دُعَاءٍ عَنْ مَوْلَانَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ ).
قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : من سرّه أن يستجاب له في الشدّة فليكثر الدعاء في الرخاء .وسائل الشيعة : ج 7 ص 41.
رَوَاهُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَيْهِ عَنْ مَشَايِخِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ ) بِمَدِينَةِ مَرْوَ وَ مَعَهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ سِتُّونَ رَجُلًا مِنْ شِيعَتِهِ مِنْ بِلَادٍ شَتَّى فَأُخْبِرَ الْمَأْمُونُ بِأَنَّ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ ) يَتَأَهَّبُ لِلْخُرُوجِ وَ يَدْعُوا النَّاسَ لِذَلِكَ فَأَمَرَ الْمَأْمُونُ بِطَرْدِ أَصْحَابِهِ عَنْ بَابِهِ فَاغْتَمَّ الرِّضَا لِذَلِكَ وَ حَزِنَ فَاغْتَسَلَ وَ قَالَ لِابْنِ الصَّلْتِ اصْعَدِ السَّطْحَ فَانْظُرْ مَا ذَا تَبِينُ مِنَ الْقَوْمِ حَتَّى أُصَلِّيَ أَنَا رَكْعَتَيْنِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ رَفَعَ يَدَهُ فِي الْقُنُوتِ وَ قَالَ :(( اللَّهُمَّ يَا ذَا الْقُدْرَةِ الْجَامِعَةِ وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَ الْمِنَنِ الْمُتَتَابِعَةِ وَ الْآلَاءِ الْمُتَوَالِيَةِ وَ الْأَيَادِي الْجَمِيلَةِ وَ الْمَوَاهِبِ الْجَزِيلَةِ يَا مَنْ لَا يُوصَفُ بِتَمْثِيلٍ وَ لَا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَ لَا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ يَا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَ أَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَ ابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَ عَلَا فَارْتَفَعَ وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَ صَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَ احْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَ أَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَ أَعْطَى فَأَجْزَلَ وَ مَنَحَ فَأَفْضَلَ يَا مَنْ سَمَا فِي الْعِزِّ فَفَاقَ خَوَاطِفَ الْأَبْصَارِ وَ دَنَا فِي اللُّطْفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الْأَفْكَارِ يَا مَنْ تَفَرَّدَ بِالْمُلْكِ فَلَا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطَانِهِ وَ تَوَحَّدَ فِي كِبْرِيَائِهِ فَلَا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ يَا مَنْ حَارَتْ فِي كِبْرِيَاءِ هَيْبَتِهِ دَقَائِقُ لَطَائِفِ الْأَوْهَامِ وَ انْحَسَرَتْ دُونَ إِدْرَاكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبْصَارِ الْأَنَامِ يَا عَالِمَ خَطَرَاتِ قُلُوبِ الْعَالَمِينَ وَ شَاهِدَ لَحَظَاتِ أَبْصَارِ النَّاظِرِينَ يَا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ لِعَظَمَتِهِ وَ جَلَالَتِهِ وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ ارْتَعَدَتِ الْفَرَائِصُ مِنْ فَرَقِهِ يَا بَدِيءُ يَا بَدِيعُ يَا قَوِيُّ يَا مَنِيعُ يَا عَلِيُّ يَا رَفِيعُ صَلِّ عَلَى مَنْ شُرِّفَتِ الصَّلَاةُ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَ انْتَقِمْ لِي مِمَّنْ ظَلَمَنِي وَ اسْتَخَفَّ بِي وَ طَرَدَ الشِّيعَةَ عَنْ بَابِي وَ أَذِقْهُ مَرَارَةَ الذُّلِّ وَ الْهَوَانِ كَمَا أَذَاقَنِيهَا وَ اجْعَلْهُ طَرِيدَ الْأَرْجَاسِ وَ شَرِيدَ الْأَنْجَاسِ))
قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ ) عَنْ دُعَائِهِ هَذَا اجْتَمَعَتِ الْغَوْغَاءُ عَلَى بَابِ الْمَأْمُونِ وَ طُرِدَ عَنِ الْبَلَدِ .
المستطاب المسمى بالمجتنى من الدعاء المجتبى : ص 23.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق