عن معمر بن راشد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : أتى يهودي النبي صلى الله عليه واله فقام بين يديه يحد النظر (1) إليه ، فقال : يا يهودي حاجتك؟ (2) قال : أنت أفضل أم موسى بن عمران النبي الذي كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة والعصا ، وفلق له البحر ، وأظله بالغمام؟ فقال له النبي صلى اللهعليه وآله : إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ، ولكني أقول : إن آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته أن قال : « اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما غفرت لي » فغفرها الله له ، وإن نوحا(عليه السلام )
لما ركب في السفينة (3) وخاف الغرق قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني من الغرق « فنجاه الله عنه ، وإن إبراهيم عليه السلام لما القي في النار قال : اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها » فجعلها الله عليه بردا و سلاما ، وإن موسى عليه السلام لما ألقى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال : « اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد لما أمنتني » فقال الله جل جلاله : «لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى » (4) يا يهودي إن موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بي وبنبوتي ما نفعه إيمانه شيئا ، ولا نفعته النبوة ، يا يهودي ومن ذريتي المهدي إذا خرج نزل عيسى بن مريم لنصرته وقدمه وصلى خلفه .
(1) أحد إليه النظر : بالغ في النظر إليه.
(2) في جامع الاخبار والاحتجاج : ما حاجتك؟ فقال.
(3) في الاحتجاج : لما ركب السفينة.
(4) طه 20: 68.
جامع الاخبار : 8 ـ 9.
بحار الانوار: ج 16 ص 36.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق