استحباب الصدقة المندوبة في السر واختيارها على الصدقة العلانية
عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث ـ أن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) كان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم ، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب ، حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه ، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه ، فلما توفي فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، ولما وضع على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الابل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين ، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه ، وكان يشتري الخز في الشتاء فإذا جاء الصيف باعه وتصدق بثمنه ـ إلى أن قال : ـ ولقد كان يأبي أن يؤاكل امه ، فقيل له : يابن رسول الله ، أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم ، فكيف لا تؤاكل امك ؟ فقال : إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه . . . وكان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة ، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والاضراء والزمنى (1) والمساكين الذين لا حيلة لهم ، وكان يناولهم بيده ، ومن كان له منهم عيال حمله من طعامه الى عياله ، وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ ويتصدق بمثله . . . . الحديث . الخصال : 517 | 4 .
(1) الزمنى جمع زمن : وهو المبتلى بمرض يدوم طويلا ( مجمع البحرين ـ زمن ـ 6 : 260 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق