استحباب الصّدقة في السرّ ، واختيارها على الصّدقة في العلانيّة
1 - وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّه قال : « لمّا أخذت في غسل أبي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أحضرت معي من رآه من أهل بيته ، فنظروا إلى مواضع السجود منه في ركبتيه وظاهر قدميه وبطن كفّيه وجبهته ، قد غلظت من أثر السجود حتى صارت كمبارك البعير .
وكان صلوات الله عليه يصلّي في كلّ يوم وليلة ألف ركعة ، ثم نظروا إلى حبل عاتقه وعليه أثر قد اخشوشن ، فقالوا لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أمّا هذه فقد علمنا أنّها من أثر السّجود ، فما هذا الّذي على عاتقه ؟ قال ( عليه السلام ) : والله ما علم به أحد غيري ، وما علمته من حيث علم إنّي علمته ، ولولا أنّه قد مات ما ذكرته ، كان إذا مضى من اللّيل صدره قام وقد هدأ كل من في منزله ، فأسبغ الوضوء وصلّى ركعتين خفيفتين ، ثمّ نظر إلى كلّ ما فضل في البيت عن قوت أهله فجعله في جراب ، ثمّ رمى به إلى عاتقه ، وخرج محتسباً يتسلل لا يعلم به أحد ، فيأتي دوراً فيها أهل مسكنة وفقر فيفرّق ذلك عليهم وهم لا يعرفونه ، إلّا أنّهم قد عرفوا ذلك عنه ، فكانوا ينتظرونه ، فإذا أقبل قالوا : هذا صاحب الجراب ، وفتحوا أبوابهم له ، ففرّق عليهم ما في الجراب وانصرف به فارغاً يبتغي بذلك فضل صدقة السّر ، وفضل صدقة اللّيل ، وفضل إعطاء الصّدقة بيده ، ثم يرجع فيقوم في محرابه فيصلّي باقي ليله ، فهذا الذي ترون على عاتقه أثر ذلك الجراب » .دعائم الإِسلام ج 2 ص 330 ح 1248 باختلاف يسير في الألفاظ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق