الاثنين، 21 أكتوبر 2024

قصة - الصدقة بالمال الحرام مع العلم بصاحبه

الصدقة بالمال الحرام مع العلم بصاحبه

عن الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه ، عن الصادق ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : إن من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة (1) تعظمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني ، فرأيته قد أحدق به خلق كثير من غثاء العامة ، فما زال يراوغهم حتى فارقهم ولم يقر ، فتبعته فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة فتعجبت منه ، ثم قلت في نفسي : لعله معاملة ، ثم مر بعده بصاحب رمان فما زال به حتى تغفله وأخذ من عنده رمانتين مسارقه فتعجبت منه ، ثم قلت في نفسي : لعله معاملة ، ثم أقول : وما حاجته إذاً إلى المسارقة ؟ ! ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ـ ثم ذكر أنه سأله عن فعله ـ فقال له : لعلك جعفر بن محمد ؟ قلت : بلى ، فقال لي : فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك ؟ ! فقلت : وما الذي جهلت منه ؟ قال : قول الله عزّ وجلّ : (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا  ) (2) ، وإني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين ، فهذه أربع سيئات ، فلما تصدقت بكل واحدة منها كان لي أربعين حسنة ، فانتقص من أربعين حسنة أربع سيئات وبقى لي ست وثلاثون حسنة ، فقلت له : ثكلتك امك ، أنت الجاهل بكتاب الله ، أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول : (  إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (3) إنك لما سرقت رغيفين كانت سيئتين ، ولما سرقت رمانتين كانت أيضا سيئتين ، ولما دفعتهما إلى غير صاحبهما بغير أمر صاحبهما كنت إنما أضفت أربع سيئات إلى أربع سيئات ، ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات فجعل يلاحظني فانصرفت وتركته ،
قال الصادق ( عليه السلام ) : بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يضلون ويضلون  .
وسائل الشيعة : ج 9 ص 466-468.
(1) في الاحتجاج : الناس ( هامش المخطوط ) .
(2) الانعام 6 : 160 .
(3) المائدة 5 : 27 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التقوى وأثرها في تحقيق السعادة والاستقلالية

وجوب تقوى الله  1 ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن ع...