السبت، 29 نوفمبر 2025

الدنيا عند الإمام الباقر: مركب عابر وثوب فانٍ

وصايا الباقر عليه السلام 
وعن جابر الجعفي قال: قال لي محمد بن علي عليهما السلام:
 يا جابر إني لمحزون، وإني لمشتغل القلب، قلت: وما حزنك وما شغل قلبك؟ قال: يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغله عما سواه، يا جابر ما الدنيا وما عسى أن يكون، إن هو إلا مركب ركبته، أو ثوب لبسته، أو امرأة أصبتها، يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا للبقاء فيها، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم، ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من الزينة ففازوا ثواب الأبرار، وإن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة، وأكثرهم لك معونة، إن نسيت ذكروك، وإن ذكرت أعانوك، قوالين بحق الله عز وجل، قوامين بأمر الله، وقطعوا محبتهم لمحبة ربهم، ونظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم، وتوحشوا من الدنيا بطاعة مليكهم، وعلموا أن ذلك منظور إليه من شأنهم، فأنزل الدنيا بمنزلة نزلت به وارتحلت عنه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ، احفظ الله ما استرعاك من دينه وحكمته.بحار الأنوار - ط دارالاحیاء ج: 75 ص 185.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كراهية الكسل في الخلوة والنشاط بين الناس

كراهية الكسل في الخلوة والنشاط بين الناس * 1 -  عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ثلاث علامات ل...