السبت، 13 ديسمبر 2025

دعاء الإمام علي بن الحسين (ع) إذا نظر إلى السحاب والبرق وسمع صوت الرعد

  الإمام زين العابدين عليه السلام‌- مِن دُعائِهِ عليه السلام إذا نَظَرَ إلَى السَّحابِ وَالبَرقِ وسَمِعَ صَوتَ الرَّعدِ-:

(( اللَّهُمَّ إنَّ هذَينِ آيَتانِ مِن آياتِكَ، وهذَينِ عَونانِ مِن أعوانِكَ، يَبتَدِرانِ طاعَتَكَ بِرَحمَةٍ نافِعَةٍ أو نَقِمَةٍ ضارَّةٍ، فَلا تُمطِرنا بِهِما مَطَرَ السَّوءِ، ولا تُلبِسنا بِهِما لِباسَ البَلاءِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى‌ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وأَنزِل عَلَينا نَفعَ هذِهِ السَّحائِبِ وبَرَكَتَها، وَاصرِف عَنّا أذاها ومَضَرَّتَها، ولا تُصِبنا فيها بِآفَةٍ، ولا تُرسِل عَلى‌ مَعايِشِنا عاهَةً. 
 اللَّهُمَّ وإن كُنتَ بَعَثتَها نَقِمَةً، وأَرسَلتَها سَخطَةً، فَإِنّا نَستَجيرُكَ مِن غَضَبِكَ، ونَبتَهِلُ‌[1] إلَيكَ في سُؤالِ عَفوِكَ، فَمِل بِالغَضَبِ إلَى المُشرِكينَ، وأَدِر رَحى‌ نَقِمَتِكَ عَلَى المُلحِدينَ.
 اللَّهُمَّ أذهِب مَحلَ‌[2] بِلادِنا بِسُقياكَ، وأَخرِج وَحَرَ[3] صُدورِنا بِرِزقِكَ، ولا تَشغَلنا عَنكَ بِغَيرِكَ، ولا تَقطَع عَن كافَّتِنا مادَّةَ بِرِّكَ، فَإِنَّ الغَنِيَّ مَن أغنَيتَ، وإنَّ السّالِمَ مَن وَقَيتَ، ما عِندَ أحَدٍ دونَكَ دِفاعٌ، ولا بِأَحَدٍ عِن سَطوَتِكَ امتِناعٌ، تَحكُمُ بِما شِئتَ عَلى‌ مَن شِئتَ، وتَقضي بِما أرَدتَ فيمَن أرَدتَ. 
 فَلَكَ الحَمدُ عَلى‌ ما وَقَيتَنا مِنَ البَلاءِ، ولَكَ الشُّكرُ عَلى‌ ما خَوَّلتَنا مِنَ النَّعماءِ، حَمداً يُخَلِّفُ حَمدَ الحامِدينَ وَراءَهُ، حَمداً يَملَأُ أرضَهُ وسَماءَهُ. 
 إنَّكَ المَنّانُ بِجَسيمِ المِنَنِ، الوَهّابُ لِعَظيمِ النِّعَمِ، القابِلُ يَسيرَ الحَمدِ، الشّاكِرُ قَليلَ الشُّكرِ، المُحسِنُ المُجمِلُ ذُو الطَّولِ‌[4]، لا إلهَ إلّاأنتَ، إلَيكَ المَصيرُ)). الصحيفة السجّاديّة: ص 141 الدعاء 36.
[1]. الابتهال: التضرّع والمبالغة في السؤال( النهاية: ج 1 ص 167« بهل»).
[2]. المحل: الجَدبُ، انقطاع المطر( النهاية: ج 4 ص 304« محل»). 
[3]. الوَحرُ: الحِقد و الغيظ( النهاية: ج 5 ص 160« وحر»). 
[4]. الطَولُ: الفضلُ والسعةُ( مجمع البحرين: ج 2 ص 1125« طول»). 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحريم الفحش ووجوب حفظ اللسان

  تحريم الفحش ووجوب حفظ اللسان  معنى الفحش اصطلاحًا : ما ينفر عنه الطبع السليم، ويستنقصه العقل المستقيم 1 -  عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله...