الأحد، 11 أغسطس 2024

معجزة الامام الحسن (ع) في إسلام صالح اليهودي

معجزة الامام الحسن (ع) في إسلام صالح اليهودي

 روي أن النبي - صلى الله عليه وآله - خرج من المدينة غازيا واخذ معه عليا وبقي الحسن والحسين - عليهما السلام - عند امهما لانهما (طفلان)  صغيران، فخرج الحسين - عليه السلام - ذات يوم من دار امه يمشي في شوارع المدينة -

وكان عمره يومئذ ثلاث سنين - فوقع بين نخيل وبساتين حول المدينة فجعل يسير في جوانبها ويتفرج في مضاربها فمر على يهودي يقال له صالح بن
زمعة اليهودي فاخذ الحسين إلى بيته واخفاه عن امه حتى بلغ النهار إلى وقت العصر والحسين - عليه السلام - لم يتبين له اثر، فطار

 قلب فاطمة بالهم والحزن على ولدها الحسين - عليه السلام - فصارت تخرج من دارها إلى باب مسجد النبي - صلى الله عليه وآله - سبعين مرة فلم تر أحدا تبعثه في طلب الحسين - عليه السلام -. ثم أقبلت إلى ولدها الحسن - عليه السلام - وقالت له: يا مهجة قلبي

وقرة عيني قم واطلب أخاك الحسين - عليه السلام - فإن قلبي يحترق من فراقه. فقام الحسن وخرج من المدينة واتى إلى دور حولها نخيل [ كثير ]  وجعل يصيح يا حسين بن علي، يا قرة عين النبي، أين أنت يا أخي ؟ قال: فبينما الحسن - عليه السلام - ينادي إذ بدت

له غزالة في تلك الساعة فألهم الله الحسن ان يسأل الغزالة، فقال (لها) يا ظبية هل رأيت أخي حسينا فأنطق الله الغزالة ببركات رسول الله وقالت: يا حسن يا نور عيني المصطفى، وسرور قلب المرتضى، ويا مهجة فؤاد الزهراء اعلم ان أخاك اخذه صالح اليهودي، وأخفاه في بيته، فصار الحسن حتى

اتى دار اليهودي فناداه فخرج صالح فقال [ له ]  الحسن: (يا صالح اخرج) إلي الحسين - عليه السلام - من دارك وسلمه إلي وإلا أقول لامي تدعو عليك في أوقات السحر وتسأل ربها حتى لا يبقى على وجه الارض يهودي، ثم أقول لابي يضرب بحسامه جمعكم

حتى يلحقكم بدار البوار، وأقول لجدي يسأل الله سبحانه ان لا يدع يهوديا الا وقد فارق روحه. فتحير صالح اليهودي من كلام الحسن، وقال له: يا صبي من امك ؟ فقال: امي الزهراء بنت محمد المصطفى، قلادة الصفوة، ودرة صدف العصمة، وغرة  جمال العلم

والحكمة، وهي نقطة دائرة المناقب والمفاخر، ولمعة من أنوار المحامد والماثر، خمرت طينة وجودها من تفاحة من تفاح الجنة، وكتب [ الله ]  في صحيفتها عتق عصاة الامة، وهي ام السادة النجباء، وسيدة النساء البتول العذراء فاطمة الزهراء - عليها السلام -.

فقال اليهودي: اما امك فعرفتها فمن أبوك ؟ فقال الحسن - عليه السلام -: أسد الله الغالب، علي بن أبي طالب، الضارب بالسيفين، والطاعن بالرمحين، والمصلي مع النبي في القبلتين، والمفدي نفسه لسيد الثقلين، وأبو الحسن والحسين.

فقال: صدقت  يا صبي قد عرفت أباك فمن جدك ؟ فقال: جدي درة من صدف  الجليل، وثمرة من شجرة ابراهيم الخليل، والكوكب الدري، والنور المضئ من مصباح التبجيل المعلقة في عرش الجليل، سيد الكونين، ورسول الثقلين، ونظام الدارين، وفخر العالمين،

ومقتدى  الحرمين، وامام المشرقين والمغربين، وجد السبطين أنا [ الحسن ]  وأخي الحسين. قال: فلما فرغ الحسن - عليه السلام - من تعداد مناقبه انجلى صدى الكفر من قلب صالح (اليهودي)  وهملت عيناه بالدموع، وجعل ينظر كالمتحير متعجبا من حسن منطقه،

وصغر سنه، وجودة فهمه. ثم قال: يا ثمرة فؤاد المصطفى، ويا نور عين المرتضى، ويا سرور صدر الزهراء اخبرني من قبل أن اسلم إليك اخاك عن أحكام دين الاسلام حتى أذعن إليك  وأنقاد إلى الاسلام. ثم ان الحسن عرض عليه أحكام الاسلام وعرفه الحلال

والحرام، فأسلم صالح وأحسن الاسلام على يد الامام ابن الامام، وسلم إليه أخاه الحسين ثم نثر على رأسهما طبقا من الذهب
والفضة وتصدق به على الفقراء والمساكين ببركة الحسن والحسين - عليهما السلام -. [ ثم ان الحسن أخذ بيد أخيه الحسين ]


 وأتيا إلى امهما فلما رأتهما اطمئن قلبها وزاد سرورها بولديها. قال: فلما كان في اليوم الثاني أقبل صالح ومعه سبعون رجلا من رهطه وأقاربه وقد دخلوا جميعهم في الاسلام على يد الامام ابن الامام أخي الامام - عليهم أفضل الصلاة والسلام -. ثم تقدم صالح

إلى باب الزهراء - رافعا صوته بالثناء للسادة الامناء، وجعل يمرغ وجهه وشيبته على عتبة دار فاطمة الزهراء وهو يقول: يا بنت محمد المصطفى عملت سوء بابنك وآذيت ولدك وأنا على فعلي نادم فاصفحي عن ذنبي، فأرسلت إليه فاطمة الزهراء تقول: يا صالح

اما انا فقد عفوت من  حقي ونصيبي وصفحت عما سوءتني به لكنهما ابناي وابنا علي المرتضى فاعتذر إليه مما اذيت ابنه. ثم ان صالحا انتظر عليا حتى اتى من سفره واعرض عليه حاله واعترف عنده بما جرى [ له ]  وبكى بين يديه واعتذر مما أساء إليه، فقال

له: يا صالح اما انا فقد رضيت عنك وصفحت عن ذنبك ولكن هؤلاء ابناي وريحانتا رسول الله - صلى الله عليه وآله - فامض إليه واعتذر (إليه) ،

 مماأسأت بولده  فأتى صالح إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - باكيا حزينا وقال: يا سيد المرسلين أنت قد ارسلت رحمة للعالمين واني قد أسأت واخطات واني قد سرقت ولدك الحسين - عليه السلام - وادخلته إلى داري، واخفيته عن أخيه وامه وقد سوأتهما في

ذلك وانا الان قد فارقت الكفر ودخلت في دين الاسلام. فقال له النبي - صلى الله عليه وآله - اما انا فقد رضيت عنك وصفحت عن جرمك لكن يجب عليك أن تعتذر إلى الله تعالى وتستغفره  مما أسأت به (إلى)  قرة عين الرسول ومهجة  فؤاد البتول حتى يعفو الله

عنك سبحانه. قال: فلم يزل صالح يستغفر ربه ويتوسل إليه ويتضرع بين يديه في أسحار الليل وأوقات الصلاة حتى نزل جبرائيل على النبي بأحسن التبجيل وهو يقول: يا محمد قد صفح الله عن جرم صالح حيث دخل في دين الاسلام على يد الامام ابن الامام (أخي الامام) - عليهم افضل الصلاة والسلام -.مدينة المعاجز ج2 ص35

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التقوى وأثرها في تحقيق السعادة والاستقلالية

وجوب تقوى الله  1 ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن ع...