بدء خلقه صلىاللهعليه وآله وما جرى له في الميثاق ، وبدء نوره وظهوره
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِق ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليهمالسلام أَنَّهُ قَالَ : إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ نُورَ مُحَمَّد صلىاللهعليهوآله قَبْلَ أَنْ خَلَقَ (1) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْعَرْض وَالْكُرْسِيّ وَاللَّوْح وَالْقَلْم وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَقَبْلَ أَنْ خَلَقَ (2) آدَم ونوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَدَاوُد وَسُلَيْمَانَ عليهمالسلام وَكُلُّ مَنْ قَالَ اللَّهُ عزوجل فِي قَوْلِهِ ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ) إلَى قَوْلِهِ :( وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) وَقِيلَ إنْ خَلَقَ الْأَنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ بِأَرْبَع مِائَةُ أَلْفٍ سَنَةٍ وَأَرْبَعٌ وَعِشْرِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَخَلْقٌ عزوجل مَعَه اثْنَيْ عَشَرَ حِجَابًا : حِجَابٌ الْقُدْرَة ، وَحِجَابٌ الْعَظَمَة ، وَحِجَابٌ الْمِنَّة ، (3) وَحِجَابٌ الرَّحْمَة ، وَحِجَابٌ السَّعَادَة ، وَحِجَابٌ الْكَرَامَة ، وَحِجَابٌ الْمَنْزِلَة ، و حِجَابٌ الْهِدَايَة ، وَحِجَابٌ النُّبُوَّة ، وَحِجَابٌ الرِّفْعَة ، وَحِجَابٌ الْهَيْبَة ، وَحِجَابٌ الشَّفَاعَة . ثُمَّ حُبِسَ نُور مُحَمَّد (صلىاللهعليهوآله) فِي حِجَابِ الْقُدْرَة اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى ) وَفِي حِجَابِ لاعظمة إحْدَى عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وهنو يَقُول :
( سُبْحَان عَالِمِ السِّرِّ ) وَفِي حِجَابِ الْمِنَّة عَشَرَةَ آلَافِ سَنَةٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا يَلْهُو ) وَفِي حِجَابِ الرَّحْمَة تِسْعَةُ آلَافٍ سَنَةٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَان الرَّفِيعَ الْأَعْلَى ) وَفِي حِجَابِ السَّعَادَة ثَمَانِيَةِ آلَافِ سَنَةٍ وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمُ لَا يَسْهُو ) وَفِي حِجَابِ الْكَرَامَة سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِيٌّ لَا يَفْتَقِرُ ) وَفِي حِجَابِ الْمَنْزِلَة سِتَّةُ آلَافِ سَنَةٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَان الْعَلِيم الْكَرِيم (4) ) وَفِي حِجَابِ الْهِدَايَة خَمْسَةُ آلَافِ سَنَةٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَان ذِي الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (5) ) وَفِي حِجَابِ النُّبُوَّة أَرْبَعَةُ آلَافٍ سَنَةٍ وَهُوَ يَقُولُ :
( سُبْحَانَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) وَفِي حِجَابِ الرِّفْعَة ثَلَاثَةُ آلَافٍ سَنَةٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَان ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ ) وَفِي حِجَابِ الْهَيْبَة أَلْفَيْ سَنَةٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ) وَفِي حِجَابِ الشَّفَاعَة أَلْفَ سَنَةٍ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ) ثُمَّ أَظْهَرَ اسْمَهُ عَلَى اللَّوْحِ فَكَانَ عَلَى اللَّوْحِ منورا أَرْبَعَةُ آلَافٍ سَنَةٍ ، ثُمّ أَظْهَرَه عَلَى الْعَرْشِ فَكَانَ عَلَى سَاقٍ الْعَرْشِ مُثْبِتًا سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ ، إلَى أَنْ وَضَعَهُ اللَّهُ عزوجل فِي صُلْبِ آدَم عليهالسلام ، (6) ثُمَّ نَقَلَهُ مِنْ صُلْبِ آدَم عليهالسلام إلَى صُلْب نُوح عليهالسلام ، ثُمَّ مِنْ صُلْبِ إلَى صُلْب (7) حَتَّى أَخْرَجَهُ اللَّهُ عزوجل مِنْ صُلْبِ عَبْداللَّه بْن عَبْدالمُطَّلِب ، فَأَكْرِمْه بِسِتّ كَرَامَات : أَلْبَسَه قَمِيص الرِّضَا ، ورداه بِرِدَاء الْهَيْبَة ، وَتَوَجَّه بِتَاج الْهِدَايَة ، (8) وَأَلْبَسَه سَرَاوِيل الْمَعْرِفَة ، وَجَعَل تكته تِكَّةٌ الْمَحَبَّة ، يُشَدُّ بِهَا سَرَاوِيلِه ، وَجَعَل نَعْلِه نَعْل الْخَوْف ، وناوله عَصًا الْمَنْزِلَة . ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ اذْهَبْ إلَى النَّاسِ فَقَلَّ لَهُمْ : قُولُوا : لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ . وَكَانَ أَصْلُ ذَلِكَ الْقَمِيصَ مِنْ سِتَّةِ أَشْيَاءَ : قَامَتِه مِنْ الْيَاقُوتِ ، وَكَمْأَة مِنْ اللُّؤْلُؤِ ، ودخريصه مِنَ البِلَّوْرِ الْأَصْفَر ، وإبطاه مِن الزَّبَرْجَد ، وجربانه مِن الْمَرْجَان الْأَحْمَر ، وَجَيْبُه مِنْ نُورٍ الرَّبِّ جَلَّ جَلَالُهُ ، فَقَبِل اللَّه عزوجل تَوْبَةِ آدَمَ عليهالسلام بِذَلِك الْقَمِيص ، وَرَد خَاتَمُ سُلَيْمَانَ عليهالسلام بِه
وَرَد يُوسُف عليهالسلام إلَى يَعْقُوبَ عليهالسلام بِه ، وَنَجّى يُونُس عليهالسلام مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ بِه ، كَذَلِكَ سَائِرُ الْأَنْبِيَاءِ عليهمالسلام أنجاهم مِنْ الْمِحَنِ بِه ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْقَمِيصَ إِلا قَمِيصُ مُحَمَّد صلىاللهعليهوآله . الْخِصَال 1 : 82 ، مَعَانِى الاخبارك 88و 89 .
(3) وَفِي الْأَنْوَارِ عَلَى مَا يَأْتِى ( وَحِجَابٌ الْعِزَّة ) وَلَعَلَّه أَحْسَن .
(4) فِي الْمَصْدَرِ : سُبْحَان رَبِّى الْعُلَى الْكَرِيم .
(5) فِي الْمَصْدَرِ : سُبْحَانَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
(6) فِي هامَس المخطوط حَاشِيَة بِخَطِّ الْمُصَنِّفِ وَهَى : لَمَّا كَانُوا عليهمالسلام هُمْ الْمَقْصُودُونَ مِنْ خَلْقِ آدَمَ عليهالسلام وَسَائِر ذُرِّيَّتِه فَكَان خَلْقِ آدَمَ عليهالسلام مِن الطِّينَة الطَّيِّبَة لِيَكُون قلابلالخروج تِلْك الْأَشْخَاص الْمُقَدَّسَة مِنْه ، وَرَبَّى تِلْك الطِّينَة فِي الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتُ حَتَّى كَمُلَت قابليتها فِي عَبْداللَّه وَأَبَى طَالِب ، فَخَلَق المقدسين مِنْهُمَا ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ حِفْظُ النُّور والنتقاله مِن الْأَصْلَاب كِنَايَةٌ عَنْ انْتِقَال تِلْك الْقَابِلِيَّة ، وَاسْتِكْمَالٌ هَذَا الِاسْتِعْدَاد ، وَمَا وَرَدَ أَنَّ كَالْهَمّ وَفَضْلِهِم كَانَ سَبَبُ الِاشْتِمَال عَلَى أَنْوَارِهِم يَسْتَقِيمُ عَلَى هَذَا ، وَكَذَا مَا ضارعها مِنْ الْأَخْبَارِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ تِلْكَ الاسترار ، وَحُجَجُه الْأَخْيَار عليهمالسلام . مِنْه عَفَى عَنْه .
(7) فِي الْمَصْدَرِ : ثُمَّ جَعَلَ يُخْرِجُهُ مِنْ صُلْبِ إلَى صُلْب حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ صُلْبِ .
(8) فِي الْمَصْدَرِ : رَدَّاه رِدَاءَ الْهَيْبَةِ ، وَتَوَجَّه تَاج الْهِدَايَة .
بَيَان : قَوْلُه : ( ثُمَّ حُبِسَ نُور مُحَمَّد ( صلىاللهعليهوآله) ) لَيْسَ الْغَرَضُ ذُكِرَ جَمِيعُ أَحْوَالِهِ ( صلىاللهعليهوآله) فِي الذَّرّ لِعَدَمِ مُوَافَقَة الْعَدَدِ بَلْ قَدْ جَرَى عَلَى نُورُه أَحْوَال قَبْلَ تِلْكَ الْأَحْوَالِ أَوْ بَعْدَهَا أَوْ بَيْنَهَا لَمْ تُذْكَرْ فِي الْخَبَرِ . (1) وَالدِّخْرِيص بِالْكَسْر : لَبَنِه الْقَمِيص . وجربان الْقَمِيص بِضَمِّ الْجِيمِ وَالرَّاء وَتَشْدِيد الْبَاءِ مُعَرَّبٌ كريبان . .
(1) وقد ذكر بعضها في خبر الانوار كما يأتى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق