السبت، 21 مايو 2022

مناظرات أصحاب جعفر بن محمد الصادق عليه‌ السلام مع المخالفين

 مناظرات أصحاب جعفر بن محمد الصادق عليه‌ السلام مع المخالفين

عن هشام بن سالم قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام جماعة من أصحابه فورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له فلما دخل سلم فأمره أبو عبد الله عليه‌السلام بالجلوس.
ثم قال له : ما حاجتك أيها الرجل قال بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت إليك لأناظرك فقال أبو عبد الله عليه‌السلام فيما ذا قال في القرآن وقطعه وإسكانه وخفضه ونصبه ورفعه فقال أبو عبد الله عليه‌السلام يا حمران دونك الرجل.
فقال الرجل : إنما أريدك أنت لا حمران فقال أبو عبد الله عليه‌السلام إن غلبت حمران فقد غلبتني فأقبل الشامي يسأل حمران حتى ضجر ومل وعرض وحمران يجيبه فقال أبو عبد الله عليه‌السلام كيف رأيت يا شامي قال رأيته حاذقا ما سألته عن شيء إلا أجابني فيه فقال أبو عبد الله عليه‌السلام يا حمران سل الشامي فما تركه يكشر فقال الشامي أرأيت يا أبا عبد الله أناظرك في العربية فالتفت أبو عبد الله عليه‌السلام فقال يا أبان بن تغلب ناظره فناظره فما ترك الشامي يكشر قال أريد أن أناظرك في الفقه فقال أبو عبد الله عليه‌السلام يا زرارة ناظره فما ترك الشامي يكشر قال أريد أن أناظرك في الكلام فقال يا مؤمن الطاق ناظره فناظره فسجل الكلام بينهما ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.

فقال : أريد أن أناظرك في الاستطاعة فقال للطيار كلمه فيها قال فكلمه فما ترك يكشر فقال أريد أناظرك في التوحيد فقال لهشام بن سالم كلمه فسجل الكلام بينهما ثم خصمه هشام فقال أريد أن أتكلم في الإمامة فقال ـ لهشام بن الحكم كلمه يا أبا الحكم فكلمه ما تركه يرتم ولا يحلي ولا يمر قال فبقي يضحك أبو عبد الله عليه‌السلام حتى بدت نواجذه.
فقال الشامي كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال قال هو ذلك ثم قال يا أخا أهل الشام أما حمران فحرفك فحرت له فغلبك بلسانه وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه وأما أبان بن تغلب فمغث حقا بباطل فغلبك وأما زرارة فقاسك فغلب قياسه قياسك وأما الطيار فكان كالطير يقع ويقوم وأنت كالطير المقصوص [ لا نهوض لك ]  ما بين القوسين زيادة من المصدر.

وأما هشام بن سالم قام حبارى يقع ويطير وأما هشام بن الحكم فتكلم بالحق فما سوغك بريقك يا أخا أهل الشام إن الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم أخرجهما إلى الناس ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما فعرفها الأنبياء والأوصياء فبعث الله الأنبياء ليفرقوا ذلك وجعل الأنبياء قبل الأوصياء ليعلم الناس من فضل الله ومن يختص ولو كان الحق على حدة والباطل على حدة كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج الناس إلى نبي ولا وصي ولكن الله خلطهما وجعل يفرقهما الأنبياء والأئمة عليهم السلام من عباده.

فقال الشامي : قد أفلح من جالسك فقال أبو عبد الله عليه‌السلام كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجالسه جبرائيل وميكائيل وإسرافيل يصعد إلى السماء فيأتيه الخبر من عند الجبار فإن كان ذلك كذلك فهو كذلك فقال الشامي اجعلني من شيعتك وعلمني فقال أبو عبد الله عليه‌السلام لهشام علمه فإني أحب أن يكون تلماذا لك.

قال علي بن منصور وأبو مالك الخضرمي رأينا الشامي عند هشام بعد موت أبي عبد الله عليه‌السلام ويأتي الشامي بهدايا أهل الشام وهشام يرده هدايا أهل العراق قال علي بن منصور وكان الشامي ذكي القلب . رجال الكشي ص 178.
بحار الانوار: ج 47 ص 407-409

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استحباب الدعاء بين الأَذان الإِقامة بالمأثور وغيره

  اسْتِحْبَاب الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذان الإِقامة بِالْمَأْثُور وَغَيْرِه    1  - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمّد بْن يَقْظَان [ 1 ] ، رَفْعِه  إلَي...