استحباب السجود للشكر ، واطالته ، والصاق الخدين بالأرض ، عند حصول النعم ، ودفع النقم ، وعند تذكر نعمة الله ، ولو بالإِيماء مع الانحناء ، عند خوف الشهرة
عن الفضل بن الربيع أن المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألت جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين صلوات الله عليه ما كان سببها؟ فحدثني عن أبيه محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي ابن أبي طالب عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه في أمر من أموره فحسن فيه بلاؤه، وعظم عناؤه، فلما قدم من وجهه ذلك، أقبل إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله قد خرج يصلي الصلاة فصلى معه. فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فاعتنقه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سأله عن مسيره ذلك وما صنع فيه، فجعل علي عليه السلام يحدثه وأسارير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله تلمع سرورا بما حدثه، فلما أتى صلوات الله عليه على حديثه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أبشرك يا أبا الحسن؟ قال: فداك أبي وأمي فكم من خير بشرت به، قال: إن جبرئيل عليه السلام هبط علي في وقت الزوال، فقال لي: يا محمد هذا ابن عمك علي وارد عليك، وإن الله عز وجل أبلى المسلمين به بلاء حسنا، وإنه كان من صنعه كذا وكذا، فحدثني بما أنبأتني به.
وقال لي: يا محمد إنه نجا من ذرية آدم من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم بشيث، ونجا شيث بأبيه آدم ونجى آدم بالله، يا محمد ونجا من تولى سام بن نوح وصي أبيه نوح بسام، ونجا سام بأبيه نوح، ونجا نوح بالله، يا محمد ونجا من تولى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمان وصي أبيه إبراهيم بإسماعيل، ونجا إسماعيل بإبراهيم عليه السلام، ونجا إبراهيم بالله، يا محمد ونجا من تولى يوشع بن نون وصي موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى بالله، يا محمد ونجا من تولى شمعون الصفا وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله، يا محمد ونجا من تولى عليا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك بعلي، ونجا علي بك، ونجوت أنت بالله عز وجل.
يا محمد إن الله جعلك سيد الأنبياء، وجعل عليا سيد الأوصياء، وخيرهم وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض ومن عليها، فسجد علي صلوات الله عليه، وجعل يقبل الأرض شكرا لله تعالى.
وإن الله جل اسمه خلق محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أشباحا يسبحونه ويمجدونه ويهللونه بين يدي عرشه، قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر آلاف عام، فجعلهم نورا ينقلهم في ظهور الأخيار من الرجال، وأرحام الخيرات المطهرات والمهذبات من النساء، من عصر إلى عصر.
فلما أراد الله عز وجل أن يبين لنا فضلهم ويعرفنا منزلتهم، ويوجب علينا حقهم، أخذ ذلك النور وقسمه قسمين: جعل قسما في عبد الله بن عبد المطلب، فكان عنه محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين، وجعل فيه النبوة، وجعل القسم الثاني في عبد مناف وهو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف فكان منهم علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين وجعله رسول الله صلى الله عليه وآله وليه ووصيه وخليفته وزوج ابنته، وقاضي دينه و كاشف كربته ومنجز وعده وناصر دينه .اليقين في امرة أمير المؤمنين عليه السلام ص 51 - 53.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق