك ، وتندم على ما فاتك ، فلو قدمت على ثواب مصيبتك ، علمت أن المصيبة قد قصرت في جنب الله عن الثواب ، فتنجز من الله موعوده ، وليذهب أسفك على ما هو نازل بك مكان قدر .مستدرك الوسائل : ج 2 ص 353-354.

4-عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، انه قال : « لما قبض رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، اتاهم آت يسمعون صوته ولا يرون شخصه ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) [1] انّ في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، فالله فارجوا ، واياه فاعبدوا ، واعلموا ان المصاب من حرم الثواب ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فقيل لجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) من كنتم ترون المتكلم يا بن رسول الله ؟ فقال : كنا نراه جبرئيل ».دعائم الإِسلام ج 1 ص 222 .
[1] آل عمران 3 : 185.

5ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) انه قال : « لما هلك ابو سلمة جزعت عليه ام سلمة ، فقال لها النبي ( صلّى الله عليه وآله ) : قولي يا ام سلمة : اللهم اعظم اجري في مصيبتي وعوضني خيرا منه [1] ، قالت : واين لي مثل ابي سلمة يا رسول الله ؟ فأعاد عليها ، فقالت مثل قولها الأول ، فردّ [2] عليها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقالت في نفسها : أرد على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ثلاث مرات ، فقالت : فاخلف الله عليها خيرا من أبي سلمة ، رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ).
دعائم الإِسلام ج 1 ص 224 .
[1] في المصدر : منها.
[2] وفيه : فأعاد.

6- عن رفاعة النخاس ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : عزى أبو عبدالله ( عليه السلام ) (1) رجلا بابن له فقال : الله عز وجل خير لابنك منك ، وثواب الله خير لك من ابنك ، فلما بلغه  جزعه بعد عاد إليه فقال له : قد مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فمالك به أسوة ؟! فقال : إنه كان مراهقا (2) فقال : إن أمامه ثلاث خصال : شهادة أن لا إله إلا الله ، ورحمة الله ، وشفاعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله .وسائل الشيعة : ج 3 ص 217 .
(1) لعله الحسين ( عليه السلام ) ( منه قده ) .
(2) في نسخة : مرهقا ( هامش المخطوط ) .

7-عن ابن مهران (1) قال : كتب أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) إلى رجل : ذكرت مصيبتك بعلي ابنك ، وذكرت أنه كان أحب ولدك إليك ، وكذلك الله عز وجل إنما يأخذ من الوالد وغيره أزكى ما عند أهله ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة ، فأعظم الله أجرك وأحسن عزاك وربط على قلبك ، إنه قدير ، وعجل الله عليك بالخلف ، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله .
 الكافي 3 : 205 | 10 .
(1) في نسخة : مهزيار« هامش المخطوط » .

8 ـ محمد بن علي بن الحسين قال : اتى أبو عبدالله ( عليه السلام ) قوما قد اصيبوا بمصيبة ، فقال : جبر الله وهنكم وأحسن عزاكم ورحم متوفاكم ، ثم انصرف . الفقيه 1 : 110 | 506 .

9- قال امير المؤمنين ( عليه السلام ) يعزي قوما : « عليكم بالصبر ، فان به يأخذ الحازم ، واليه يرجع الجازع ».
اعلام الدين ص 95.

10- وعن الرضا ( عليه السلام ) انه قال للحسن بن سهل وقد عزاه بموت ولده : « التهنئة بآجل الثواب ، اولى من التعزية بعاجل [1] المصيبة ».اعلام الدين ص 98.
[1] في المصدر : على عاجل.

11-عن الرضا ( عليه السلام ) قال : « لما قبض رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، جاء الخضر ( عليه السلام ) فوقف على باب البيت ، وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، ورسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قد سجّي بثوب [1] ، فقال : السلام عليكم يا أهل البيت ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) [2] انّ في الله خلفاً من كل هالك ، وعزاء من كل مصيبة ، ودركاً [3] من كل فائت ، فتوكلوا عليه وثقوا به ، واستغفروا الله لي ولكم.

فقال امير المؤمنين ( عليه السلام ) : هذا اخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم ». كمال الدين ص391 ح 5.
[1] في المصدر : بثوبه.
[2] آل عمران 3 : 185.
[3] الدرك : إدراك الحاجة والطلبة ( لسان العرب ج 10 ص 419 ).

12 ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) : « قال تعزية المسلم للمسلم الذي يعزيه [1] ، استرجاع عنده وتذكرة للموت وما بعده ، ونحو هذا من الكلام ».
قال : « وكذلك الذمي اذا كان لك جارا فاصيب بمصيبة ، تقول له ايضا مثل ذلك ، وان عزاك عن ميت فقل : هداك الله ».
دعائم الإِسلام ج 1 ص 224 .
[1] في المصدر : بقرينة الذميّ ، بدل : الذي يعزّيه.

13-عن الرضا ، عن ابيه ( عليهما السلام ) ـ قال : « امرني ابي ـ يعني : ابا عبد الله ( عليه السلام ) ، ان آتي المفضل بن عمر فأعزيه بإسماعيل ، وقال : اقرىء المفضل السلام وقل له : اصبنا [1] بإسماعيل فصبرنا ، فاصبر كما صبرنا ، اذا اردنا امرا واراد الله امرا ، سلمنا [2] لامر الله ».مشكاة الأنوار ص20.
[1] في المصدر : إنّا أصبنا.
[2] وفيه : سلمناه.

14- قال امير المؤمنين ( عليه السلام ) وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له : « يا اشعث ! ان تحزن على ابنك ، فقد استحقت ذلك منك الرحم ، وإن تصبر ففي الله من كل مصيبة خلف ، يا أشعث ! إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور ، وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور [1] ، سرك وهو بلاء وفتنة ، وحزنك وهو ثواب ورحمة ». نهج البلاغة ج 3 ص224 ح 291.

[1] الوزر : الذنب لثقله ، رجل موزور : غير مأجور ، وقد قيل : مأزور ( لسان العرب ـ وزر ـ ج 5 ص238 ).

15ـ وفيه : وعزى امير المؤمنين ( عليه السلام ) قوما عن ميت مات لهم فقال : « ان هذا الامر ليس بكم بدأ ولا اليكم انتهى ، وقد كان صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض سفراته ، فان قدم عليكم والا قدمتم عليه ». نهج البلاغة ج 3 ص 237 ح 357.

وفي خبر آخر ـ انه قال للأشعث بن قيس معزيا : « ان صبرت صبر الاكارم ، والا سلوت سلوّ البهائم ».

16-عن يحيى بن أبي يعلى قال : سمعت عبد الله بن جعفر ، والشهيد في مسكن الفؤاد [1] عنه ـ واللفظ للأول ـ يقول : انا أحفظ حين دخل النبي ( صلّى الله عليه وآله ) على اُمي ، فنعى إليها أبي ، فانظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي ، وعيناه تهراقان بالدمع حتى قطرت لحيته ، ثم قال : « اللهم ان جعفرا قدم إلى أحسن الثواب ، فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحدا من عبادك في ذريته » ، الخبر.الدرجات الرفيعة ص 76.
[1] مسكن الفؤاد ص106.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التقوى وأثرها في تحقيق السعادة والاستقلالية

وجوب تقوى الله  1 ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن ع...