السبت، 29 يوليو 2023

ما جرى على الحسين عليه السلام بعد شهادته

  ما جرى بعد شهادته (عليه السلام)

البهبهاني:
وروي لما اجتز الشمر لعنه الله رأس الحسين (عليه السلام) أخذه وعلقه على فرسه، فسمعت أذناي، ونظرت عيناي، ووعى قلبي، ورأس الحسين (عليه السلام) يكلمه بلسان فصيح، ويقول: يا شمر! يا شقي الأشقياء! يا عدو الله ورسوله! فرقت بين رأسي وجسدي، فرق الله بين لحمك وعظمك، وجعلك نكالا للعالمين.
قال: فرفع اللعين سوطا كان بيده ولم يزل يضرب الرأس حتى سكت عن الكلام، فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأنا والله! لا أستطيع قتال اللعين بن اللعين الذي يضرب رأس الحسين، وليس بيدي سيف ولا كعب ولا رمح ولكن صبرت حتى يحكم الله تعالى، وهو خير الحاكمين .معالي السبطين 2: 47 مختصرا.

 الكفعمي: قالت سكينة:
لما قتل الحسين (عليه السلام) اعتنقته، فأغمي علي، فسمعته يقول:
شيعتي ما إن شربتم ري عذب فاذكروني * أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني

فقامت مرعوبة قد ترحت مآقيها، وهي تلطم على خديها، وإذا بهاتف يقول:
بكت الأرض والسماء عليه * بدموع غزيرة ودماء... المصباح: 967.

 ولم يستطع أحد أن ينحيها عنه حتى اجتمع عليها عدة وجروها بالقهر. المنتخب: 307.

 المفيد:
ثم حمل عمر بن سعد أسارى أهل البيت (عليهم السلام)، ورؤس الشهداء إلى الكوفة، وكان رأس الحسين (عليه السلام) يقرأ القرآن في الكوفة وهو على الرمح.
روي عن زيد بن أرقم أنه قال: مر به علي، وهو على رمح وأنا في غرفة لي، فلما حاذاني سمعته يقرأ: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴾ ، فقف والله شعري! وناديت: رأسك والله يا ابن رسول الله!
أعجب وأعجب.الكهف 18: 9.
الإرشاد:245.

 ابن شهر آشوب:
 روى أبو مخنف عن الشعبي:
أنه صلب رأس الحسين (عليه السلام) بالصيارف في الكوفة، فتنحنح الرأس وقرأ سورة الكهف إلى قوله: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾  فلم يزدهم ذلك إلا ضلالا.الكهف: 18 / 13.
وفي أثر: أنهم لما صلبوا رأسه على الشجرة سمع منه: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّمُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) ، وسمع أيضا صوته بدمشق يقول: لا قوة إلا بالله. الشعراء: 26 / 227.
وسمع أيضا يقرأ: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴾ ، فقال زيد بن أرقم: أمرك أعجب يا ابن رسول الله!
الكهف: 18 / 13.

البحراني:
روي أن عبيد الله بن زياد - لعنه الله - بعد ما عرض عليه رأس الحسين (عليه السلام)، دعا بخولي بن يزيد الأصبحي - لعنه الله - وقال له: خذ هذا الرأس حتى أسألك عنه.
فقال: سمعا وطاعة. فأخذ الرأس وانطلق به إلى منزله، وكان له امرأتان أحدهما ثعلبية، والأخرى مضرية، فدخل على المضرية، فقالت: ما هذا؟
فقال: هذا رأس الحسين بن علي [(عليهما السلام)]، وفيه ملك الدنيا.
فقالت له: أبشر، فإن خصمك غدا جده محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله)، ثم قالت: والله! لا كنت لي ببعل، ولا أنا لك بأهل، ثم أخذت عمودا من حديد وأوجعت به دماغه.
فانصرف من عندها، وأتى به إلى الثعلبية، فقالت: ما هذا الرأس الذي معك؟
قال: رأس خارجي خرج على عبيد الله بن زياد، فقالت: وما اسمه؟
فأبى أن يخبرها ما اسمه، ثم تركه على التراب وجعله على إجانة.
قال: فخرجت امرأته في الليل فرأت نورا ساطعا من الرأس إلى عنان السماء، فجاءت إلى الإجانة فسمعت أنينا، وهو يقرأ إلى طلوع الفجر، وكان آخر ما قرأ:﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّمُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾، وسمعت حول الرأس دويا كدوي الرعد، فعلمت أنه تسبيح الملائكة. الشعراء: 26 / 227.
فجاءت إلى بعلها، وقالت: رأيت كذا وكذا، فأي شيء تحت الإجانة؟!
فقال: رأس خارجي فقتله الأمير عبيد الله بن زياد - لعنه الله - وأريد أن أذهب به إلى يزيد بن معاوية - لعنه الله - ليعطيني عليه مالا كثيرا.
قالت: ومن هو؟
قال: الحسين بن علي، فصاحت، وخرت مغشية عليها، فلما أفاقت، قالت: يا ويلك، يا شر المجوس! لقد آذيت محمدا في عترته، أما خفت من إله الأرض والسماء، حيث تطلب الجائزة على رأس ابن سيدة نساء العالمين.
ثم خرجت من عنده باكية، فلما قامت رفعت الرأس وقبلته، ووضعته في حجرها، وجعلت تقبله، وتقول: لعن الله قاتلك، وخصمه جدك المصطفى.
فلما جن الليل غلب عليها النوم، فرأت كأن البيت قد انشق بنصفين، وغشيه نور، فجاءت سحابة بيضاء، فخرج منها امرأتان، فأخذتا الرأس من حجرها وبكتا.
قالت: فقلت لهما: بالله، من أنتما؟!
قالت إحداهما: أنا خديجة بنت خويلد، وهذه ابنتي فاطمة الزهراء، ولقد شكرناك وشكر الله لك عملك، وأنت رفيقتنا في درجة القدس في الجنة.
قال: فانتبهت من النوم والرأس في حجرها، فلما أصبح الصبح جاء بعلها، لأخذ الرأس، فلم تدفعه إليه وقالت: ويلك طلقني، فوالله! لا جمعني وإياك بيت.
فقال: ادفعي لي الرأس، وافعلي ما شئت، فقالت: لا، والله! لا أدفعه إليك فقتلها،وأخذ الرأس فعجل الله بروحها إلى الجنة، جوار سيدة النساء.مقتل الحسين (عليه السلام) ومصرع أهل بيته: 168.

البهبهاني: في شرح الشافية، 
عن أبي مخنف قال:
حدثني من حضر اليوم الذي ورد فيه رأس الحسين (عليه السلام) على ابن زياد لعنه الله قال: رأيت قد خرجت من القصر نار، فقام عبيد الله بن زياد هاربا من سريره إلى أن دخل بعض البيوت، وتكلم الرأس الشريف بصوت فصيح جهوري، يسمعه ابن زياد ومن كان معه: إلى أين تهرب من النار!؟ يا ملعون! لئن عجزت عنك في الدنيا فإنها في الآخرة مثواك ومصيرك.
قال: فوقع أهل القصر سجدا لما رأوا من رأس الحسين (عليه السلام)، فلما ارتفعت النار سكت رأس الحسين (عليه السلام)!
مدينة المعاجز 4: 124 ح1132.

ابن شهر آشوب: وروى النطنزي في الخصائص:
لما جاؤوا برأس الحسين (عليه السلام)، ونزلوا منزلا يقال له: قنسرين (3)، أطلع راهب من صومعته إلى الرأس، فرأى نورا ساطعا يخرج من فيه ويصعد إلى السماء! فأتاهم بعشرة آلاف درهم وأخذ الرأس، وأدخله صومعته، فسمع صوتا ولم ير شخصا، قال: طوبى لك وطوبى لمن عرف حرمته! فرفع الراهب رأسه وقال: يا رب، بحق عيسى! تأمر هذا الرأس بالتكلم معي.
فتكلم الرأس وقال: يا راهب! أي شيء تريد؟!
قال: من أنت؟
قال: أنا ابن محمد المصطفى، وأنا ابن علي المرتضى، وأنا ابن فاطمة الزهراء، وأنا المقتول بكربلاء، أنا المظلوم، أنا العطشان. فسكت، فوضع الراهب وجهه على وجهه فقال: لا أرفع وجهي عن وجهك حتى تقول: أنا شفيعك يوم القيامة! فتكلم الرأس فقال: ارجع إلى دين جدي محمد (صلى الله عليه وآله).
فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. فقبل له الشفاعة، فلما أصبحوا أخذوا منه الرأس والدراهم، فلما بلغوا الوادي نظروا الدراهم قد صارت حجارة. المناقب 4: 60.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به

   وجوب تسكين الغضب عن فعل الحرام وما يسكّن به    1 -  عن صفوان بن مهران قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : إنما المؤمن الذي إذا غضب ل...