وروى عن موسى بن جعفرعليه السلام في قصار هذه المعاني.
1 ـ وقال موسى بن جعفرعليهالسلام : ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه ولا يتهمه في قضائه.
2 ـ وقال : سألته عن اليقين؟ فقال عليهالسلام : يتوكل على الله ويسلم الله ويرضى بقضاء الله ويفوض إلى الله.
3 ـ وقال عبدالله بن يحيى : كتبت إليه في دعاء «الحمد لله منتهى علمه» فكتب عليهالسلام : لا تقولن منتهى علمه ، فإنه ليس لعلمه منتهى. ولكن قل : منتهى رضاه.
4 ـ وسأله رجل عن الجواد؟ فقال عليهالسلام : إن لكلامك وجهين ، فإن كنت تسأل عن المخلوقين ، فإن الجواد ، الذي يؤدي ما افترض الله عليه ، والبخيل من بخل بما افترض الله ، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع ، لانه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك.
5 ـ وقال لبعض شيعته : أي فلان! إتق الله وقل الحق وإن كان فيه هلاكك
فإن فيه نجاتك ، أي فلان! اتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك ، فإن فيه هلالك.
2 ـ وقال : سألته عن اليقين؟ فقال عليهالسلام : يتوكل على الله ويسلم الله ويرضى بقضاء الله ويفوض إلى الله.
3 ـ وقال عبدالله بن يحيى : كتبت إليه في دعاء «الحمد لله منتهى علمه» فكتب عليهالسلام : لا تقولن منتهى علمه ، فإنه ليس لعلمه منتهى. ولكن قل : منتهى رضاه.
4 ـ وسأله رجل عن الجواد؟ فقال عليهالسلام : إن لكلامك وجهين ، فإن كنت تسأل عن المخلوقين ، فإن الجواد ، الذي يؤدي ما افترض الله عليه ، والبخيل من بخل بما افترض الله ، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع ، لانه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك.
5 ـ وقال لبعض شيعته : أي فلان! إتق الله وقل الحق وإن كان فيه هلاكك
فإن فيه نجاتك ، أي فلان! اتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك ، فإن فيه هلالك.
6 ـ وقال له وكيله : والله ماخنتك. فقال عليهالسلام له : خيانتك وتضييعك علي مالي سواء ، والخيانة شرهما عليك.
7 ـ وقال عليهالسلام ، إياك أن تمنع في طاعة الله ، فتنفق مثليه في معصية الله.
8 ـ وقال عليهالسلام : المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه.
9 ـ وقال عليهالسلام : عند قبر حضره إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، وإن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره.
10 ـ وقال عليهالسلام : من تكلم في الله هلك ، ومن طلب الرئاسة هلك ، ومن دخله العجب هلك.
11 ـ وقال عليهالسلام : اشتدت مؤونة الدنيا والدين : فأما مؤونة الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شئ منها إلا وجدت فاجرا قد سبقك إليه ، وأما مؤونة الاخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليه.
12 ـ وقال عليهالسلام : أربعة من الوسواس : أكل الطين ، وفت الطين ، وتقليم الاظفار بالاسنان ، وأكل اللحية. وثلاث يجلين البصر : النظر إلى الخضرة ، والنظر إلى الماء الجاري ، والنظر إلى الوجه الحسن.
13 ـ وقال عليهالسلام : ليس حسن الجوار كف الاذى ، ولكن حسن الجوار الصبر على الاذى.
14 ـ وقال عليهالسلام : لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك (1) وابق منها ، فإن ذهابها ذهاب الحياء.
(1) الحشمة : الانقباض والاستحياء.
15ـ وقال عليهالسلام لبعض ولده : يابني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها.
وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها ، وعليك بالجد ، ولا تخرجن نفسك
من التقصير في عبادة الله وطاعته ، فإن الله لا يعبد حق عبادته ، وإياك والمزاح ، فإنه يذهب بنور إيمانك ويستخف مروتك ، وإياك والضجر والكسل ، فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والاخرة.
16 ـ وقال عليهالسلام : إذا كان الجور أغلب من الحق لم يحل لاحد أن يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه.
17 ـ وقال عليهالسلام : ليس القبلة على الفم إلا للزوجة والولد الصغير.
19 - وقال عليه السلام: تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا. وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب. ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا.
20 - وقال عليه السلام لعلي بن يقطين : كفارة عمل السلطان الاحسان إلى الاخوان.
22 - وقال عليه السلام: إذا كان الامام عادلا كان له الاجر وعليك الشكر. وإذا كان جائرا كان عليه الوزر وعليك الصبر.
23 - وقال أبو حنيفة حججت في أيام أبي عبد الله الصادق عليه السلام فلماأتيت المدينة دخلت داره فجلست في الدهليز أنتظر إذنه إذ خرج صبي يدرج ، فقلت: يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم؟ قال: على رسلك . ثم جلس مستندا إلى الحائط. ثم قال: توق شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وقارعة الطريق. وتوار خلف جدار، وشل ثوبك ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها، وضع حيث شئت، فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له، ما اسمك؟ فقال: أنا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فقلت له: يا غلام ممن المعصية؟ فقال عليه السلام إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث: إما أن تكون من الله - وليست منه - فلا ينبغي للرب أن يعذب العبد على ما لايرتكب. وإما أن تكون منه ومن العبد - وليست كذلك - فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف. وإما أن تكون من العبد - وهي منه - فإن عفا فبكرمه وجوده. وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته. قال أبو حنيفة: فانصرفت ولم ألق أبا عبد الله عليه السلام واستغنيت بما سمعت.
24 - وقال له أبو أحمد الخراساني: الكفر أقدم أم الشرك ؟ فقال عليه السلام له: مالك ولهذا ما عهدي بك تكلم الناس. قلت: أمرني هشام بن الحكم أن أسألك. [ف] - قال: قل له: الكفر أقدم، أول من كفر إبليس "أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [1] " والكفر شئ واحد والشرك يثبت واحدا ويشرك معه غيره.بحار الانوار: ج 75 ص 324.
البقرة 2 : 34.
25 - ورأي رجلان يتسابان فقال عليه السلام: البادي أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتد المظلوم.
26 - وقال عليه السلام: ينادي مناد يوم القيامة: ألا من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا من عفا، وأصلح فأجره على الله.
27 - وقال عليه السلام: السخي الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلى الله عنه حتى يدخله الجنة. وما بعث الله نبيا إلا سخيا. وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتى مضى.
[1] الصرور - بالصاد المهملة - الذي لم يتزوج أو لم يحج.
29 - وقال عليه السلام لفضل بن يونس: أبلغ خيرا وقل خيرا ولا تن إمعة [1] قلت: وما الإمعة؟ قال: لا تقل: أنا مع الناس، وأنا كواحد من الناس. إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر، فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير [2] ".
[1] الإمع والإمعة - بالكسر فالتشديد - قيل: أصله " انى معك ".
[2] النجد: الطريق الواضح المرتفع. وقوله عليه السلام: " إنما هما نجدان " فالظاهر إشارة إلى قوله في سورة البلد 10 " : وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ".
30 - وروي أنه مر برجل من أهل السواد دميم المنظر، فسلم عليه و نزل عنده وحادثه طويلا. ثم عرض عليه السلام عليه نفسه في القيام بحاجة إن عرضت له، فقيل له: يا ابن رسول الله أتنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجه، وهو إليك أحوج؟ فقال عليه السلام: عبد من عبيد الله وأخ في كتاب الله وجار في بلاد الله، يجمعنا وإياه خير الاباء آدم عليه السلام وأفضل الأديان الاسلام ولعل الدهر يرد من حاجاتنا إليه،فيرانا - بعد الزهو عليه - متواضعين بين يديه، ثم قال عليه السلام: نواصل من لا يستحق وصالنا مخافة أن نبقى بغير صديق.
31 - وقال عليه السلام: لا تصلح المسألة إلا في ثلاثة: في دم منقطع أو غرم مثقل أو حاجة مدقعة.
32 - وقال عليه السلام: عونك للضعيف من أفضل الصدقة.
33 - وقال عليه السلام: تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من الجاهل.
34 - وقال عليه السلام: المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان.
35 - وقال عليه السلام: يعرف شدة الجور من حكم به عليه.
التحف ص408.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق