السبت، 1 مارس 2025

دعاء إِدريس عليه‌ السلام بالأسحار في شهر رمضان

   دُعَاءُ إدريس عَلَيْهِ السُّلَّامَ فِي سَحَرِ شَهْرِ رَمَضَانِ

عَنْ أَبِي عَبْدَاللَّهِ( عَلَيْهِ السُّلَّامَ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ( صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله): خَيْرٌ وَقْتَ دَعَوْتُم اللهَ فِيهِ الْأَسْحَارَ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةِ فِي قَوْلِ يَعْقُوبِ( عَلَيْهِ السُّلَّامَ):( سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيُّ)( 1) قَالَ: أَخَّرَهُمْ إِلَى السَّحَرِ.الْكَافِّيُّ 2: 346| 6.
الْكَافِّيُّ 2: 346| 6.
1) يوسف 12: 98.

أَرْوِيهِ بِإِسْنَادِي إِلَى جَدِّي أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ فِي الْمِصْبَاحِ قَالَ وَ تَدْعُو أَيْضاً فِي السَّحَرِ بِدُعَاءِ إِدْرِيسَ عليه السلام وَ رَأَيْتُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الدُّعَاءِ أَنَّهُ الَّذِي رَفَعَهُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ بِهِ إِلَيْهِ وَ أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلِ الدُّعَاءِ :

وَ هُوَ(1)  سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ يَا رَبَّ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ وَارِثَهُ (2) يَا إِلَهَ الْآلِهَةِ الرَّفِيعَ جَلَالُهُ (3) يَا اللَّهُ الْمَحْمُودُ فِي كُلِّ فِعَالِهِ [أَفْعَالِهِ‌] (4) يَا رَحْمَانَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ رَاحِمَهُ(5) يَا حَيُّ حِينَ لَا حَيَّ فِي دَيْمُومَةِ مُلْكِهِ وَ بَقَائِهِ (6) يَا قَيُّومُ فَلَا يَفُوتُ شَيْ‌ءٌ مِنْ عِلْمِهِ [فَلَا يُفَوِّتُ شَيْئاً عِلْمُهُ‌] وَ لَا يَئُودُهُ (7) يَا وَاحِدُ الْبَاقِي أَوَّلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ آخِرَهُ (8) يَا دَائِمُ بِغَيْرِ فَنَاءٍ وَ لَا زَوَالَ لِمُلْكِهِ(9) يَا صَمَدُ فِي غَيْرِ شَبِيهٍ وَ لَا شَيْ‌ءَ كَمِثْلِهِ (10) يَا بَارُّ فَلَا شَيْ‌ءَ كُفْوُهُ وَ لَا مُدَانِيَ لِوَصْفِهِ(11) يَا كَبِيرُ أَنْتَ الَّذِي لَا تَهْتَدِي الْقُلُوبُ لِعَظَمَتِهِ [لِوَصْفِ عَظَمَتِهِ‌] (12) يَا بَارِئُ الْمُنْشِئُ [النُّفُوسَ‌] بِلَا مِثَالٍ خَلَا [مَضَى‌] مِنْ غَيْرِهِ(13)  يَا زَاكِي الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ بِقُدْسِهِ (14) يَا كَافِي الْمُوسِعُ لِمَا خَلَقَ مِنْ عَطَايَا فَضْلِهِ(15) يَا نَقِيُّ [نَقِيّاً] مِنْ كُلِّ جَوْرٍ لَمْ يَرْضَهُ وَ لَمْ يُخَالِطْهُ فِعَالُهُ (16) يَا حَنَّانُ أَنْتَ الَّذِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ رَحْمَتُهُ (17) يَا مَنَّانُ ذَا الْإِحْسَانِ قَدْ عَمَّ الْخَلَائِقَ مَنُّهُ (18) يَا دَيَّانَ الْعِبَادِ فَكُلٌّ يَقُومُ خَاضِعاً لِرَهْبَتِهِ (19) يَا خَالِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ فَكُلٌّ إِلَيْهِ مَعَادُهُ(20) يَا رَحْمَانُ وَ رَاحِمَ كُلِّ صَرِيخٍ وَ مَكْرُوبٍ وَ غِيَاثَهُ وَ مَعَاذَهُ (21) يَا بَارُّ فَلَا تَصِفُ الْأَلْسُنُ كُنْهَ جَلَالِ مُلْكِهِ وَ عِزِّهِ(22) يَا مُبْدِئَ الْبَدَايَا [الْبَرَايَا] [مَنْ‌] لَمْ يَبْغِ فِي إِنْشَائِهَا أَعْوَاناً مِنْ [على‌] خَلْقِهِ (23) يَا عَلَّامَ الْغُيُوبِ فَلَا يَئُودُهُ مِنْ شَيْ‌ءٍ حِفْظُهُ (24) يَا مُعِيداً مَا أَفْنَاهُ إِذَا بَرَزَ الْخَلَائِقُ لِدَعْوَتِهِ مِنْ مَخَافَتِهِ(25) يَا حَلِيمُ ذَا الْأَنَاةِ فَلَا شَيْ‌ءَ يَعْدِلُهُ مِنْ خَلْقِهِ (26) يَا مَحْمُودَ الْفِعَالِ ذَا الْمَنِّ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ بِلُطْفِهِ(27) يَا عَزِيزُ الْمَنِيعُ الْغَالِبُ عَلَى أَمْرِهِ فَلَا [و لا] شَيْ‌ءَ يَعْدِلُهُ(28) يَا قَاهِرُ ذَا الْبَطْشِ الشَّدِيدِ أَنْتَ الَّذِي لَا يُطَاقُ انْتِقَامُهُ (29)يَا مُتَعَالِي الْقَرِيبُ فِي عُلُوِّ ارْتِفَاعِ دُنُوِّهِ (30)يَا جَبَّارُ الْمُذَلِّلُ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بِقَهْرِ عَزِيزِ سُلْطَانِهِ(31) يَا نُورَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ أَنْتَ الَّذِي فَلَقَ الظُّلُمَاتِ نُورُهُ (32)يَا قُدُّوسُ الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ لَا شَيْ‌ءَ يَعْدِلُهُ (33) يَا قَرِيبُ الْمُجِيبُ الْمُتَدَانِي دُونَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قُرْبُهُ (34) يَا عَالِي الشَّامِخُ فِي السَّمَاءِ فَوْقَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ عُلُوُّ ارْتِفَاعِهِ(35) يَا بَدِيعَ الْبَدَائِعِ وَ مُعِيدَهَا بَعْدَ فَنَائِهَا بِقُدْرَتِهِ (36) يَا جَلِيلُ الْمُتَكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ فَالْعَدْلُ أَمْرُهُ وَ الصِّدْقُ وَعْدُهُ وَ قَوْلُهُ (37) يَا مَجِيدُ فَلَا يَبْلُغُ الْأَوْهَامُ كُلَّ ثَنَائِهِ وَ مَجْدِهِ (38) يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ وَ [ذَا] الْعَدْلِ أَنْتَ الَّذِي‌ مَلَأَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ عَدْلُهُ (39) يَا عَظِيمُ ذَا الثَّنَاءِ الْفَاخِرِ وَ الْعِزِّ وَ الْكِبْرِيَاءِ فَلَا يَذِلُّ عِزُّهُ (40)يَا عَجِيبُ فَلَا تَنْطِقُ الْأَلْسُنُ بِكُلِّ آلَائِهِ وَ ثَنَائِهِ.

 أَسْأَلُكَ يَا مُعْتَمَدِي عِنْدَ كُلِّ كُرْبَةٍ وَ غِيَاثِي عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَمَاناً مِنْ عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّي بِهِنَّ كُلَّ سُوءٍ وَ مَخُوفٍ وَ مَحْذُورٍ وَ تَصْرِفَ عَنِّي أَبْصَارَ الظَّلَمَةِ الْمُرِيدِينَ فِي السُّوءِ الَّذِي نَهَيْتَ عَنْهُ وَ أَنْ تَصْرِفَ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَرِّ مَا يُضْمِرُونَ إِلَى خَيْرِ مَا لَا يَمْلِكُونَ وَ لَا يَمْلِكُهُ غَيْرُكَ يَا كَرِيمُ

