السبت، 21 ديسمبر 2024

ولادة السيده فاطمه الزهراء عليها السلام

وِلَادَتِهَا وحلْيتها وشمائلها (عليها السلام)

عَنْ الْمُفَضَّلِ بْنُ عُمَرَ قَالَ : قُلْت لِأَبِي عَبْداللَّه الصَّادِق عليه‌ السلام : كَيْفَ كَانَ وِلَادَة فَاطِمَة عليها‌ السلام ؟ فَقَال : نَعَمْ إنْ خَدِيجَةَ عليها‌ السلام لَمَّا تَزَوَّجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله هِجْرَتُهَا نِسْوَة مَكَّة فَكُن لا يدخلن عَلَيْهَا ولا يسلمن عَلَيْهَا ولا يتركن امْرَأَةٍ تَدْخُلُ عَلَيْهَا فاستوحشت خَدِيجَة لِذَلِك وَكَان جَزَعَهَا وَغَمُّهَا حَذَرًا عَلَيْه صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله فَلَمَّا حَمَلَتْ بِفَاطِمَة كَانَتْ فَاطِمَةَ عليها‌ السلام تحدثها مِنْ بَطْنِهَا وتصبرها وكانت تَكْتُم ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمًا فَسَمِع خَدِيجَة تَحْدُث فَاطِمَة عليها‌ السلام فَقَالَ لَهَا : يَا خَدِيجَةُ مِن تُحَدِّثِين ؟ قَالَت : الْجَنِينَ الَّذِي فِي بَطْنِي يُحَدِّثُنِي ويؤنسني ، قَال : يَا خَدِيجَةُ هَذَا جَبْرَئِيل ( يُبَشِّرُنِي ) يُخْبِرَنِي أَنَّهَا أُنْثَى وَأَنَّهَا النسلة الطَّاهِرَة الميمونة وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَيَجْعَل نسلي مِنْهَا وسيجعل مِنْ نَسْلِهَا أَئِمَّة وَيَجْعَلَهُم خُلَفَاءَه فِي أَرْضِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ وَحْيِه .

فَلَمْ تَزَلْ خَدِيجَة عليها‌ السلام عَلَى ذَلِكَ إلَى أَنْ حَضَرَتْ وِلَادَتِهَا فَوَجَّهْتُ إِلَى نِسَاءِ
قُرَيْش وَبَنِي هَاشِمٍ إنَّ تعالين لتلين مِنِّي ماتلي النِّسَاءُ مِنْ النِّسَاءِ فَأَرْسَلْن إلَيْهَا : أَنْت عصيتنا وَلَم تقبلي قَوْلِنَا وَتَزَوَّجَت مُحَمَّدًا يَتِيمِ أَبِي طَالِبٍ فَقِيرًا لامال لَه فَلَسْنَا نُجَيّ وَلَا نَلِي مِنْ أَمْرِكَ شَيْئًا فاغتمت خَدِيجَة عليها‌ السلام لِذَلِك فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إذْ دَخَلَ عَلَيْهَا أَرْبَعِ نِسْوَةٍ سَمَر طِوَال كَأَنَّهُنّ مِنْ نِسَاءِ بَنِي هَاشِمٍ فَفَزِعَت مِنْهُنّ لِمَا رأتهن فَقَالَت إحْدَاهُنّ : لَا تَحْزَنِي يَا خَدِيجَةُ فَأَنَا رُسُلٌ رَبِّك إلَيْك وَنَحْنُ أَخَوَاتِك أَنَا سَارَة وَهَذِه آسِيَةَ بِنْتَ مُزَاحِمٍ وَهِي رَفِيقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ وَهَذِه مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَهَذِه كلثم أُخْت مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بَعَثَنَا اللَّهِ إلَيْك لنلي مَا تَلِي النِّسَاءُ مِنْ النِّسَاءِ ، فَجَلَسْت وَاحِدَةً عَنْ يَمِينِهَا ، وَأُخْرَى عَنْ يَسَارِهَا ، وَالثَّالِثَة بَيْنَ يَدَيْهَا ، وَالرَّابِعَةِ مِنْ خَلْفِهَا ، فَوَضَعَت فَاطِمَة عليها‌ السلام طَاهِرَةٌ مُطَهِّرَةٌ .

فَلَمَّا سَقَطَتْ إلَى الْأَرْضِ أَشْرَق مِنْها النُّورَ حَتَّى دَخَلَ بُيُوتَات مَكَّةَ وَلَمْ يَبْقَ فِي شَرْقٍ الْأَرْضِ وَلَا غَرْبُهَا مَوْضِعٌ إلَّا أَشْرَقَ فِيهِ ذَلِكَ النُّورِ وَدَخَل عَشَرَ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مَعَهَا طَسْتٍ مِنْ الْجَنَّةِ وإبريق مِنْ الْجَنَّةِ وَفِي الْإِبْرِيق مَاءً مِنْ الْكَوْثَرِ فَتَنَاوَلْتُهَا الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهَا فغسلتها بِمَاء الْكَوْثَر وَأُخْرِجَت خِرْقَتَيْن بيضاوين أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنْ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ فلفتها بِوَاحِدَة وقنعتها بِالثَّانِيَةِ ثُمَّ استنطقتها فَنَطَقَت فَاطِمَة عليها‌ السلام بِالشَّهَادَتَيْن وَقَالَت : أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ أَبِي رَسُولِ اللَّهِ سَيِّد الْأَنْبِيَاءِ وَإِنْ بِعَلِيّ سَيِّد الْأَوْصِيَاء وَوَلَدِي سَادَة الْأَسْبَاط ثُمَّ سَلَّمَتْ عَلَيْهِنّ وَسَمَّت كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِاسْمِهَا وأقبلن يَضْحَكْن إلَيْهَا وتباشرت الْحُورِ الْعِينِ وَبَشَّرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِوِلَادَة فَاطِمَة عليها‌ السلام وَحَدَثٍ فِي السَّمَاءِ نُور زَاهِر لَمْ تَرَهُ الْمَلَائِكَةُ قَبْلَ ذَلِكَ وَقَالَتْ النِّسْوَة : خذيها يَا خَدِيجَةُ طَاهِرَةٌ مُطَهِّرَةٌ زَكِيَّة مَيْمُونَة بُورِك فِيهَا وَفِي نَسْلِهَا . فَتَنَاوَلْتُهَا فَرَحُه مُسْتَبْشِرَه وألقمتها ثَدْيُهَا فَدَرّ عَلَيْهَا فَكَانَتْ فَاطِمَةُ عليها‌ السلام تَنْمِي فِي الْيَوْمِ كَمَا يُنْمِي الصَّبِيُّ فِي الشَّهْرِ وَتُنَمِّي فِي الشَّهْرِ كَمَا يُنْمِي الصَّبِيُّ فِي السَّنَةِ .
 المصدر: أمالي الصدوق: ص 3 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما يجب فيه استماع القرآن والإنصات له

  ما يجب فيه استماع القرآن والإنصات له 1 ـ الفضل بن الحسن الطبرسي في ( مجمع البيان ) قال : قيل : إن الوقت المأمور فيه بالإنصات للقرآن والاس...