الاثنين، 13 يناير 2025

ولادة علي بن ابي طالب صلوات الله عليه في بيت الله الحرام

   ولادة علي بن ابي طالب صلوات الله عليه

عن أبي عبدالله جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم ‌السلام قال :
كان العباس بن عبدالمطلب ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبدالعزى بإزاء بيت الله الحرام إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم ام أمير المؤمنين عليه ‌السلام وكانت حاملة بأمير المؤمنين تسعة  أشهر وكان يوم التمام ، قال :

فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت : أي رب إني مؤمنة بك وبما جاء به من عندك الرسول ، وبكل نبي من أنبيائك وبكل كتاب أنزلته ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ،

وإنه بنى بيتك العتيق ، فأسالك بحق هذا البيت ومن بناه ، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه ، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك ، لما يسرت علي ولادتي.

قال العباس بن عبدالمطلب ويزيد بن قعنب : فلما تكلمت  فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء ، رأينا البيت قد انفتح من ظهره ، ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا  ، ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله ، فرمنا  أن نفتح الباب لتصل  إليها بعض نسائنا فلم ينفتح الباب ،

 فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله تعالى ، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام ، قال : وأهل مكة يتحدثون بذلك في أفواه السكك ، وتتحدث
المخدرات في خدورهن ، قال : فلما كان بعد ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه ، فخرجت فاطمة وعلي عليه ‌السلام  على يديها ،

 ثم قالت : معاشر الناس إن الله عز وجل اختارني من خلقه وفضلني على المختارات ممن كن قبلي ، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم ، وإنها  عبدت الله سرا في موضع لا يجب أن يعبد الله فيها إلا اضطرارا ، وأن مريم بنت عمران اختارها الله حيث يسر عليها ولادة عيسى ،

 فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الارض حتى تساقط عليها رطبا جنيا ، وأن الله تعالى اختارني وفضلني عليهما وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين ، لاني ولدت في بيته العتيق ، وبقيت فيه ثلاثة أيام ، آكل من ثمار الجنة وأرواقها  ،

 فلما أردت أن أخرج و ولدي على يدي هتف بي هاتف وقال : يا فاطمة سميه عليا فأنا العلي الاعلى ، وإني خلقته من قدرتي ، وعز جلالي  وقسط عدلي ، واشتققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي وفوضت إليه أمري ، ووقفته على غامض علمي ،

وولد في بيتي وهو أول من يؤذن فوق بيتي ، ويكسر الاصنام ويرميها على وجهها ، ويعظمني ويمجدني ويهللني ، وهو الامام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمد رسولي ، ووصيه ، فطوبى لمن أحبه ونصره ، و الويل لمن عصاه وخذله وجحد حقه.

قال :
 فلما رآه أبوطالب سر وقال علي عليه‌ السلام : السلام عليك يا أبه ورحمة الله وبركاته ، ثم قال : دخل  رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين عليه ‌السلام وضحك في وجهه وقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ،

قال : ثم تنحنح بإذن الله تعالى وقال : « بسم الله الرحمن الرحيم * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ
 * » إلى آخر الآيات فقال رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله قد أفلحوا بك ، وقرأ تمام الآيات إلى قوله :

«  أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ  الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  » فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله : أنت والله أميرهم [ أمير المؤمنين ] تميرهم من علومهم  فيمتارون ، وأنت والله دليلهم وبك يهتدون.

ثم قال رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله لفاطمة : اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به ، فقالت : وإذا خرجت  أنا فمن يرويه؟ قال : أنا ارويه ، فقالت فاطمة : أنت ترويه؟ قال : نعم فوضع رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله لسانه في فيه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ،

قال : فسمي ذلك اليوم يوم التروية ، فلما أن رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد ارتفع من علي إلى أعنان السماء، قال : ثم شدته وقمطته بقماط ، فبترهما القماط  ، قال : فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته به ، فبتر القماط ، ثم جعلته في قماطين فبترهما ،

 فجعلته ثلاثة فبترها ، فجعلته  أربعة أقمطة من رق مصر لصلابته ، فبترها ، فجعلته خمسة أقمطة ديباج لصلابته فبترها كلها ، فجعلته ستة من ديباج وواحدا من الادم ، فتمطى فيها فقطعها كلها بإذن الله ، ثم قال بعد ذلك : يا امه لاتشدي يدي فإني أحتاج أن ابصبص لربي بإصبعي ،

قال : فقال أبوطالب عند ذلك : إنه سيكون له شأن ونبأ ، قال  : فلما كان من غد دخل رسول الله  ( صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله )على فاطمة ، فلما بصر علي برسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله سلم عليه وضحك في وجهه ، وأشار إليه أن خذني إليك ، واسقني بما سقيتني بالامس ، قال :

فأخذه رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله فقالت فاطمة : عرفه ورب الكعبة ، قال : فلكلام فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة ، يعني  أن أمير المؤمنين عليه ‌السلام عرف رسول الله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ، فلما كان اليوم الثالث وكان العاشر من ذي الحجة أذن أبوطالب في الناس أذانا جامعا وقال : هلموا إلى وليمة ابني علي ، قال : ونحر

ثلاثمأة من الابل وألف رأس من البقر والغنم ، واتخذ وليمة عظيمة وقال : معاشر الناس ألا من أراد من طعام علي ولدي فهلموا وطوفوا بالبيت سبعا سبعا ، وادخلوا وسلموا على ولدي علي ، فإن الله شرفه ، ولفعل أبي طالب شرف يوم النحر .
امالى ابن الشيخ. 80 و 82. أو بحار الأنوار ج 35 ص 36.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المصائب العظام التي حذّر منها أمير المؤمنين (عليه السلام)

  وجوب ترك الداعي الذنوب ، واجتنابه للمحرمات   1 ـ البحار ، عن كتاب دعائم الدين قال : روي في كتاب التنبيه ، عن امير المؤمنين ( عليه السلام ...