اللَّهُمَّ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فَأَعْجِزَ عَنْهَا وَ لَا إِلَى النَّاسِ فَيَرْفُضُونِي وَ لَا تُخَيِّبْنِي وَ أَنَا أَرْجُوكَ وَ لَا تُعَذِّبْنِي وَ أَنَا أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَأَجِبْنِي كَمَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمُرِي مَا وَلِيَ أَجَلِي اللَّهُمَّ لَا تُغَيِّرْ جَسَدِي وَ لَا تُرْسِلْ حَظِّي وَ لَا تَسُؤْ صَدِيقِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ سُقْمٍ مُصْرِعٍ وَ فَقْرٍ مُدْقِعٍ [مُقْرِعٌ‌] [مُفْزِعٍ‌] وَ مِنَ الذُّلِّ وَ بَأْسِ الْخِلِّ اللَّهُمَّ سَلِّ قَلْبِي عَنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ لَا أَتَزَوَّدُهُ إِلَيْكَ وَ لَا أَنْتَفِعُ بِهِ يَوْمَ أَلْقَاكَ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ ثُمَّ أَعْطِنِي قُوَّةً عَلَيْهِ وَ عِزّاً وَ قَنَاعَةً وَ مَقْتاً لَهُ وَ رِضَاكَ فِيهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَطَايَاكَ الْجَزِيلَةِ وَ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مِنَنِكَ الْمُتَوَاتِرَةِ الَّتِي بِهَا دَافَعْتَ عَنِّي مَكَارِهَ الْأُمُورِ وَ بِهَا آتَيْتَنِي مَوَاهِبَ السُّرُورِ مَعَ تَمَادِيَّ فِي الْغَفْلَةِ وَ مَا بَقِيَ فِيَّ مِنَ الْقَسْوَةِ فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي أَنْ عَفَوْتَ عَنِّي وَ سَتَرْتَ ذَلِكَ عَلَيَّ وَ سَوَّغْتَنِي مَا فِي يَدِي مِنْ نِعَمِكَ وَ تَابَعْتَ عَلَيَّ مِنْ إِحْسَانِكَ وَ صَفَحْتَ لِي عَنْ قَبِيحِ مَا أَفْضَيْتُ بِهِ إِلَيْكَ وَ انْتَهَكْتُهُ مِنْ مَعَاصِيكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ يَحِقُّ عَلَيْكَ فِيهِ إِجَابَةَ الدُّعَاءِ إِذَا دُعِيتَ بِهِ وَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ ذِي حَقٍّ عَلَيْكَ وَ بِحَقِّكَ عَلَى جَمِيعِ مَنْ هُوَ دُونَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ آلِ مُحَمَّدٍ [وَ عَلَى آلِهِ‌] وَ مَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَخُذْ بِسَمْعِهِ وَ بَصَرِهِ وَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ امْنَعْهُ مِنِّي بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ

 يَا مَنْ لَيْسَ مَعَهُ رَبٌّ يُدْعَى وَ يَا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ خَالِقٌ يُخْشَى وَ يَا مَنْ لَيْسَ دُونَهُ إِلَهٌ يُتَّقَى وَ يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤْتَى وَ يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجِبٌ يُرْشَى وَ يَا مَنْ لَيْسَ لَهُ بَوَّابٌ يُنَادَى وَ يَا مَنْ لَا يَزْدَادُ عَلَى كَثْرَةِ الْعَطَاءِ إِلَّا كَرَماً وَ جُوداً وَ عَلَى تَتَابُعِ الذُّنُوبِ إِلَّا مَغْفِرَةً وَ عَفْواً صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ [وَ آلِ مُحَمَّدٍ] وَ افْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ لَا تَفْعَلْ بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ فَإِنَّكَ‌ أَهْلُ التَّقْوى‌ وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ. 
إقبال الأعمال( ط- القديمة): ص80-81.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلة التي من أجلها سمي بيت الله الحرام

   العلة التي من أجلها سمي بيت الله الحرام 1-  عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ حَنَانٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ  (عليه الس...