الأحد، 11 أغسطس 2024

من معاجز الحسن بن علي بن ابي طالب في الرحبة

من معاجز الامام  الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

روي أن عليا عليه‌ السلام كان في الرحبة فقام إليه رجل فقال : أنا من رعيتك وأهل بلادك؟ قال عليه ‌السلام : لست من رعيتي ولا من أهل بلادي ، وإن ابن الاصغر (١) بعث بمسائل إلى معاوية فأقلقته وأرسلك إلي لاجلها ، قال : صدقت يا أمير المؤمنين إن معاوية أرسلني إليك في خفية وأنت قد اطلعت على ذلك ولا يعلمها غير الله.

فقال عليه ‌السلام : سل أحد ابني هذين ، قال : أسأل ذا الوفرة (٢) يعني الحسن فأتاه فقال له الحسن : جئت تسأل كم بين الحق والباطل؟ وكم بين السماء والارض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وما قوس قزح؟ وما المؤنث؟ وما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض؟ قال : نعم.

قال الحسن عليه‌ السلام : بين الحق والباطل أربع أصابع ، ما رأيته بعينك فهو حق وقد تسمع باذنيك باطلا ، وبين السماء والارض دعوة المظلوم مد البصر، وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، وقزح اسم الشيطان ، وهو قوس الله وعلامة الخصب

وأمان لاهل الارض من الغرق ، وأما المؤنث فهو الذي لا يدرى أذكر أم انثى فانه ينتظر به فان كان ذكرا احتلم وإن كانت انثى حاضت وبدا ثديها وإلا قيل له : بل! فان أصاب بوله الحائط فهو ذكر وإن انتكص بوله على رجليه كما ينتكص بول البعير ، فهو انثى (3).

_

وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد شئ خلق الله الحجر وأشد منه الحديد يقطع به الحجر ، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد ، وأشد من النار الماء ، وأشد من الماءالسحاب ، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب وأشد من الريح الملك الذي يردها

 ، وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك ، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت ، وأشد من الموت أمر الله الذي يدفع الموت.

بحار الانوار: ج 43 ص 325

(١) يريد ملك الروم قال الفيروز آبادى : وبنو الاصفر ملوك الروم أولاد الاصفربن روم بن يعصو ابن اسحاق ، أولان جيشا من الحبش غلب عليهم فوطئ نساءهم فولدهم أولاد صفر.


(٢) أى صاحب الوفرة والوفرة ـ بالفتح الشعر المجتمع على الرأس أو ما سال على الاذنين منه أوما جاوز شحمة الاذن ثم بعدها الجمة ثم اللمة ، وبذلك وصف شعر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث قالوا : « كان شعره وفرة واذا طال صارت جمة ».


(3) قال الفيزوز آبادى : المؤنث : المونث وهو الرجل المشبه المرأة في لينه ورقة كلامه وتكسر أعضائه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصائب العظام التي حذّر منها أمير المؤمنين (عليه السلام)

  وجوب ترك الداعي الذنوب ، واجتنابه للمحرمات   1 ـ البحار ، عن كتاب دعائم الدين قال : روي في كتاب التنبيه ، عن امير المؤمنين ( عليه السلام ...