تاريخ ولادته (صلى الله عليه واله وسلم) وما يتعلق بها ، وما ظهر عندها من المعجزات والكرامات
عن أبان بن عثمان يرفعه بإسناده قال : لما بلغ عبدالله بن عبدالمطلب زوجه عبدالمطلب آمنة بنت وهب الزهرى ، فلما تزوجها [1] حملت برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ، فروي عنها أنها قالت : لما حملت برسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النسآء من ثقل الحمل ، ورأيت في نومي كأن آتيا أتاني وقال لي : قد حملت بخير الانام ، فلما حان وقت الولادة خف ذلك علي حتى وضعته (صلى الله عليه واله وسلم) ، وهو يتقي الارض بيديه [2] ، وسمعت قائلا يقول : وضعت خير البشر ، فعوذيه بالواحد الصمد ، من شر كل باغ وحاسد ، فولدت [3] رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عام الفيل لاثنتى عشرة ليلة من شهر ربيع الاول يوم الاثنين ، فقالت آمنة : لما سقط إلى الارض اتقى الارض بيديه وركبتيه ، ورفع رأسه إلى السمآء ، وخرج مني نور أضاء ما بين السمآء والارض ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وحجبوا عن السمآء ، ورأت قريش الشهب والنجوم تسير في السمآء ، ففزعوا لذلك وقالوا : هذا قيام الساعة ، واجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك ، وكان شيخا كبيرا مجربا ، فقال : انظروا إلى هذه النجوم التي يهتدى بها [4] في البر والبحر ، فإن كانت قد زالت فهو قيام الساعة ، وإن كانت هذه ثابتة فهو لامرقد حدث ، وابصرت الشياطين ذلك فاجتمعوا إلى إبليس فأخبروه بأنهم قد منعوا من السمآء ، ورموا بالشهب ، فقال : اطلبوا ، فإن أمرا قد حدث ، فجالوا في الدنيا ورجعوا فقالوا : لم نر شيئا ، فقال : أنا لهذا ، فخرق ما بين المشرق والمغرب فانتهى [5] إلى الحرم فوجد الحرم محفوفا بالملائكة ، فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل فقال : اخسأ ياملعون ، فجاء من قبل حرآء فصار مثل الصر قال : يا جبرئيل ما هذا؟ قال : هذا نبي قد ولد وهو خير الانبياء ، قال : هل لي فيه نصيب؟ قال : لا ، قال : ففي امته؟ قال : نعم ، قال : قد رضيت ، قال : وكان بمكة يهودي ، يقال له : يوسف ، فلما رأى النجوم يقذف بها وتتحرك قال : هذا نبي قد ولد في هذه الليلة ، وهو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد وهو آخر الانبياء رجمت الشياطين ، وحجبوا عن السمآء ، فلما أصبح جاء إلى نادي [6] قريش وقال : يا معشر قريش هل ولد فيكه الليلة مولود؟ قالوا : لا ، قال : أخطأكم [7] والتوراة ، ولد إذا بفلسطين ، وهو آخر الانبياء وأفضلهم ، فتفرق القوم فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل رجل أهله بما قال اليهودي ، فقالوا : لقد ولد لعبد الله بن عبدالمطلب ابن في هذه الليلة ، فأخبروا بذلك يوسف اليهودي ، فقال : قبل أن أسألكم أو بعده ، فقالوا : قبل ذلك ، قال : فأعرضوه علي ، فمشوا إلى باب آمنة [8] فقالوا : اخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي ، فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه ، وكشف عن كتفيه ، فرأى شامة سودآء بين كتفيه ، عليها شعرات ، فلما نظر إليه وقع إلى الارض مغشيا عليه ، فتعجبت منه قريش و ضحكوا [9] ، فقال : أتضحكون يا معشر قريش ، هذا نبي السيف ليبيرنكم [10] ، وقد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الابد ، وتفرق الناس يتحدثون بما أخبر اليهودي ، ونشأ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) اليوم كما ينشأ [11] غيره في الجمعة ، وينشأ في الجمعة كما ينشأ [12] غيره في الشهر. كمال الدين : 113 و 114 ، وأورد اليعقوبى.
[1]في المصدر : فلما تزوج بها.
[2]في المصدر : بيده وركبتيه.
[3]في المصدر : فولد. وفيه :. ثنتي عشر ليلة مضت.
[4]في المصدر : تهتدوابها.
[5]في المصدر : فلما انتهى.
[6]النادى : المجلس.
[7]أخطأتم خ ل وهو الموجود في المصدر. والمعنى اى صرف عنكم هذا المولود العظيم إلى غيركم.
[8]في المصدر : إلى باب بيت آمنة لا
[9]في المصدر المطبوع : وضحكوا عليه ، وفي المخطوط : وضحكوا منه.
[10]أى ليهلكنكم ، وفي المصدر : ليبترنكم أى ليصيرنكم أتبرا ، والابتر : المقطوع. من لا عقب له.
(11 و ٧) في المصدر : ينشؤ ، وكلاهما صحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق