في صفة أخلاقه صلىاللهعليهوآلهوسلم في مشربه
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا شرب بدأ فسمى وحسا حسوة وحسوتين [1] ثم يقطع فيحمد الله ثم يعود فيسمي ثم يزيد في الثالثة ، ثم يقطع فيحمد الله فكان له في شربة ثلاث تسميات وثلاث تحميدات ويمص الماء مصا ولا يعبه عبا ، ويقول صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الكباد من العب [2].
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يتنفس في الاناء إذا شرب فإن أراد أن يتنفس أبعد الاناء عن فيه حتى يتنفس .
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم ربما شرب بنفس واحد حتى يفرغ .
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يشرب في أقداح القوارير التي يؤتى بها من الشام ، ويشرب في الاقداح التي يتخذ من الخشب ، وفي الجلود ، ويشرب في الخزف ويشرب بكفيه ، يصب فيهما الماء ويشرب ويقول : ليس إناء أطيب من الكف ويشرب من أفواه القرب والاداوي [3] ولا يختنثها اختناثا ويقول : إن اختناثها ينتنها [4].
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يشرب قائما وربما يشرب راكباوربما قام فشرب من القربة أو الجرة [5] أو الاداوة وفي كل إناء يجده وفي يديه.
وكان يشرب الماء الذي حلب عليه اللبن ويشرب السويق.
وكان أحب الاشربة إليه الحلو. وفي رواية : أحب الشراب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الحلو البارد.
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يشرب الماء على العسل. وكان يماث له الخبز فيشربه أيضا.
وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول:سيد الأشربة في الدنيا والاخرة الماء. وقال أنس بن مالك: كانت لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شربة يفطر عليها وشربة للسحر وربما كانت واحدة وربما كانت لبنا وربما كانت الشربة خبزا يماث فهيأتها له صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات ليلة فاحتبس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فظننت أن بعض أصحابه دعاه فشربتها حين احتبس ، فجاء صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد العشاء بساعة فسألت بعض من كان معه : هل كان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم ) أفطر في مكان أو دعاه أحد؟
فقال : لا ، فبت بليلة لا يعلمها إلا الله خوف أن يطلبها مني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يجدها ، فيبيت جائعا فأصبح صائما وما سألني عنها ولا ذكرها حتى الساعة.
ولقد قرب إليه إناء فيه لبن وابن عباس عن يمينه وخالد بن الوليد عن يساره ، فشرب ثم قال لعبدالله بن عباس : إن الشربة لك أفتأذن أن أعطي خالد بن الوليد ـ يريد الاسن ـ؟
فقال ابن عباس : لا والله لا اوثر بفضل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحدا ، فتناول ابن عباس القدح فشربه.
ولقد جاءه صلىاللهعليهوآله ابن خولي بإناء فيه عسل ولبن فأبى أن يشربه فقال : شربتان في شربة وإناءان في إناء واحد ، فأبى أن يشربه ثم قال : ما احرمه ولكني أكره الفخر والحساب بفضول الدنيا غدا واحب التواضع ، فإن من تواضع لله رفعه الله.: مكارم الاخلاق ج: 1 ص : 31 - 32.
[1] الحسوة بالضم والفتح : الجرعة ، وحسا حسوا : شرب منه شيئا بعد شيء.
[2] الكباد بالضم : وجع الكبد.
[3] اداوي : جمع أدواة ، المطهرة وهي إناء صغير من جلد يتطهر ويشرب.
[4] الاختناث من خنث السقاء : كسر فمه وثناه إلى الخارج.
[5] الجرة المرة من الجر : إناء من خزف له بطن كبير ، وعروتان ، وفم واسع.
[١] أكل وتأكل السن ، صار منخورا وسقط. [٢]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق