شعر الحسين عليه السلام: فقد
قال أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي عليه السلام:
ذهب الذين أحبهم * وبقيت فيمن لا أحبه
في من أراه يسبني * ظهر المغيب ولا أسبه
يبغي فسادي ما استطاع * وأمره مما أربه
حنقا يدب إلى الضراء * وذاك مما لا أدبه
ويرى ذباب الشر من * حولي يطن ولا يذبه
وإذا خبا وغر الصدور * فلا يزال به يشبه [1]
أفلا يعيج بعقله * أفلا يتوب إليه لبه [2]
أفلا يرى أن فعله * مما يسور إليه غبه
حسبي بربي كافيا * ما أختشى والبغي حسبه
ولقل من يبغي عليه * فما كفاه الله ربه [3]
وقال عليه السلام:
إذا ما عضك الدهر فلا تجنح إلى خلق * ولا تسأل سوى الله تعالى قاسم الرزق
فلو عشت وطوفت من الغرب إلى الشرق * لما صادفت من يقدر أن يسعد أو يشقى
وقال عليه السلام:
الله يعلم أن ما يبدي يزيد لغيره * وبأنه لم يكتسبه بغيره وبميره [4]
لو أنصف النفس الخؤن لقصرت من سيره * ولكان ذلك منه أدنى شره من خيره
كذا بخط ابن الخشاب " شره " بالإضافة، وأظنه وهما منه لأنه لا معنى له على الإضافة، والمعنى أنه لو أنصف نفسه أدنى الانصاف شره على المفعولية.
من خيره أي صار ذا خير.
قال عليه السلام:
إذا استنصر المرء امرءا لا يدي له * فناصره والخاذلون سواء
أنا ابن الذي قد تعلمون مكانه * وليس على الحق المبين طخاء [5]
أليس رسول الله جدي ووالدي * أنا البدران خلا النجوم خفاء
ألم ينزل القرآن خلف بيوتنا * صباحا ومن بعد الصباح مساء
ينازعني والله بيني وبينه * يزيد وليس الامر حيث يشاء
فيا نصحاء الله أنتم ولاته * وأنتم على أديانه امناء
بأي كتاب أم بأية سنة * تناولها عن أهلها البعداء
[1] خبا أي سكن. ووغر الصدور: حرها. ويشبه أي يشعله ويوقده.
[2] يعيج أي يقيم ويرجع. ويثوب أي يرجع، واللب: العقل.
[3] في بعض النسخ " الا كفاه الله ربه ".
[4] غار الرجل. وغار لهم. ومار لهم، ومار بهم وهي الغيرة والميرة.
[5] الطخاء: السحاب المرتفع، وما في السماء طخية - بالضم - أي شئ من السحاب. والطخياء: الليلة المظلمة وظلام طاخ.الكشف: ج 2 ص 241.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق