الخميس، 20 مارس 2025

ومن وصية له(ع) للحسن والحسين (ع) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله

 وصاياه الخالدة :

وأوصى إمام المتّقين ورائد الحكمة أولاده بكوكبة من الوصايا الذهبية قبل وفاته ، وهذه بعضها :

 قال عليه السلام  للحسنين ( عليهما السلام ) وهو على فراش الموت يعاني من آلام الضربة الغادرة قال :

« أوصيكما بتقوى الله ، وألاّ تبغيا الدّنيا وإن بغتكما [1] ، ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما ، وقولا بالحقّ ، واعملا للأجر ، وكونا للظّالم خصما ، وللمظلوم عونا. [1] تبغيا : أي تطلبا.

أوصيكما ، وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي ، بتقوى الله ، ونظم أمركم ، وصلاح ذات بينكم ، فإنّي سمعت جدّكما ـ صلى الله عليه واله وسلم ـ يقول : صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصّلاة والصّيام.

الله الله في الأيتام! فلا تغبّوا أفواههم [1] ، ولا يضيعوا بحضرتكم.

والله الله في جيرانكم! فإنّهم وصيّة نبيّكم ؛ ما زال يوصي بهم حتّى ظننّا أنّه سيورّثهم.

والله الله في القرآن! لا يسبقكم بالعمل به غيركم.

والله الله في الصّلاة! فإنّها عمود دينكم.

والله الله في بيت ربّكم ، لا تخلّوه ما بقيتم ، فإنّه إن ترك لم تناظروا [2].

والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله! وعليكم بالتّواصل والتّباذل [3] ، وإيّاكم والتّدابر والتّقاطع لا تتركوا الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم.

يا بني عبد المطّلب ، لا ألفينّكم تخوضون في دماء المسلمين خوضا ، تقولون : قتل أمير المؤمنين. ألا لا تقتلنّ بي إلاّ قاتلي.

انظروا إذا أنا متّ من ضربته هذه ، فاضربوه ضربة بضربة ، ولا تمثّلوا بالرّجل ، فإنّي سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه واله وسلم  ـ يقول : « إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور » .
نهج البلاغة 3 : 77.
[1] المراد : صلوا الأيتام باتّصال.
[2] لم تناظروا : أي لا ينظر إليكم.
[3] التباذل : العطاء.

حكت هذه الوصية روحانيّة الأنبياء ، وقداسة الأوصياء ، وما يحمله هذا الإمام العظيم من الشرف وسموّ الذات ، فقد أوصى أبناءه بقول الحقّ ، والعمل بمرضاة الله تعالى ، ومساندة المظلومين ، ومناجزة الظالمين ، كما أوصاهم بإصلاح ذات البين ، ومراعاة الأيتام والإحسان إليهم ، كما أوصاهم بالبرّ بالجيران فإنّه يؤدّي إلى ربط المجتمع وصيانته من التفرّق والاختلاف ، وأوصاهم بالصلاة التي هي أفضل العبادات. ومن هذه الوصايا أن لا يخوض أبناؤه وسائر بني هاشم في إراقة دماء المسلمين مطالبين بثأره فلا يقتلوا غير قاتله .موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام المؤلف : القرشي، الشيخ باقر شريف : ج 11 ص 253-255.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فضل التطوع بالحج والعمرة

  استحباب التطوع بالحج والعمرة مع عدم الوجوب 25 - محمد بن علي بن الحسين قال : سئُل   الصادق ( عليه السلام  )  عن قول الله عزوجل : (   فَأَصَ...