الأحد، 20 أكتوبر 2024

قصة الانعزال عن أهل المعاصي: ضرورة دينية أم اختيار أخلاقي

  تحريم مجاورة أهل المعاصي ومخالطتهم اختيارا

ومحبة بقائهم

1-  عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : مر عيسى بن مريم ( عليه السلام ) على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها ، فقال : أما انهم لم يموتوا إلا بسخطه ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا ، فقال الحواريون : يا روح الله وكلمته ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها قال : فدعا عيسى فنودي من الجو أن نادهم ، فقام عيسى ( عليه السلام ) بالليل على شرف (1) من الارض ، فقال : يا أهل القرية فأجابه منهم مجيب : لبيك ، فقال : ويحكم ما كانت أعمالكم ؟ قال : عبادة الطاغوت ، وحب الدنيا ، مع خوف قليل ، وأمل بعيد ، وغفلة في لهو ولعب ـ إلى أن قال : ـ كيف عبادتكم للطاغوت ؟
قال : الطاعة لاهل المعاصي ، قال : كيف كان عاقبة أمركم ؟ قال : بتنا في عافية ، وأصبحنا في الهاوية فقال : وما الهاوية ؟ قال : سجّين ، قال : وما سجين ؟ قال : جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة ـ إلى أن قال : ـ قال : ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم ؟ قال : يا روح الله إنهم ملجمون بلجم من نار ، بأيدي ملائكة غلاظ شداد ، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم ، فلما نزل العذاب عمني معهم ، فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم ، لا أدري أكبكب فيها أم أنجو منها ، فالتفت عيسى ( عليه السلام ) إلى الحواريين فقال : يا أولياء الله أكل الخبز اليابس بالملح الجريش ، والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.الكافي 2 : 239 | 11.
(1) الشرف : المكان العالي ( الصحاح ـ شرف ـ 4 : 1379 ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب زيارة أبي جعفر الثاني محمد الجواد والدعاء عنده

 استحباب زيارة أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) والدعاء عنده ، واستحباب اختيار زيارة الكاظم والجواد ( عليهما السلام ) معا على زيارة الح...