1- عن ابن عباس ، عن النبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال في حجة الوداع : إنّ من أشراط القيامة إضاعة الصلاة ، واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء ، وتعظيم المال ، وبيع الدنيا بالدين ، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء ممّا يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيّره ، ثمّ قال :
إنّ عندها يكون المنكر معروفاً ، والمعروف منكراً ، ويُؤتمن الخائن ، ويُخوّن الأمين ، ويصدق الكاذب ، ويكذّب الصادق ، ثمّ قال :
فعندها إمارة النساء ومشاورة الإِماء ، وقعود الصبيان على المنابر ، ويكون الكذب ظرفاً ، والزكاة مغرماً ، والفيء مغنماً ، ويجفو الرجل والديه ويبرّ صديقه ، ثمّ قال : فعندها يكتفي الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها ، ويشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، ويركبن ذوات الفروج السروج فعليهم من أُمّتي لعنة الله ، ثمّ قال :
إن عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس ، وتحلّى المصاحف ، وتطول المنارات ، وتكثر الصفوف والقلوب متباغضة ، والالسن مختلفة ، ثمّ قال :
فعند ذلك تحلّى ذكور أُمّتي بالذهب ، ويلبسون الحرير والديباج ، ويتّخذون جلود النمر صفافاً [1] ، ثمّ قال :
فعندها يظهر الربا ، ويتعاملون بالغيبة والرشا ، ويوضع الدين وترفع الدنيا ، ثمّ قال :
وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حدّ ولن يضر الله شيئاً ، ثمّ قال : وعندها تظهر القينات والمعازف ، وتليهم شرار أُمّتي ، ثمّ قال : وعندها حجّ أغنياء امّتي للنزهة ، ويحجّ أوساطها للتجارة ويحجّ فقراؤهم للرياء والسمعة ، فعندها يكون أقوام يتعلّمون القرآن لغير الله فيتخذونه مزامير ، ويكون أقوام يتفقّهون لغير الله ، ويكثر أولاد الزنا ، يتغنون بالقرآن ، ويتهافتون بالدنيا ، ثمّ قال :
وذلك إذا انتهكت المحارم ، واكتسب المآثم ، وتسلّط الأشرار على الأخيار ، ويفشو الكذب ، وتظهر الحاجة ، وتفشو الفاقة ، ويتباهون في الناس ، ويستحسنون الكوبة والمعازف ، وينكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ إلى أن قال : ـ فأولئك يدعون في ملكوت السماء الأرجاس الأنجاس ... الحديث. تفسير القمي 2 : 304.
[1] الصفاف : جمع صفة وهي الميثرة التي تجعل تحت السرج ( لسان العرب ـ صفف ـ 9 : 195 ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق