السبت، 29 أكتوبر 2022

العلة من تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر

العلة من تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر

1- عن مفضل بن عمر ، قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : اخبرني ـ جعلني الله فداك ـ لم حرم الله الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير ؟ قال : ان الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده واحل لهم ما سواه من رغبة منه فيما ( حرم عليهم ) ، ولا زهد فيما ( احل لهم ) ، ولكنه خلق الخلق ، ( فعلم ) ما تقوم به ابدانهم ، وما يصلحهم ، فأحلّه لهم واباحه ، تفضلا منه عليهم به لمصلحتهم ، وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم ، ثم اباحه للمضطر ، واحله له في الوقت الذي لا يقوم بدنه الا به ، فامره ان ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك ، ثم قال :
 اما الميتة فانه لا يدمنها احد الا ضعف بدنه ، ونحل جسمه ، ووهنت قوته ، وانقطع نسله ، ولا يموت آكل الميتة الا فجأة ، 

واما الدم فانه يورث اكله الماء الاصفر ، ( ويبخر الفم ، وينتن الريح ، ويسيء الخلق ) ، ويورث الكلب ، والقسوة في القلب ، وقلة الرأفة والرحمة ، حتى لا يؤمن ان يقتل ولده ووالديه ، ولا يؤمن على حميمه ، ولا يؤمن على من يصحبه ، 

واما لحم الخنزير فان الله تبارك وتعالى مسخ قوما في صور شتى مثل الخنزير والقرد والدب ، ( وما كان من المسوخ ) ثم نهى عن اكله للمثلة لكيلا ينتفع الناس ( به ، ولا يستخفوا بعقوبته ) ، 

واما الخمر فانه حرمها لفعلها وفسادها ، وقال : مدمن الخمر كعابد وثن يورثه الارتعاش ، ويذهب بنوره ، ويهدم مروءته ، ويحمله على ان يجسر على المحارم من سفك الدماء ، وركوب الزنا ، ولا يؤمن اذا سكر ان يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك ، والخمر لا يزداد شاربها الا كل شر .وسائل الشيعة : ج 24 ص 99-100ح 30083.

2 - عن محمد بن سنان ، عن الرضا عليه‌السلام فيما كتب إليه من جواب مسائله : وحرَّم الخنزير ؛ لأنّه مشوّه ، جعله الله عظة للخلق وعبرة وتخويفاً ، ودليلاً على ما مسخ على خلقته ؛ لأنَّ غذاءه أقذر الأقذار ، مع علل كثيرة ، وكذلك حرَّم القرد ؛ لأنَّه مسخ مثل الخنزير ، وجعل عظة وعبرة للخلق ، ودليلاً على ما مسخ على خلقته وصورته ، وجعل فيه شبهاً من الإنسان ؛ ليدلّ على أنّه من الخلق المغضوب عليهم ، وحرّمت الميتة ؛ لما فيها من فساد الأبدان والآفة ، ولما اراد الله عزّ وجلّ أن يجعل تسميته سبباً للتحليل وفرقاً بين الحلال والحرام ، وحرّم الله الدم كتحريم الميتة ؛ لما فيه من فساد الأبدان ، وأنّه يورث الماء الأصفر ، ويبخر الفم ، وينتن الريح ، ويسيء الخلق ويورث قساوة القلب ، وقلّة الرأفة والرحمة ، حتى لا يؤمن أن يقتل ولده ووالده وصاحبه. علل الشرائع : 484 / 4.

3 - عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام لِمَ حرَّم الله لحم الخنزير ؟ قال : إنَّ الله مسخ قوماً في صور شتّى مثل الخنزير والقرد والدبّ ، ثمَّ نهى عن أكل المثلة ؛ لكيلا ينتفع الناس [1] ، ولا يستخف بعقوبته.علل الشرائع : 484 / 3. 
[1] في المصدر : بها.

4-عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : ان زنديقا قال له : لم حرم الله الدم المسفوح ؟ قال : لانه يورث القساوة ، ويسلب الفؤاد الرحمة ، ويعفن البدن ، ويغير اللون ، واكثر ما يصيب الانسان الجذام يكون من اكل الدم ، قال : فاكل الغدد ؟ قال : يورث الجذام ، قال : فالميتة لم حرمها ؟ قال : فرقا بينها وبين ما ذكر اسم الله عليه ، والميتة قد جمد فيها الدم ، وترجع إلى بدنها ، فلحمها ثقيل غير مريء ؛ لانها يؤكل لحمها بدمها . الحديث .وسائل الشيعة : ج 24 ص 103.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تأكّد استحباب الأَذان والإِقامة لصلاة الجماعة

  تأكّد استحباب الأَذان والإِقامة لصلاة الجماعة  1 -  عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام ، قال : سألته : أيجزىء أذان واحد ؟ قال : إن ص...